٤٧..الثلاثي معا

2.1K 58 0
                                    

نظرت هزان الى ياغيز و قالت تعترض" لكن كيف سنبقى أنا و ياغيز هنا؟ يجب أن .." قاطعتها نازلي بقولها" لن نتأخر..سنعود فورا" و اندفعت تأخذ حقيبتها و تخرج صحبة أبيها..جمدت هزان في مكانها و بقيت تحملق في ياغيز الواقف أمامها..هذه المرة الأولى التي يكونان فيها معا..لوحدهما..في مكان واحد..مع كل تلك المشاعر العاصفة التي يشعران بها..مع ذلك الضعف الذي يشد أحدهما نحو الآخر..مع كل ما حدث بينهما..تحركت هزان مبتعدة فسألها" هزان..الى أين؟" أجابت دون أن تلتفت اليه" أنا في غرفتي..لن أخرج منها" تبعها ياغيز و قال"هزان..لا تهذي..هل ستبقين حتى المساء في غرفتك..مازال اليوم طويلا..لا تخافي..لن أؤذيك" وقفت للحظة ثم قالت" يجب أن أدرس" نظر اليها و قال" سأساعدك..اسمحي لي" هزت رأسها بعنف و ردت" شكرا..لا أريد" تأفف ياغيز بضيق و قال بعصبية" هزان..لا تفعلي هذا..لن نبقى هنا ..هيا لنخرج معا..لنتجول..لنركب الحصان..هيا..أرجوك..لنقضي الوقت معا ..فقط..هذا ما أريده" اعترضت" لكن" قاطعها" هزان..لو سمحت" صمتت للحظات ثم قالت" حسنا..سأغير ثيابي و آتي" ابتسم ياغيز و خرج للخارج يعد الحصان لكي تركبه..في اسطنبول..وجدت نازلي العمال مجتمعين أمام المشغل المحترق..حاولت تهدأتهم و طمأنتهم ثم اجتمعت هي و والدها ببعض المسؤولين لكي يحددوا حجم الخسارة التي تكفل أمين بتسديدها كاملة..ثم جمعت المصممين و طلبت منهم تحضير تصاميم جديدة و ارسالها اليها عبر البريد الالكتروني..كان الجميع في حالة هلع و صدمة و تحدث البعض عن عدم انجاز العرض في الوقت المحدد لكن نازلي حاولت بعث الثقة في نفوسهم و طلبت منهم الاهتمام بعملهم ..

في باحة المزرعة ..وقف ياغيز بجانب حصانه في انتظار خروج هزان من المنزل..اتصل بنازلي لكي يطمئن على الوضع ثم بقيت عيونه متعلقة بالباب..يريد لهذا اليوم أن يكون مميزا جدا..هو هنا..معها..لوحدهما..لن يزعجها..و لن يضايقها..و لن يطلب منها أي شيء..يريد فقط أن يقضي وقتا معها..أن يستمتع بوجودها..بصوتها..بضحكتها..بكل شيء فيها..لمحها تعبر الباب فابتسم ابتسامة عريضة ..ارتدت سرولا أسودا يلتصق بساقيها..حذاءا طويلا..و قميصا أزرقا ..و غطت رأسها بقبعة..اقتربت من ياغيز و قالت" أنا جاهزة" تأملها ياغيز للحظات فاحمر وجهها خجلا ..أبعد ياغيز نظراته عنها لكي لا يزعجها ..تقدم منها فتراجعت الى الخلف..تجهم وجهه و قال" هزان..لن أفعل شيئا..سأساعدك فقط على ركوب الحصان" مررت هزان أصابعها على جبينها و تمتمت" حسنا" وضع ياغيز يديه على خصرها و رفعها الى الأعلى محاولا تجاهل رائحتها التي تربكه و تسحره..استقرت هزان على ظهر الجواد و قبل أن تبدأ جولتها مع ياغيز..سمعا صهيل حصان يقترب منهما..نظر ياغيز باتجاه الصوت و سرعان ما عبس و بدا الغضب جليا على ملامحه..انه كوراي ..كان يمتطي جوادا أسودا و يتقدم نحوهما..تأفف بضيق و قال" اوف يا..مالذي أتى بهذا الحقير؟" لوح كوراي بيده الى هزان فاضطرت أن ترد عليه..قال" مرحبا هزان..مرحبا ياغيز" أجابت هزان" مرحبا أستاذي..صباح الخير " ابتسم و قال" تستطيعين مناداتي باسمي" قال ياغيز بعصبية" لا..لا داعي لذلك..أنت أستاذها و هي طالبتك..و لا داعي لهذا التقارب اللامبرر" ضحك كوراي و قال" حسنا..لا داعي لهذه العصبية..ما رأيكما أن نتجول معا؟" رد ياغيز" لدينا خطط أخرى..شكرا"

رمقت هزان ياغيز بنظرة حادة ثم قالت" تستطيع مرافقتنا في جولتنا..لم أكن أجيد ركوب الحصان و ياغيز كان يساعدني و يعلمني" ابتسم كوراي بخبث و علق" كم جميل أن يهتم زوج الأخت بأخت زوجته..هذا رائع حقا" ضغط ياغيز بيده على لجام الحصان محاولا ضبط أعصابه و تحمل وجود كوراي الذي يصعب عليه تحمله..كان يمني النفس بقضاء وقت ممتع مع هزان..لوحدهما..دون أي ازعاج أو تدخل..لكن أتى الآن من سيشاركه فيها..في سماع صوتها و أخذ اهتمامها..آه لو تعلم كم يغار عليها و كم يتمنى أن يكون الوحيد الذي تهتم به و تتحدث اليه..لكنه وعدها بأنه لن يقوم بأي تصرف يزعجها او يضايقها..لذلك وجب عليه تحمل وجود كوراي رغما عنه..امتطى ياغيز حصانه دون أن يقول حرفا و دون أن يفلت من يده لجام حصان هزان..كان كوراي كعادته يحاول لفت الانتباه بالقاء النكات التافهة و سرد أخباره المملة..و كانت هزان تجاريه و تضحك معه في محاولة منها لالهاء نفسها عن التفكير في ياغيز و في وجودها معه في المزرعة لوحدهما..وجدت في وجود كوراي سببا مقنعا للهرب منه و من تأثيره القوي عليها..فصارت تمنح كل اهتمامها لأستاذها الذي كان واضحا عليه بأنه يحاول استمالة هزان و التقرب منها..حاول ياغيز جاهدا السيطرة على نفسه و ضبط أعصابه لكنه فشل في ذلك..حاول اقناع هزان بالعودة لكنها لم تقبل و أصرت على مواصلة الجولة مع كوراي..أعطاها ياغيز لجام حصانها و انطلق يعدو بحصانه مبتعدا عنهما..كانت الدماء تغلي في عروقه و الغضب و الغيرة يعميان عيونه..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن