٦٨..في الوقت المناسب

1.9K 53 0
                                    

في المصحة..وجدت نازلي نفسها وحيدة ..والدها سيصل متأخرا من باريس ..أما ياغيز فلم يكلف نفسه عناء القدوم و الاطمئنان عليها و على ابنه..نظرت الى الحيطان البيضاء التي تحاصرها من كل جانب..وحيدة هي..بلا أحد يشاركها فرحتها بطفل لطالما انتظرته و تمنته..طفل فعلت كل جنون لكي تحصل عليه..ضمته بين ذراعيها و همست" ابني..حبيبي..ها انت هنا ..معي..بين ذراعي..أنا أمك ..امك التي تحبك كثيرا..و ستعتني بك..و أبوك أيضا يحبك..سيأتي..لا تقلق..نحن بانتظاره..و هو لن يتأخر علينا..أعلم ذلك" وضعت الصغير النائم في سريره و عادت الى الاستلقاء على السرير..ابتسمت بسعادة عندما سمعت الباب يطرق..سوت الرباط الوردي الذي زين شعرها و قالت" غال..ادخل" عبست فور رؤيتها لمجموعة من أصدقاءها و العاملين معها في الشركة و في دار الأزياء..كانوا يحملون باقات الورود و اخذوا يصافحونها و يهنئونها..كانت تظن بأن القادم هو ياغيز..لكن خاب ظنها من جديد..رفعت رأسها عاليا بتباهي..لن ينظروا اليها باستنقاص او بشفقة بعد اليوم..لن يقولوا عنها انها امرأة ناقصة..لقد أصبحت كاملة ..و متكاملة..زوجة ..و أم..و سيدة أعمال ناجحة..اقترب منها أحد أصدقاءها يدعى علي و سألها" نازلي..أين ياغيز؟ ألم يعلم بعد بولادة ابنه؟" ابتلعت ريقها بصعوبة..تداركت الأمر بابتسامة و ردت" انه مسافر..طائرته تصل في المساء..و أبي أيضا" ابتسم و قال" جيد..لأن هناك شائعة تقول بأنه لا يترك زجاجة الخمر من يده..أردت أن أتأكد فقط" مررت نازلي يدها على جبينها و قالت" طبعا هذا كذب..ياغيز مسافر..و سيعود..لو ترى فرحته عندما علم بقدوم ابننا..لقد كان صوته يرن من السعادة" سألها" الم تختاري له اسما بعد؟" هزت رأسها بالنفي و أجابت" ليس بعد..انتظر وصول ياغيز لكي يسميه هو" أخذ الصغير يبكي فاستأذن الجميع فيما حملته هي لكي ترضعه لكنه لم يقبل أن يرضع منها..حاولت أكثر من مرة لكنه لم يقبل..نادت الممرضة و طلبت منها تجهيز الحليب له..رن هاتفها فردت..انه كوراي..قال" نازلي..هزان تمر بحالة هستيرية ..و حتى المهدئ لا يعطي مفعوله ..انها تنهار..أخشى أن تموت من شدة الحزن..لقد اضطررنا الى تقييدها من جديد لكي لا تؤذي نفسها..أرجوك..افعلي شيئا" قالت" من الجيد انكم قيدتموها..ستتعب و تتوقف عن البكاء و النحيب..بمجرد وجود فرصة ملائمة سآتي اليها" سألها" و ماذا ستفعلين الآن؟ هل رأى ياغيز الطفل؟" ردت" لا..لم يأتي بعد..لكنه سيأتي" صاح بها كوراي" نازلي..توقفي عن الهذيان و الكذب على نفسك..ياغيز لن يأتي..أنت لا تعنينه..و الولد لا يهمه ان لم يكن من هزان..افهمي "

ردت عليه نازلي بعصبية" كوراي..اخرس..لا تتدخل..انتبه لهزان فقط..و اترك الباقي علي" قال" كلا..يكفيك جنونا و نرجسية..لقد تخطيت كل الحدود ..الكون لا يدور حولك..يجب أن تتوقفي..هذا يكفي" انتفضت واقفة و قالت"كوراي..لا تقل هذا مرة ثانية..و احذر أن تتصرف أي تصرف من دون علمي..و الا سترى وجهي الآخر الذي لا تعرفه..اياك" و أغلقت الخط..هز كوراي برأسه و قال" بلى نازلي..لقد رأيت وجهك الحقيقي..و الذي صرت أخشاه..و أخشى منك على نفسك..يجب أن أفعل شيئا ينقذك من هذا الجنون..يجب" ثم ركب سيارته و انطلق مسرعا بها..أنهى ياغيز الزجاجة التي كانت في يده و نهض يترنح لكي يبحث عن زجاجة أخرى..وقفت الخادمة و قالت" سيد ياغيز..أردتك فقط أن أخبرك بأن السيدة نازلي قد.." قاطعها و هو يصيح" اخرجي..اذهبي الى الجحيم انت و هي..أخرجي " و اخذ الزجاجة الفارغة و القاها على الحائط..هربت الخادمة مذعورة و أغلقت الباب وراءها..واصل هو بحثه عن زجاجة خمر اخرى لكنه لم يجد..فتح الباب و هم بالخروج عندما اصطدم بجسد شخص واقف أمامه..سقط ياغيز أرضا و أخذ يفرك عيونه لكي يستطيع رؤية هذا الشخص ..حملق فيه للحظات ثم قال" أهذا انت فعلا أم أنني أتوهم؟" مد كوراي يده و ساعده على النهوض و هو يجيب" نعم..هذا أنا..انهض..و تمالك نفسك..عد الى وعيك..هناك حقائق مخيفة يجب أن تعرفها"

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن