٣٤..حادث أو ..؟؟

2.3K 79 0
                                    

انهى الجميع طعامهم و اخذوا يجمعون الأطباق..مد ياغيز يده ليأخذ كأس الشاي من أمام هزان في نفس الوقت الذي مدت هي فيه يدها لتأخذه..تلامست الأيادي و التقت العيون دون أن تفترق ..تمتمت هزان" ياغيز..اتركه..سآخذه أنا" أبعد ياغيز يده و ابتعد..قامت هزان بغسل الأطباق و ساعدتها نازلي في ترتيبها في أماكنها..بقي ياغيز في الاعلى..جلس خلف الدفة و بقي يتذكر ما حدث منذ قليل..كان يستلذ بكل اقتراب بينهما..يقترب من النار مع علمه بأنه سيحترق..ينجذب نحوها بقوة..كل ما فيها يشده..بساطتها..قلبها..ابتسامتها..عفويتها..براءتها..يريد أن يقترب منها أكثر..أن يستطيع ملامسة أعماقها..أن ينسيها ذلك العذاب الذي عانته في الماضي..أن يساعدها على تحقيق أحلامها..أن يراها سعيدة دائما..لكن الأخطر بأنه يريد و بكل جوارحه أن يقبلها من جديد..و أن يأخذ من رحيق شفتيها..و أن يشعر بتلك اللذة من جديد..و ان يخفق قلبه بشدة بين ضلوعه من جديد..و أن ترتبك أنفاسه و تغلي الدماء في عروقه من جديد..و كأن هذا إثبات و تأكيد على أن الممنوع فعلا مرغوب..و ربما يطمع أن تبادله هذه المرة..ابتسم بسخرية و كأنه يسخر من نفسه و من تفكيره الغريب..ففي النهاية هو زوج أختها..و لن تنسى هي ذلك..و لن تسمح له بأن ينسى..رغم كل الانجذاب القوي الموجود بينهما..صعدت هزان و نازلي إلى السطح..اتكأت هزان مرة أخرى على الحاجز الحديدي و انحنت بجسدها إلى الأمام لكي تستمتع بمشاهدة أمواج البحر ..نادتها نازلي عن بعد خطوات و هي تقول" أختاه..تعالي لنجلس هنا معا" همت هزان بالتحرك لكن ساقها علقت بالحبل الموجود بالقرب من ساقها..قالت" نازلي..أختاه..ساقي عالقة في هذا الحبل..سأفكها و آتي اليك" ردت" انا آتية اليك..سأساعدك" اقتربت منها و انحنت إلى الأسفل..تظاهرت بأنها تفك الحبل و أخذت ترفع ساق هزان إلى الأعلى..حاولت هزان أن تجد توازنها على ساق واحدة لكنها لم تفلح..مالت بجسدها إلى الخلف و رفعت ساقيها واثقة بأن أختها ستفك قدمها و تساعدها..لم تدري ماذا حصل..انزلقت ساقها و وجدت نفسها تقع في الماء..سمع ياغيز صوت الوقعة القوي فأسرع ينزل إلى الأسفل..صاحت نازلي بصوت عالي" يالله..أختي..لقد وقعت أختي..ياغيز..أرجوك ساعدها..ساعد هزان..هزان وقعت في الماء..انها تغرق..أسرع" ارتمى ياغيز مباشرة في الماء و غاص إلى الأسفل حيث بدأت هزان تغوص مستسلمة لأنها لا تجيد السباحة..وضع يده حول خصرها و صعد بها إلى الأعلى..وصل إلى السلم ..تسلقه و هي بين ذراعيه ثم مددها على الحافة الخشبية..وضع يده على وجهها و أخذ يقول" هزان..هزان..افتحي عينيك..تنفسي..هيا" لكنها لم تبدي اية ردة فعل..قلبها على جنبها..و راح يضغط على بطنها..خرجت المياه من فمها لكنها مازالت لم تتنفس..انحنى عليها و قرب فمه من فمها..طبق عليها التنفس الاصطناعي للحظات..فسعلت بقوة و فتحت عيونها..

وقفت نازلي بالقرب منهما متظاهرة بالبكاء و أخذت تقول" أختاه..الحمد لله أنك بخير..لو حدث لك مكروه لم أكن لأسامح نفسي أبدا" رمقها ياغيز بنظرة استفهام و سأل" ما علاقتك أنت بما حدث؟" ردت" لقد علقت قدمها بالحبل ..حاولت مساعدتها لكنها فقدت توازنها و وقعت..لقد خفت كثيرا عليها..شكرا لك حبيبي لأنك أنقذتها" مرر ياغيز يديه على وجه هزان..أبعد خصلات شعرها عن جبينها و سأل بنبرة قلقة" هل أنت بخير؟ كيف تشعرين الآن؟" استوت في جلستها و أجابت" أنا بخير..شكرا لك" همس" لا تشكريني..المهم أنك بخير" اقتربت منها نازلي و عانقتها بقوة و هي تقول" اختي الحبيبة..حمدا لله على سلامتك..لقد خفت عليك كثيرا..سامحيني..لم أستطع أن أمسكك ..لم أستطع أن أحميك..لو حدث لك مكروه لكنت قتلت نفسي..آه هزان آه" ربتت هزان على ظهر أختها و ردت" لا تلومي نفسك عزيزتي..ليس لك ذنب فيما حدث..أنا فقدت توازني و وقعت..انا بخير..لا تخافي..انظري..لم يحدث لي شيء..لا تقلقي" ابتسمت نازلي بسخرية كأنها تقول لقد نجوت هذه المرة..لكنني لن أرحمك في المرة القادمة..ابتعدت عنها و ساعدتها لتقف و اصطحبتها لكي تغير ثيابها المبللة في الغرفة السفلية..بقي ياغيز واقفا في الشمس لكي يجفف ثيابه ..وضع يده على صدره..مازال قلبه يخفق بقوة خوفا عليها..ارتعب من فكرة أن يصيبها مكروه..رؤيتها و هي مستسلمة لمياه البحر التي كانت تسحبها إلى الأسفل انحفرت عميقا في ذاكرته..ماذا لو لم يلحق بها..ماذا لو لم ينجح في انقاذها..كيف كان سيعيش من دونها..هذه الفتاة التي ظهرت متأخرا جدا في حياتي تمكنت و بسرعة من التغلغل إلى أعماقي كأنني أعرفها منذ سنوات طويلة..كأنها تعني لي الكثير..و أكثر بكثير مما اتخيل..نزع قميصه المبلل و انتظر صعود الأختين إلى الأعلى لكي ينزل هو إلى الغرفة و يغير ثيابه..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن