٤٨..شعور مميز

2K 64 0
                                    

نظرت هزان الى ياغيز الذي ابتعد على صهوة جواده الذي كان يطوي الأرض طيا..كانت تعلم ما به..و كيف يشعر..كانت تحس به..و تتمزق من الداخل مثله تماما..لكن ما باليد حيلة ..هما واقعان في ورطة مشاعرهما و استحالتها..يريدان أن يعيشا هذا الحب دون شعور بالذنب أو تأنيب الضمير..دون الانزعاج من أية كلمة او تعليق يمسهما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة..هي الآن تهرب من بقاءها معه ليس حبا بكوراي و أحاديثه السخيفة..لكن خوفا من نفسها..من قلبها..من ضعفها..من حبها..و من شياطينها التي تحرضها في كل لحظة على الارتماء بين ذراعيه ..حاولت الانتباه الى كوراي و الى كلامه لكن عيونها و قلبها تابعا ياغيز بشغف و حب و ألم كبير..عاد ياغيز الى المزرعة..نظر الى الساعة ..انها الواحدة بعد الزوال..دخل الى غرفته..استحم و هدأ قليلا ثم طلب من الخدم تنظيف الاسطبل و الاعتناء بالأحصنة فيما انشغل هو باعداد طعام الغداء بيده..كان يجيد تحضير الباستا و شرائح اللحم المشوي اضافة الى السلطة ..بعد دقائق..ألقى نظرة على الطاولة المزدحمة بأشهى الأطباق و ابتسم بسعادة..سمع صوت الباب يفتح فعلم أن هزان قد عادت..علقت المفاتيح و السترة و همت بالصعود الى غرفتها عندما ناداها ياغيز..تقدمت نحوه و هي تلمح الابتسامة المرسومة على وجهه..سألت" مالامر؟ هل انت بخير؟" هز برأسه و أجاب" ..أنا بخير..أريد منك فقط أن تستحمي و تنظمي الي على المائدة..أنا أدعوك لتناول طعام الغداء الذي جهزته لك بيدي..هل تقبلين؟" بدا التردد واضحا على وجهها فاقترب منها و همس" لو سمحت..لقد جهزت كل شيء بيدي..بمحبة..و فرح..لا تكسري خاطري..و أعدك بأنني لن أزعجك" ابتسمت هزان و ردت" حسنا..سأستحم و آتي" صمتت قليلا ثم أضافت" شكرا لك" ..تحركت مبتعدة عنه..كانت تبتسم بسعادة..للمرة الأولى تشعر باهتمام أحد ما بها..شخص يخصها بحبه و رعايته..يعد لها الطعام ..يغار عليها..يعشقها..تحس بأنها مميزة جدا..و هذا الشعور جميل الى حد كبير..

ارتدت هزان فستانا أحمرا مكشوف الكتفين ينسدل طويلا على جسمها و يلتصق به مظهرا تفاصيله الأنثوية المثيرة..أطلقت شعرها على كتفيها و احتذت حذاءا أسودا ذا كعب عالي..لم تبالغ في وضع مساحيقها..رشت من عطرها الفواح و نزلت اليه ..كان قلبها يسابق قدميها للوصول اليه..تريد أن تستمتع بكل لحظة تمر عليها و هي بجانبه..بعيدا عن عيون الجميع..حتى و لو كان ذلك مخالفا لتوصيات عقلها و منطقها و أخلاقها..فلتعش اللحظة كما هي ثم ليحدث ما سيحدث..التقت عيونها بعيونه المتفحصة و العاشقة..لم تهرب منهما بل غرقت في بحرهما البلوري العميق..سحب لها الكرسي لكي تجلس و انحنى قليلا لكي يسحب نفسا عميقا من رائحتها ينعش به روحه..ثم التف لكي يجلس قبالتها..قالت" شكرا لك على كل شيء" ابتسم و رد" لا داعي لشكري..فعلت ذلك من قلبي..ما يهمني هو أن تكوني معي" احمرت خدود هزان خجلا و لم تجب..قال" هيا لنأكل..أتمنى أن يعجبك الطعام" قطعت هزان قطعة لحم و وضعتها في فمها..تذوقت الباستا و اغمضت عينيها و قالت" امممم.لذيذة جدا" ابتسم ياغيز و قال" فرحت كثيرا لأنه أعجبك..صحة و عافية عزيزتي" نظرت اليه عندما قال كلمة عزيزتي..كانت عيونه تقول أكثر بكثير من تلك الكلمة لكنه لم ينطق بها لكي لا يزعجها..سكب لنفسه و لها النبيذ و قال و هو يرفع كأسه" نخب هذه اللحظات المميزة" رفعت كأسها و قالت" نخب هروبنا من الواقع" ..واصلا تناول طعامهما اللذيذ في صمت..وقف ياغيز فجأة..فتح الموسيقى..و تقدم منها و هو يمد يده و يقول" هل تسمحين لي بهذه الرقصة؟"

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن