٤٤..اعطني فرصة

2.2K 72 1
                                    

بقيت هزان جامدة في مكانها..تحملق في ياغيز الذي أحاطها بذراعيه كأنه لا ينوي اطلاق سراحها أبدا..انتبهت لنفسها و ازاحت يديه عنها ثم تراجعت الى الخلف و هي تهز برأسها ..تمتمت بصوت مرتعش" لا..لا يجب أن يحدث هذا..هذا خطأ..أمر لا يجوز..مستحيل..لا يمكن..أنت زوج أختي..و أنا لا أقبل بأن أخونها..كلا..أرجوك..ابقى بعيدا عني..لا تقترب مني مرة ثانية..اياك أن تعيد ما فعلته اليوم..ما تقوله مجرد هراء..كلام بلا معنى..و ما حدث أيضا منذ قليل كان بلا معنى..لننساه..و لنعتبر بأنه لم يحدث" و تحركت مسرعة إلى الداخل..لم يستطع أن يمنعها أو أن يلحق بها..كانت تجري و كأن جميع شياطين الجحيم تركض خلفها..بقي واقفا في مكانه..لعق شفاهه بلسانه..و أغمض عينيه..انحفرت كل لحظة من قبلتهما عميقا في ذاكرته..مستحيل أن ينسى و لو ثانية منها..لقبلتها طعم مميز و لذيذ..مختلف..لا يشبه غيره..يترك أثرا عميقا في نفسه و يشعل النيران في جسده..تنهد بعمق و هو يفكر فيما سيحدث لاحقا..ستهرب منه..لن تسمح له بالاقتراب منها..و ذلك يساوي الموت بالنسبة اليه..لا حياة له بعيدا عنها..هي الحب الكبير الذي هز كيانه و أجبره على الخضوع إلى سطوته و سلطته..هزمه و أسقط حصون مقاومته..الأمر مختلف الآن..هو يعي تماما أنها تبادله ذات المشاعر..لن يصدق انكارها و تكذيبها..فقد يكذب لسانها ..لكن قلبها الذي كان يخفق بقوة في صدرها يؤكد له ذلك..شفاهها التي كانت تذوب بين شفتيه و تقبله بعنف تؤكد ذلك..جسدها الذي كان يرتعش كورقة شجرة تعصف بها الرياح يؤكد ذلك..كل ما فيها يؤكد له ذلك..و هذا ما سيشجعه و يعطيه القوة لكي يفعل ما سيفعله..

اتكأ ياغيز على الحاجز الخشبي و شرد بنظراته بعيدا..في غرفتها..وقفت هزان أمام المرآة و حملقت في وجهها..مررت أصابعا مرتعشة على شفاهها المتورمة..لون وردي اعتراهما جراء سيل القبلات المحمومة التي تبادلتها مع ياغيز..أغمضت عيونها و عادت بذاكرتها الى تلك اللحظات التي كانت فيها بين ذراعيه..لقد كانت كالمسحورة بكل تفاصيله..طريقته في التقبيل..طعم قبلاته الرائع..حركات يديه على جسدها..أنفاسه المتسارعة..و جسمه الملتصق بها..فقدت تعقلها و وعيها و كل منطقها بمجرد أن احتبسها بين أحضانه..لقد هزمها حبها له و تغلب عليها..و صار لزاما عليها أن تنقذ نفسها منه قبل أن تغرق فيه أكثر و أكثر..لا تريد أن تصل الى تلك المرحلة الخطرة ..الى فخ الخيانة الذي ستفقد معه احترامها لنفسها..لا تريد..ابتعدت من أمام المرآة و استلقت على سريرها..في الشرفة..اقتربت نازلي من ياغيز و عانقته من الخلف واضعة رأسها على ظهره..و قالت" حياتي..هيا لنذهب الى الداخل ..لقد برد الجو كثيرا" التفت ياغيز اليها و قال بنبرة جدية" نازلي..هناك أمر مهم أريد أن أخبرك به" كانت نازلي تعي جيدا ما سيقوله لها..كانت تعلم بأنه صار متعلقا بهزان و يريد أن ينفصل عنها هي لكي يكون مع حبيبته..لكنها لن تسمح بذلك..اقتربت منه..لفت ذراعيها حول عنقه و همست" مالأمر حياتي؟" أزاح ياغيز يديها عنه و أجاب" نازلي..أنا أريد أن أنفصل عنك" رفعت نازلي حاجبها و سألت" ماذا؟ عن أي انفصال تتحدث حبيبي؟ لا تقل لي بأنك مازلت تشكو من اهمالي لك؟ هذا أمر لا يعقل..فها أنا أحاول أن أمنحك الوقت اللازم" هز ياغيز برأسه و قال" بلى..هذا سبب ..و هناك أسباب أخرى" قالت" مثل ماذا؟" رد" مثل أنك لا تريدين أن ننجب طفلا..مثل أنك.." قاطعته" هذا ما كنت أريد أن أحدثك فيه..أنا مستعدة أن أكون أما..أريد أن أنجب طفلا منك..أريد أن نكون عائلة متكاملة..سأخفض مسؤولياتي في العمل..و سأخصص وقتا أكثر لك و لبيتي و لطفلنا القادم..ماذا تريد أكثر؟" حملق فيها ياغيز للحظات ثم قال" ألا ترين أن هذا القرار جاء متأخرا جدا..أنا لم أعد كما كنت في السابق..هناك الكثير قد تغير..أنت لا تعلمين بما مررت به..لقد تغيرت كثيرا..و لست واثقا بأن هذا سينفع..أنا آسف" اقتربت نازلي من ياغيز ..وضعت يديها على صدره و قالت و قد تجمعت الدموع في عينيها" كلا..حبيبي..لا تفعل هذا بنا.. ياغيز..لا تتركني..سأكون كما تريد..أنا أعدك بذلك..لو سمحت..أعطني فرصة أخرى..أرجوك..لا تنهي كل شيء بهذه السهولة...على الأقل لا تتخلى عني قبيل العرض المهم..انه عرض السنة بالنسبة لي و للشركة..سأنهار اذا تخليت عني..لو سمحت..هي ثلاث أسابيع..ستمر بسرعة..ساندني و كن معي..ثم سنتحدث بعد العرض"

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن