٢٥..دون فوارق

2.3K 81 3
                                    

على العشاء..اجتمعت العائلة في صمت..كانت هزان صامتة و هادئة..و عيون ياغيز تراقبها..أما نازلي فكانت تفكر..و أمين ينظر إلى كل واحد منهم على حدى..لم يكن يعجبه و لا يسعده هذا الجو الصامت و الكئيب..كان يتمنى أن يكون المنزل دافئا بوجود الأختين معا..أن تقترب احداهما من الأخرى و أن تغمرها بحبها و أن تعوضها على فراق دام لسنوات..أن يراهما متماسكتين و قريبتين كتوأم متطابق..لكنه يرى العكس..و يخشى أن يتفاقم الأمر أكثر من ذلك..قطع أمين الصمت و التفت إلى ياغيز و سأله" ياغيز..بني..هل خطرت ببالك فكرة حول تصميم الأبنية الجديدة؟" نظر إليه و أجاب" ايفيت..لدي بعض الأفكار التي سأنطلق في رسمها و تطبيقها..لا تقلق..سيكون كل شيء على ما يرام" ابتسم أمين و قال" لست قلقا ما دمت أنت على رأس العمل..أنت أكثر شخص موثوق و موهوب عملت معه" ربت ياغيز على يد أمين و قال" شكرا لك عمي  أمين ..كلامك هذا شرف لي" لعبت هزان بملعقتها في الطبق دون أن تأكل..نظرت إليها نازلي و وضعت يدها على كتفها و قالت" أختاه..كلي..لا يجوز أن تلعبي بالملعقة هكذا" التفتت اليها هزان و هزت برأسها دون أن تجيبها..قربت نازلي فمها من أذنها و همست" هزان..أحتاج إلى مساعدتك" رفعت هزان حاجبها و سألت" حقا..فيم؟" أجابت" غدا عيد ميلاد ياغيز..أريدك أن تساعديني في تجهيز حفلة مميزة و اختيار هدية..هل تساعدينني؟" ابتسمت هزان و قالت" طبعا..بكل تأكيد..سأفعل" قبلتها نازلي على خدها فابتسم أمين و ياغيز و نظرا إلى بعضهما نظرة ذات معنى..بعد العشاء..جلست هزان في شرفة غرفتها تقرأ كتابا..سمعت صوتا في الشرفة المجاورة..رفعت نظرها لترى ياغيز يقف هناك..اقترب من الحاجز الحديدي و سأل" هزان..ماذا تقرئين؟" وقفت و اقتربت من الحاجز و هي تجيب" رواية عاطفية بعنوان العشق المر" ابتسم ياغيز و قال" اوو..الفتاة الجميلة تقرأ عن العشق..جميل" صمت قليلا ثم سألها بنبرة فضولية" هل سبق و وقعت في الحب؟" نظرت إليه هزان للحظات..غرق كل واحد منهما في عيون الآخر..حتى في صمتهما كان هناك رابط يشدهما واحدهما نحو الآخر..انتبهت هزان لنفسها و ردت" كان هناك حكايات سريعة و تافهة..كل مرة أظن أنه العشق أكتشف أنه لم يكن سوى اضاعة وقت او استغلال لفرصة ما..خلاصة القول بأنني لم أعرف العشق الحقيقي حتى الآن...تنهد ياغيز بحرقة و تمتم" أتمنى أن تجدي العشق الذي تستحقينه و الذي يسعدك دائما" ابتسمت هزان و ردت" ان شاء الله..شكرا لك ياغيز" هز برأسه و قال" لا داعي لشكري..أنت تستحقين الأفضل..آمني بهذا دائما..تصبحين على خير" أجابت" تصبح على خير ياغيز" انسحب ياغيز إلى غرفته و عادت هزان للجلوس و واصلت قراءة كتابها..لسبب لا تعلمه راحت تفكر في كلام ياغيز..يجب فعلا أن تؤمن بنفسها..و بأنها تستحق الأفضل دائما لكي تستطيع النجاح في كل مجالات حياتها..ابتسمت بسعادة و هي ترى مقدار الدعم و الثقة التي يقدمها لها ياغيز..في البداية نبهها إلى ضرورة دراستها لكي تستطيع تأسيس مستقبل مزدهر لها..و الآن يقوي ثقتها بنفسها و قدرتها على تحقيق الافضل..انه فعلا نعم الصديق الذي تحتاج إلى وجوده في حياتها..تذكرت أن عيد ميلاده غدا..فأخذت تفكر في هدية مميزة له..في الصباح..ذهب ياغيز إلى الشركة فيما اهتمت نازلي صحبة هزان بتحضيرات الحفل..جهزتا قائمة المأكولات و المشروبات و طريقة تزيين الطاولات و قائمة المدعويين ..ثم خرجتا معا للتسوق..اختارت كل واحدة منهما هديتها و الفستان الذي سترتديه و عادتا إلى القصر..انهى ياغيز عمله في المساء و رجع إلى المنزل..استغرب فور دخوله الأضواء المطفأة..فتح الباب و تقدم خطوة لكي يضيء الأنوار لكنه فوجئ بسماع أغنية عيد الميلاد و انطلاق الألعاب النارية في الهواء..اشتعلت الأضواء و علا صوت الموسيقى..اقترب منه أمين و عانقه و هو يقول" من الجيد أنك موجود ياغيز..عيد ميلاد سعيد ياغيز ..من الجيد أنك ولدت و أنك صرت فردا من عائلتنا..لتكن سنة سعيدة و مميزة ان شاء الله" ربت ياغيز على ظهر أمين و أجابه" شكرا لك عمي  أمين..لطالما كنت لي بمثابة الأب و الصديق..شكرا لك من كل قلبي" نظر أمين يمنة و يسرة و قال" نازلي و هزان جهزتا لك مفاجأة و أنا أيضا في انتظارها..أكاد أموت من فضولي" ابتسم ياغيز و رفع عيونه ناحية الدرج فور سماعه لصوت وقع أقدام و جمدت ابتسامته على شفتيه فور رؤيته للتوأم و هما تنزلان على الدرج..لقد كانتا تلبسان نفس الفستان..و تصففان شعرهما بنفس الطريقة..كانتا فعلا نسخة طبق الأصل..دون فوارق ..او اختلافات..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن