٥٥..موقف محرج

2K 53 0
                                    

بعد الغداء..جلست هزان في شرفة المنزل تحتسي كأسا من الشاي الأخضر..اقتربت منها نازلي و جلست بجانبها..سألتها هزان" أختاه..هل ستحافظين على موعد العرض أم ستضطرين الى تأجيله؟" أجابت" بلى..سيحافظ على موعده..لن أسمح لازمة كتلك بأن تهزمني و تجبرني على التأجيل..لطالما كنت الأولى و سأبقى كذلك..سأعتبر بأن ما حدث كبوة و سأتغلب عليها بسهولة..سيكون العرض مميزا و عالميا كما خططت له" ابتسمت هزان و قالت" يعجبني فيك ثقتك بنفسك و اصرارك على التفوق و الامتياز..أنت فعلا امرأة رائعة" ربتت نازلي على كتف أختها و قالت بحزن" هل أخبرك ياغيز بأنه ينوي الانفصال عني؟" تلعثمت هزان و ارتبكت ..ارتعشت يدها و هي تضع الكأس على الطاولة التي أمامها ثم قالت بنبرة حاولت أن تبدو طبيعية" نعم..مع الأسف..لقد أخبرني بذلك" ابتسمت نازلي و قالت" جميل..يبدو أنكما تحدثتما كثيرا في غيابنا..أتعلمين..لن أسمح له بالانفصال عني..أنا أحبه و هو يحبني..قد أكون أهملته و انشغلت عنه طيلة الفترة الماضية..لكنني سأحاول أن أعوضه عن ذلك..سأعيده الي بكل الطرق الممكنة" ابتلعت هزان ريقها بصعوبة و اكتفت بهز رأسها دون أن تنطق بحرف..واصلت نازلي" و أنت؟ مالذي يحدث بينك و بين كوراي؟ ألا تلاحظين اهتمامه بك؟" ردت" بلى..ألاحظ ذلك..لكنني لا أريد أن أتورط في علاقة مع أستاذي..أنا أريد أن أعطي كل تركيزي لدراستي..يجب أن أنجح و أعمل و أكون انسانة ناجحة..هذا ما أريده فقط" وقفت نازلي و قالت" معك حق..لكن اتركي باب قلبك مفتوحا أيضا لعل الحب يطرقه في أية لحظة" ابتسمت هزان و ردت" حسنا أختاه" همت نازلي بالابتعاد لكنها توقفت فجأة و سألت دون مقدمات" لقد رأيت شرشف سريرك على حبل الغسيل..مالذي حدث حتى اضطررت الى غسله؟" شحب وجه هزان فجأة كأن الدماء جفت في عروقها..سحبت نفسا عميقا ثم حاولت أن تجيب بهدوء فقالت" كنت أشرب القهوة في غرفتي عندما انزلق الفنجان على الشرشف و تلوث بالقهوة..لذلك اضطررت الى غسله" ابتسمت نازلي بخبث و قالت" احرصي اذا على عدم شرب القهوة بقرب السرير مرة أخرى" و تحركت مبتعدة عنها فيما مررت هزان يدها على جبينها الذي تصبب عرقا..

بعد لحظات..همت هزان بالدخول عندما اعترضها ياغيز ..أمسكها من ذراعها و أغلق باب الشرفة خلفه..سأل" لماذا وافقت على الذهاب الى الرحلة؟ كيف سأتحمل غيابك عني طيلة عشرة أيام؟ لماذا فعلت ذلك؟" انتشلت هزان يدها من يده و ردت بعصبية" لكي أهرب منك و من نازلي و مما حدث بيننا..لكي أتنفس بعيدا عن هنا..أشعر أنني أختنق طالما أنا معكما تحت سقف واحد..هذا أكثر من أن أتحمله" تكلم من بين أسنانه قائلا" و أنا؟ هل تظنين بأنه سهل علي أن أراك أمامي و ألا أعانقك و أقبلك ..ألا انظر اليك و ألا أتحدث معك..أنا أموت هزان..صدقيني..لكن على الأقل انت الآن هنا..أمامي..ماذا سأفعل طيلة فترة غيابك؟ كيف ستمر الأيام من دونك؟" ردت" حاول أن تفعل شيئا حيال زواجك..أنقذ زواجك و أصلح علاقتك بنازلي..هذا ما يجب أن تفعله..انسى ما حدث..كأنه لم يكن..عد الى حياتك قبل أن تراني..و أنا سأفعل ما بوسعي لكي أختفي من أمامك" تقدم ياغيز نحوها حتى حاصر جسمها بين الحاجز الخشبي للشرفة و بين جسمه..أحاطها بيديه من كلتا الجانبين مانعا هروبها و قال" هزان..لا تهذي..أخبرتك سابقا بأنني سأنفصل عن نازلي..لن يتصلح شيء بيننا أبدا..لن أضيع ما تبقى من عمري مع امرأة لا أحبها..مستحيل أن يتواصل هذا الزواج أو أن يحدث شيء بيننا في المستقبل..أنا و نازلي انتهينا الى الأبد..افهمي ذلك" هزت رأسها و قالت" لا..لن أفهم..ما أعرفه أنه من المستحيل أن نكون أنا و أنت معا..مستحيل..لن انجح في ذلك..لن أكون معك في حين تكون أختي في حالة انهيار بسببك..لن أسمح لنفسي بأن أبني سعادتي معك على انقاض تعاسة أختي..ألم تفكر في أبي؟ كيف ستقبل الأمر؟ هل سيراه أمرا طبيعيا بأن نعيش علاقة معا فور انفصالك عن أختي؟ مستحيل..لن يحدث ذلك..كل الطرق التي تؤدي اليك تجعلني أفقد عائلتي التي احتضنتني و عوضتني عما عانيته في الماضي..أن أكسبك انت و أفقد عائلتي..هذا ما لن أقدر عليه..اعذرني" وضعت يدها على صدره لكي تزيحه عن الطريق لكنه أمسك كلتا يديها بيديه و همس بصوت مبحوح" هزان..لا تقولي ذلك..و هذا الحب الذي يكبر في قلوبنا يوما بعد يوم..ماذا نفعل له؟ هل ندعه يموت ؟ هل يخسر أحدنا الآخر بعدما وجده؟ هل نقتل مشاعرنا و قلوبنا و نتصرف كأن شيئا لم يكن؟ لن أكون قادرا على ذلك..و أنا متأكد بأنك لن تكوني قادرة عليه أيضا..اطلبي مني ما تشاءين الا أن أتخلى عنك أو أن أنسى ما حدث..هزان..أنت حب حياتي..أنت المرأة التي أعشقها..و لن اتخلى عنك مهما حدث"

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن