١٢..دروس

2.3K 85 0
                                    

خلال تجوالهما معا في أحد الأروقة..التقت نازلي بإحدى معارفها و التهت بالحديث معها فانزوت هزان في ركن بعيد..سمعت صوت ياغيز الواقف خلفها يقول" لا تحزني..هي لا تقصد ما.." قاطعته دون أن تنظر إليه" لا عليك..معها حق..أنا لست متعودة على هذا النوع من الملابس و لا أعرف كيف أختار..لا مشكلة..لقد تعودت على سماع كلام أثقل من ذلك بكثير" وضع ياغيز يده على كتفها و همس" لا تحزني..ستصبحين جزءا من هذا العالم المخملي و ستفرضين نفسك فيه و بقوة" ابتسمت هزان و قالت" و كيف سيكون ذلك؟ بالملابس و المجوهرات فقط..لا أعتقد أن ذلك كافي..أنا أعتبر جاهلة مقارنة بمستوى هؤلاء الناس التعليمي و العملي..لا تجوز المقارنة بيني و بينهم" التف ياغيز و وقف أمامها و نظر إليها مطولا ثم قال" بيدك أنت تستطيعين تغيير ذلك..أكملي دراستك و اختاري لنفسك مجالا تحبينه و تتميزين فيه..ليس فقط لمجرد أن تكوني لائقة مقارنة بهم..بل من أجل أن تحققي نفسك بينهم..أن يكون لك مكانة و اسم و احترام..ألا تكوني بحاجة أي أحد ما عدا نفسك..هذا ما يجب أن تفعليه" هزت هزان برأسها و قالت" معك حق..و أنا أفكر في نفس الشيء..يجب أن أبدا من مكان ما" قطع حديثهما وصول نازلي التي رمقت هزان بنظرة باردة و التفتت إلى ياغيز و سألت" حياتي..أليس لديك عمل؟" أجاب" نعم..لكنني كنت .." قاطعته" هزان الآن معي..اذهب انت و اهتم بأعمالك" تبادل هو و هزان نظرة خاطفة ثم اقترب من زوجته..قبل خدها و ابتعد..قضت هزان بقية يومها في سماع دروس أختها التي أصرت على اظهار براعتها في اختيار الأزياء و الملابس كأنما لتعيرها بماضيها و بالمصاعب التي عاشتها سابقا..تحملت هزان ذلك بابتسامة لكن داخلها كان يغلي..كأنه لا يكفيها أنها أخذت ما يحق لها هي أيضا منذ سنوات..بل و تستفزها و تذكرها بمعاناتها أيضا. عادتا في المساء فصعدت هزان إلى غرفتها و وضعت مجموعة الأكياس الملآى بمختلف المشتريات و اخذت تفكر فيما ستلبسه قبل النزول لتناول العشاء

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن