نظرت هزان إلى ياغيز الذي كان الانزعاج باديا عليه..سألت" ياغيز..ماذا حدث؟ لماذا انزعجت عندما رأيت كوراي؟ " ضغط ياغيز على المقود بيديه و اجاب" لأنني أعرفه جيدا..انه شخص مستهتر و لعوب و زير نساء..لا يضيع فرصة للتقرب من أية فتاة جميلة يراها..انه ليس شخصا موثوقا و لا محترما لكي يعطوه وظيفة المدرس في جامعة محترمة كهذه" رفعت هزان حاجبها استغرابا و قالت" غريب..مع أن فتيات الجامعة كلهن يلاحقنه و يتوددن اليه لكنه يصدهن جميعا و لم يحدث أن اشتكت منه احداهن بسبب قيامه بتصرف وقح معها..أانت متأكد بأنك تعرفه جيدا؟" ابتسم ياغيز بسخرية و قال" أنا من يعرفه جيدا..لقد كنا أصدقاء مقربين في السابق..درسنا معا في المرحلة الثانوية ثم في الجامعة و تواصلت صداقتنا لمدة سنة بعد زواجي انا و نازلي..أنا أؤكد لك بأنه شخص منحرف و غير متزن..حاولي أن تجعلي علاقتك به محدودة و لا تتعدى علاقة الطالبة بأستاذها..هذا أفضل" نظرت إليه هزان و قالت" شكرا لك على النصيحة لكنني كبيرة بما فيه الكفاية لكي أستطيع اختيار طبيعة العلاقة بيني و بين أي شخص..لا أريد توجيهات من أحد" اوقف ياغيز السيارة و التفت اليها و قال بعصبية" هزان..أنا أقول ذلك من منطلق خوفي و قلقي عليك و اهتمامي بك..حاولي أن تفهمي ما قلته و أن تفكري فيه جيدا" صمت قليلا ثم أضاف و هو يضع يده على يدها " أنا آسف..لم أقصد التدخل في حياتك..لو لم تكوني تعنين لي لما أعطيتك هذه النصيحة من الأساس..آسف" ابتسمت هزان و وضعت يدها الأخرى على يده و هي تقول" لا عليك..لم يحدث شيء..لكن صدقني بأن لدي خبرة في التعامل مع مختلف انواع البشر جراء الحياة السوداء التي كنت أعيشها قبل المجيء إلى هنا..بداية بزوج أمي الحقير و الذي كان طوال الوقت يحاول.." صمتت فجأة و أخذت تمرر أصابعها على عنقها كأنها تختنق..حملق فيها ياغيز و قال" هزان..اهدئي..تمام..لقد انتهى كل شيء..أنت الآن بأمان" رفعت هزان عيونا دامعة نحوه و همست بصوت مختنق" تخيل قذارة الموقف..أن يحاول زوج أم الإعتداء على ابنة زوجته..أن يفعل كل شيء لكي يحصل عليها ..رجل حقير و بلا شرف..لقد كانت حياتي عبارة عن جحيم.." و أخذت تبكي في صمت..وجد ياغيز نفسه لا إراديا يضع يديه حول كتفيها و يقربها منه و يحتضنها بقوة..تعلقت يدا هزان بسترة ياغيز و دفنت وجهها في صدره و واصلت بكاءها..أما هو فأخذ يداعب خصلات شعرها و يحاول أن يهدأها..كانت لها رائحة مميزة و لا تشبه غيرها..رائحة تسللت إلى أعماق ياغيز و لامست ثنايا روحه..ضعفها أسعده و احتياجها إليه أرضى غروره..أما هي فهدأت بين ذراعيه و شعرت بالأمان الذي كانت تبحث عنه..
أنت تقرأ
التوأم
Romanceقد نكون أبناء أم واحدة..قد نكون إخوة..قد نكون توأما متطابقا..قد نشبه بعضنا حد التماهي..لكن هذا لا يعني بأن جوهرنا يتشابه أيضا..و بأن أفعالنا ستكون متشابهة هي الأخرى..هما توأمان..أختان..لكن لكل واحدة منهما حياة لا تشبه الأخرى..و طباع مختلفة..لكل واحد...