التوأم

٥٤..رحلة

استغلت نازلي انشغال الجميع بالحديث و استأذنتهم في الصعود الى غرفتها لكي ترتاح قليلا و دخلت الى غرفة هزان..كانت واثقة بأن ليلة البارحة كانت حافلة بينهما لأنها فعلت كل شيء لكي يحدث بينهما ما خططت له..أسرعت نحو اللوحة التي كانت تخفي الكاميرا ..حملتها و خرجت مسرعة..أغلقت باب غرفتها خلفها و فتحت الكاميرا..بيد مرتعشة و عين دامعة شاهدت ما حدث بينهما..بكت بصوت عالي..صفعت نفسها بقوة..شدت شعرها بيديها..تشعر بأنها تختنق..وضعت يدها على صدرها و قالت تكلم نفسها" اهدإي..هذا ما كان يجب أن يحدث..ستحصلين على طفل..ستصبحين أما..ستحملين طفلك بين ذراعيك..ستحققين ما حلمت به ..ستكون لك العائلة التي لطالما تمنيتها..عائلة مثالية..مع حبيبك ياغيز..و ابنك القادم..كل شيء يسير كما خططت له منذ البداية..و يجب أن يتواصل ذلك..لكي أحصل على ما أحلم به..هزان جم..آسفة جدا لما سيحدث لك..لكن يجب أن أتأكد أولا بأنك ستكونين في ظرف أسبوعين حاملا من ياغيز..و عندها..سأنتقل الى المرحلة الثانية من الخطة..سأكون أنا الفائزة في النهاية..أؤكد لك ذلك" اخرجت القرص الصلب من الكاميرا و حطمته الى قطع صغيرة..في الخارج..بقيت هزان تتحدث الى والدها محاولة تجاهل نظرات ياغيز المتفحصة..سمعوا طرقات على الباب ..تقدم ياغيز و فتح و سرعان ما تغيرت ملامحه و هو يرى كوراي أمامه..قال بلهجة مرحة" صباح الخير يا صديقي..كيف حالك؟" أجابه ببرود" كنت بخير..ماذا تريد؟" تجاوزه و دخل..ألقى السلام على أمين ثم قال مخاطبا هزان" هزان..أريد أن أتحدث معك في أمر ضروري" وقفت هزان و ردت" تمام..لنتحدث" قال" أتمنى أن ترافقيني الى الخارج..لو سمحت" هزت برأسها و تبعته تحت نظرات ياغيز التي أحرقتها الغيرة ..

تمشت هزان مع كوراي حول المزرعة ثم جلسا بجانب عين الماء الرقراقة ..قالت" خيرا أستاذ؟ فيم أردت أن تحادثني؟" رد" أردت اعلامك بأن الجامعة تنظم رحلة سياحية خارج البلاد لمدة عشرة أيام..سنذهب الى فرنسا و ايطاليا و ألمانيا..ستكون رحلة تثقيفية و سياحية..هل ستشاركين فيها؟" صمتت هزان قليلا..فكرت بأن هذه الرحلة ستكون فرصة للهرب من المنزل..من ياغيز..و من أختها..من كل ما يزعجها و يقض مضجعها..من غيرتها و ضعفها..من ضميرها و عقلها..من أي موقف محرج قد تجد نفسها فيه بسبب ليلة البارحة و ما حدث فيها..قالت" نعم..سأشارك..أنا بحاجة ماسة للابتعاد عن هنا" ابتسم كوراي بسعادة و قال" تمام..غدا بعد الظهر تنطلق الرحلة..لا تنسي" ردت" لن انسى..سأعود غدا صباحا الى اسطنبول ثم أنظم اليكم ظهرا" هز كوراي برأسه و على شفتيه ارتسمت ابتسامة خبث لا يعرف معناها سوى هو و شريكته نازلي..تباحث ياغيز و أمين طيلة ساعات حجم الخسائر التي لحقت بمشغل الازياء و طرق التعويض و ما اذا كان العرض سيبقى في تاريخه ام سيضطرون الى تأجيله..كان يحاول التركيز مع كلام أمين و عدم التفكير في وجود هزان مع كوراي..ذلك المزعج الذي يلمح في عيونه اعجابا بها و يتمنى لو أنه يخفيه و يمنعه من الحديث معها حتى..انظمت اليهما نازلي بعد أن استحمت و غيرت ملابسها و هدأت من روعها..حاولت أن تبدو طبيعية جدا و هي تتحدث عن الابقاء على موعد العرض..جعلت الجميع يطلعون على التصاميم الجديدة التي جهزها فريق التصميم و التي وصلتها منذ قليل عبر البريد الالكتروني..كانت كلها تصاميم مميزة و عصرية و ستتولى هي بنفسها تصميم الفستان الرئيسي الذي سيكون مسك ختام العرض..حان موعد الغداء..و قام الخدم بتجهيز الطعام فجلس الموجودون حول المائدة..تطلع ياغيز بعيون قلقة نحو الباب..كان يتساءل عن سبب تأخر هزان..لمحها تدخل و تنظم اليهم..سألتها نازلي" هزان..مالأمر؟ عم تحدثت مع كوراي؟" أجابت" اخبرني أن هناك رحلة سياحية تنظمها الجامعة لمدة عشرة أيام و سألني ان كنت سأشارك فيها" سأل ياغيز مباشرة" و بم أجبته؟" ردت دون أن تنظر اليه" وافقت..انها فرصة لكي اتعرف الى بلدان و اماكن جديدة" ربت والدها على يدها و قال" معك حق حبيبتي..و متى ستنطلق الرحلة؟" قالت" غدا بعد الظهر" بدا الانزعاج واضحا على وجه ياغيز لكنه حاول الا يلفت الانتباه و الا يبدي ما يشعر به..