٢٠..معرفة قديمة

2.2K 77 3
                                    

اتكأ ياغيز بجسمه على السيارة و اخذ ينظر من تحت نظارته الشمسية إلى الطلبة و أروقة الجامعة..لقد اشتاق لهذه الأجواء و للدراسة و الاجتهاد و المثابرة..إلى زمن كان فيه شعلة من الحماس و العواطف و المشاعر..اشتاق إلى نفسه التي ضيعها في مكان ما و لم يعد قادرا على العثور عليها..اشتاق إلى ياغيز العاشق و الشغوف و المتلهف و المشتاق..ياغيز الذي كان يحب بكل ما اوتي من قوة..بكل نبضة من نبضات قلبه و بكل جارحة من جوارحه..صار يخشى أن يفقد ذلك الشغف ..و ان يصيبه البرود و الخمول جراء زواجه بنازلي التي تعامله كشيء تملكه..تقترب منه متى ارادت..و تهمله متى شاءت..صار يخاف أن يصبح آلة للعمل و كسب المال فقط..و أن يتجرد من مشاعره التي تعود أن يكون لها نصيب كبير في حياته..استفاق من تفكيره العميق على صوت هزان القريب منه..التفت ناحية الصوت ليراها واقفة مع كوراي..استاذها..كانت نظرات كوراي لا تخفي اعجابه الشديد بها و محاولاته التقرب منها..اقترب ياغيز منهما و قال" مرحبا هزان..مرحبا كوراي" نظرت إليه هزان و ابتسمت و هي تقول" ياغيز..لقد عدتما أخيرا..كيف كانت رحلتكما؟" هز برأسه و اجاب" جيدة" تبادل هو و كوراي نظرات عميقة..و ذات معنى..كان يبدو عليهما أنهما يعرفان بعضهما جيدا..مد كوراي يده باتجاه ياغيز و صافحه و هو يقول" مرحبا ياغيز..كيف حالك؟ لم نلتقي منذ زمن..اشتقت إليك يا صديق الأيام الخوالي" شد ياغيز على يده و رد" انا بخير..و انت..أمازلت كما عهدتك؟" ابتسم كوراي و هو يحاول بلع ملاحظة ياغيز القاسية و رد" بخير..و مازلت كما تعودت علي..محبا للحياة و للجمال..هزان طالبة عندي..لقد استغربت رؤيتي لها في المرة الأولى..كنت أظن بأنها نازلي..لكنني عرفت فيما بعد أنها توأمها..سررت كثيرا بمعرفتها..انها فتاة مميزة و مجتهدة" التفت ياغيز إلى هزان و تأمل قميصها الوردي ذي الياقة العالية و سروالها الجينز الأبيض الملتصق بساقيها و شعرها الطويل المسدل على ظهرها و قال" هل انهيت محاظراتك؟" اجابت" نعم" فتح لها باب السيارة و قال" تمام..لنذهب..الى اللقاء كوراي" و ركبا معا و ابتعدا تحت انظار كوراي الذي شد بقوة على حقيبته و أخذ يشتم بعصبية..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن