٢٨..لماذا ؟؟

2.4K 78 0
                                    

بقيت هزان في مكانها تراقب ابتعاد ياغيز عنها بخطوات متعثرة و مرتبكة..لم تكن هي أقل منه اضطرابا و لا ارتباكا..بل كانت مصدومة و مذهولة مما حدث منذ قليل..قلبها يخفق بشدة كأنه يهم بمغادرة صدرها و أنفاسها متسارعة و جسدها يرتجف..عقلها كان يحدثها بأن الشبه هو السبب في هذه القبلة العفوية..لقد قبلها لأنه ظن أنها زوجته..و لولا ذلك لما كان اقترب منها أبدا بهذه الطريقة..علاقة الصداقة بينهما تروق لها و تعجبها..تجد فيها راحة و ثقة و أمانا..و الأكيد بأنه هو أيضا يشعر بذات الشيء..اما قلبها فكان يعاني من ارتباك في دقاته..لأول مرة في حياتها لا تنفر من لمسة رجل أو من قبلته..في الماضي كانت تشعر بالقرف من كل اقتراب او لمسة يقوم بها رجل تجاهها..و السبب قذارة زوج أمها الذي حاول اغتصابها أكثر من مرة..ذلك الحيوان المقرف جعلها تكره كل الرجال..و ترى فيهم مجرد ذئاب بشرية لا يرون في المرأة سوى جسدا يشبع غرائزهم..و بسببه أيضا فشلت كل علاقاتها العاطفية..كانت تكره أن يلمسها ذلك الشخص الذي تخرج معه..تقرف من لمسته أو من قبلته..أما الآن..فالأمر مختلف..أغمضت عينيها و مررت لسانها على شفتيها..لذيذ و مميز طعم قبلة ياغيز..فتحت عيونها فجأة و قالت تلوم نفسها" هزان..كفاك هراءا..عودي الى وعيك..هذا زوج أختك..توقفي عن هذه السخافات..و اطردي هذه الأفكار من رأسك على الفور" ..في حمام غرفتهما..وقف ياغيز أمام المرآة مطأطئا رأسه ..لم يكن يجرؤ على النظر إلى وجهه..همس دون أن يرفع رأسه " ماذا فعلت أنت؟ هل جننت؟ ماذا فعلت؟ كيف تفعل شيئا كهذا؟ انها ليست هي..ليست زوجتك..هي أختها..ممنوع عليك أن تقترب منها بتلك الطريقة..كان يجب عليك ألا تتسرع..و أن تتثبت قبل الاقتراب منها..و انت( و وضع يده على قلبه) لماذا لم تنبهني؟ أين ذهب حبك ؟ كنت اعتقد أن لك عيون تميز بها حبيبتك؟ لقد خذلتني في اكثر وقت كنت بحاجة فيها اليك..ماذا سأفعل الآن؟ لقد أفسدت كل شيء" رفع عيونه و نظر إلى وجهه..إلى شفتيه..استعاد تلك اللحظة التي احتوت فيها شفاهه شفاه هزان..زم شفتيه بقوة كأنه لا يريد أن يفقد ذلك الطعم المميز الذي شعر به عندما قبلها..قطب جبينه بحزن ..فتح الباب و خرج..هاربا من نفسه قبل أي شخص آخر..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن