٢١..شعور بالأمان

2.3K 80 0
                                    

نظرت هزان إلى ياغيز الذي كان الانزعاج باديا عليه..سألت" ياغيز..ماذا حدث؟ لماذا انزعجت عندما رأيت كوراي؟ " ضغط ياغيز على المقود بيديه و اجاب" لأنني أعرفه جيدا..انه شخص مستهتر و لعوب و زير نساء..لا يضيع فرصة للتقرب من أية فتاة جميلة يراها..انه ليس شخصا موثوقا و لا محترما لكي يعطوه وظيفة المدرس في جامعة محترمة كهذه" رفعت هزان حاجبها استغرابا و قالت" غريب..مع أن فتيات الجامعة كلهن يلاحقنه و يتوددن اليه لكنه يصدهن جميعا و لم يحدث أن اشتكت منه احداهن بسبب قيامه بتصرف وقح معها..أانت متأكد بأنك تعرفه جيدا؟" ابتسم ياغيز بسخرية و قال" أنا من يعرفه جيدا..لقد كنا أصدقاء مقربين في السابق..درسنا معا في المرحلة الثانوية ثم في الجامعة و تواصلت صداقتنا لمدة سنة بعد زواجي انا و نازلي..أنا أؤكد لك بأنه شخص منحرف و غير متزن..حاولي أن تجعلي علاقتك به محدودة و لا تتعدى علاقة الطالبة بأستاذها..هذا أفضل" نظرت إليه هزان و قالت" شكرا لك على النصيحة لكنني كبيرة بما فيه الكفاية لكي أستطيع اختيار طبيعة العلاقة بيني و بين أي شخص..لا أريد توجيهات من أحد" اوقف ياغيز السيارة و التفت اليها و قال بعصبية" هزان..أنا أقول ذلك من منطلق خوفي و قلقي عليك و اهتمامي بك..حاولي أن تفهمي ما قلته و أن تفكري فيه جيدا" صمت قليلا ثم أضاف و هو يضع يده على يدها " أنا آسف..لم أقصد التدخل في حياتك..لو لم تكوني تعنين لي لما أعطيتك هذه النصيحة من الأساس..آسف" ابتسمت هزان و وضعت يدها الأخرى على يده و هي تقول" لا عليك..لم يحدث شيء..لكن صدقني بأن لدي خبرة في التعامل مع مختلف انواع البشر جراء الحياة السوداء التي كنت أعيشها قبل المجيء إلى هنا..بداية بزوج أمي الحقير و الذي كان طوال الوقت يحاول.." صمتت فجأة و أخذت تمرر أصابعها على عنقها كأنها تختنق..حملق فيها ياغيز و قال" هزان..اهدئي..تمام..لقد انتهى كل شيء..أنت الآن بأمان" رفعت هزان عيونا دامعة نحوه و همست بصوت مختنق" تخيل قذارة الموقف..أن يحاول زوج أم الإعتداء على ابنة زوجته..أن يفعل كل شيء لكي يحصل عليها ..رجل حقير و بلا شرف..لقد كانت حياتي عبارة عن جحيم.." و أخذت تبكي في صمت..وجد ياغيز نفسه لا إراديا يضع يديه حول كتفيها و يقربها منه و يحتضنها بقوة..تعلقت يدا هزان بسترة ياغيز و دفنت وجهها في صدره و واصلت بكاءها..أما هو فأخذ يداعب خصلات شعرها و يحاول أن يهدأها..كانت لها رائحة مميزة و لا تشبه غيرها..رائحة تسللت إلى أعماق ياغيز و لامست ثنايا روحه..ضعفها أسعده و احتياجها إليه أرضى غروره..أما هي فهدأت بين ذراعيه و شعرت بالأمان الذي كانت تبحث عنه..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن