٥٣..معا حتى شروق الشمس

2.6K 61 1
                                    

قطب جبينه و أضاف بغضب" و يبدو أنك ندمت فورا..هل كان ما عشناه سيئا الى هذه الدرجة؟ هل أجبرتك بطريقة او بأخرى على الاستسلام لي؟ هل استغللتك عاطفيا؟ هل كنت تحتفظين بنفسك للشخص المناسب؟ انا آسف لأنني.." وضعت هزان يدها على فمه و قالت" ياغيز..ما هذا الكلام الذي تقوله؟ أي هراء و هذيان هذا؟ أنا استسلمت لك بإرادتي..بكل قلبي..و بكل حبي..و عشقي..ما حدث بيننا كان رائعا جدا..كان مميزا و خاصا..لقد جعلتني امرأة بكل ما في الكلمة من معنى..أعطيتني حبا يكفيني لبقية عمري..أستطيع أن أعيش حياة بأكملها على ذكرى هذه الليلة..أرجوك ياغيز..أنت تعلم أنني أحبك و أعشقك..و تعلم ما أعنيه بكلامي..لكن..هذا لا ينفي أنني مهمومة و قلقة مما سيأتي..و معي حق..أنت زوج أختي..و غدا سأنظر في عيونها..و سأجد صعوبة في التعامل معها بطريقة طبيعية بعد أن أقمت علاقة معك..ضميري و منطقي و أخلاقي و كل شيء سيتآمر علي و سينغص علي عيشي..لن تكون الأمور بهذه السهولة ..سيكون كل شيء أصعب و أكثر تعقيدا..أوف يالله..أكاد أجن ..ماذا سيحدث..هذا كله في جهة..و غيرتي عليك في جهة أخرى..كيف سأتحمل رؤيتك معها رغم ان وجودك معك من حقها و ليس من حقي..انا في وضع لا أحسد عليه..و أتمنى أن تتفهمني" وضع ياغيز جبينه على جبينها و همس" أحبك..و أتفهمك..لأنني سأكون مضطرا ان أخفي هذا الكم الهائل من المشاعر في أعماقي..نحن في نفس الوضع..لكنه سيمضي..كل شيء سيمر..أنا واثق من ذلك"

اختطفت هزان قبلة سريعة من شفتيه و قالت" ..أتمنى ذلك" ضمها بين ذراعيه بقوة و سأل" هل ستنامين؟" ردت" لا اظن بأنني سأكون قادرة على ذلك" ابتسم و قال" و انا أيضا" نظر الى ساعته و أضاف" أساسا لم يبقى الكثير على بزوغ الصبح..لنجلس معا الى أن تشرق الشمس..نتحدث و نشرب كأسا..ما رأيك؟" هزت برأسها و أجابت" تمام..اتفقنا..أين سنجلس؟" قال" في الخارج..على الشرفة..لفي نفسك بوشاح ثقيل و انا سأحضر النبيذ" ..بعد دقائق..كان يجلسان معا..كانت هي تريح رأسها على كتفه اما هو فكان يداعب خصلات شعرها..قرأ لها شعرا بصوته الجهوري الرائع..أبيات تعبر عن حبه و عشقه الذي غير حياته..و استمعت هي اليه بقلبها و روحها قبل أذنيها..شربا نبيذهما الذي بعث الدفء في اوصالهما..غنت له أغنية هادئة بصوتها العذب الذي لامس شغاف قلبه و انعش روحه..حدثها عن نفسه..عن طفولته..عن أحلامه..عن هواياته..و حدثته هي عن المستقبل الذي تتمنى أن يجمعهما معا..بعيدا عن تأنيب الضمير و عن العوائق و الصعاب..تحدثت و تحدثت..بكت و ضحكت..الى أن نامت بسلام على كتفه..اراح هو رأسه على رأسها و بقي يراقب شروق الشمس..حملها بين ذراعيه و وضعها على سريرها..قبل جبينها و امسك خصلة من شعرها..سحب رائحتها بقوة الى أعماقه..لأنه يعلم بأنه سيكون بعيدا عنها طوال الفترة القادمة..سيكون مضطرا أن يمنع نفسه عنها..أن يحرم نفسه من الحديث معها و النظر اليها لكي لا يلفت الانتباه و يكون السبب في أذيتها بطريقة او بأخرى..خرج مغلقا الباب وراءه..ذهب الى غرفته..استحم و غير ملابسه و استلقى على السرير منتظرا وصول أمين و نازلي..ساعات و سمع صوت توقف سيارة في الخارج..نزل لاستقبال الواصلين..اطمأن الى وضع المشغل و التصاميم و العمل ثم رافق أمين و نازلي الى الداخل..كانت هزان قد استيقظت..نزلت و استقبلتها أختها بعناق قوي كاد يتسبب في انفجارها باكية..حاولت أن تتدارك الموقف فشغلت نفسها بالحديث عن العمل و مداعبة والدها و الاطمئنان على صحته..تناول الجميع طعام الفطور معا و كانت نازلي واعية تماما لهرب ياغيز و هزان بنظراتهما من أحدهما الآخر..ابتسمت بخبث و انتظرت الفرصة المناسبة لكي تصعد الى غرفة هزان و تتفقد الكاميرا الصغيرة التي كانت تخفيها في احد الاركان..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن