٦٦..مصير مجهول

1.9K 62 3
                                    

أخذت نازلي الهاتف من يد هزان غير آبهة لدموعها المنهمرة على خدها و قالت" .أحسنت..هذا ما يجب أن يحدث..سأتركك الآن..لكنني سأعود لزيارتك كلما سنحت لي الفرصة..و لا تقلقي..كل شيء جاهز لولادتك..الطبيب و الممرضات..و تذكري..لو كنت أريد أن أؤذي ابنك لكنت جعلتك تجهضينه فور حبسي لك هنا..لكنني لن أحمل على عاتقي ذنب خطيئتك القذرة..كما قلت..هو بريء..لا ذنب له..تذكري دائما بأنك مدينة لي و بأن مصيرك صار بين يدي..الى اللقاء" انفجرت هزان باكية بحرقة فور خروج نازلي..الآن خسرت كل شيء فعلا..خسرت أختها..خسرت عائلتها..و خسرت حبيبها..لذلك ستفعل كل شيء لكي لا تخسر جنينها..هو كل ما تبقى لها..و هو كل ما تملك..قلبها يتمزق حزنا على ياغيز..هي تعلم جيدا بأن الكلام الذي قالته له ثقيل جدا عليه..لقد خيبت أمله و آلمت روحه و أهانت حبه..لكن ما باليد حيلة..هي مجبرة أن تفعل ذلك الآن لكي تحمي طفلهما القادم..على الأقل هذه هي الطريقة الوحيدة التي تستطيع أن تثبت بها لنفسها على الأقل بأنها تستطيع أن تنجح في شيء ما..بعد أن فشلت في أن تكون أختا..و ابنة..و حبيبة..فلتنجح بأن تكون أما على الأقل..صاح ياغيز بعصبية اثر سماعه كلام هزان" هزان..لا تغلقي الخط..لا تنهي المكالمة..يجب أن تسمعيني..أخبريني أين أنت..هزان..هزاااان" لكنها كانت قد أغلقت الخط..رمى الهاتف بقوة على الحائط فتحطم الى قطع صغيرة..كلامها القاسي مازال يرن في أذنيه..لقد تخلت عنه..و عن حبهما..و تجاوزته أيضا..استطاعت ان تعيش حياتها و أن تنسى في حين علق هو في دوامة تشده الى الأسفل كلما حاول الصعود..غارق في حبها ..مجنون بها..لا يرى لحياته معنى من دونها..يشتاق اليها..يأبى أن يصدق بأنها نسيته و بأنها تعيش علاقة مع غيره..قلبه لا يقبل ذلك و لا يصدقه..سمع منها ذلك الكلام لكنه تمنى لو أنه نظر الى عينيها و هي تقوله له عله يلمح فيهما ما يعجز لسانها عن قوله..سالت دموعه رغما عنه و بللت خديه..وجد نفسه عاجزا و معدوم الحيلة..لا يستطيع مواصلة حياته من دونها و لا يقوى على نسيانها ..سيعود الآن الى سجنه الكئيب..الى حياة زوجية رتيبة و مملة..الى واجب زوجي و أبوي لا رغبة له في ممارستهما..يريد أن يهرب من كل هذا..أن ينسى..ألا يفكر..نظر حوله..فلم يجد سوى الخمر ..فسلمها نفسه علها تشفيه و تساعده..

خرجت نازلي من عند هزان لتجد كوراي في انتظارها..ابتسمت و قالت" مرحبا صهري" نظر اليها بغضب و قال" لا تهزئي بي ..نازلي..لقد مللت الانتظار..متى ستفين بوعدك لي؟" ربتت نازلي على كتفه و اجابت" قريبا..قريبا جدا..أنا لا أخلف وعدا أعده أبدا..كن مطمئنا" صمت كوراي قليلا ثم تنهد بحرقة و قال" أتمنى أن يكون ما تقولينه حقيقيا..تكفيني خيبة الأمل القديمة التي عشتها..لن أكون قادرا على تحمل خيبة جديدة" حدجته نازلي بنظرة حادة و قالت بعصبية" كوراي..لا تهذي..ما مضى بقي في الماضي..و أنت أخطأت عندما تعلقت بالشخص الخطأ..يجب أن تنسى ذلك..ستحصل الآن على ما تريده..كن واثقا من ذلك" همت بالابتعاد لكن كوراي أمسكها من يدها و شدها نحوه و همس بصوت مبحوح" نعم..لقد أخطأت..اللعنة علي..أخطأت..و أحببتك..عشقتك..جننت بك..و لم أستطع الحصول عليك..كنت زوجة ياغيز..حاولت أن آخذك منه لكنني لم أنجح..و الأسوأ أنه انتبه الي و الى نظراتي و حبي الذي لم أستطع اخفاءه..أبعدني عنك و منعني من رؤيتك..أنهى صداقة لطالما جمعتنا..تحطمت و صرت أبحث عنك في علاقة عابرة أعيشها..ثم جاء ذلك اليوم الذي رأيت فيه هزان..كانت نسخة عنك..في كل شيء..وجدتك فيها ..و حاولت التقرب منها لكن ياغيز منعني عنها..و سبقني اليها كعادته..نازلي..تذكري أنني أريد الحصول عليها فقط لأنها تشبهك..و لأنك أغلقت كل الطرق في وجهي ..رغم خيانة ياغيز لك..و وقوعه في حب أختك" انتشلت نازلي يدها منه و قالت" كوراي..توقف عن هذا الهراء الذي لن يفيدك..أنت تعلم جيدا بأنني أعشق ياغيز..و لن أكون سوى له و معه..رغم كل شيء..ستلد هزان..و سآخذ الطفل..و سأكون سعيدة مع زوجي و ابني..و انت ستأخذ صورة مني..اعتبرها أنا..و أغدق عليها من حبك الكبير..الى اللقاء" بقي كوراي في مكانه يراقبها بعيون عاشقة..لم تتغير مشاعره نحوها رغم مرور كل تلك السنوات الطويلة..و رغم انها امرأة متزوجة و تحب زوجها..كان يعيش علاقات عديدة و عابرة..لعله ينجح في نسيانها..لكن الأمر كان مستحيلا..الى أن رأى هزان في الجامعة ..و رأى فيها حلم الحصول على تلك المرأة التي جن بها ذات يوم..هز رأسه بحزن و عاد الى الداخل..جلس امام كاميرا المراقبة الموجودة في غرفة هزان..رآها تضع يدها على بطنها و تبكي بحرقة..نظر اليها و قال" سينتهي كل شيء قريبا..سينتهي..و سيحصل كل منا على ما يريده..أعدك بذلك..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن