٦١..ثمن الخطيئة

2K 49 1
                                    

نظر ياغيز الى نازلي و قال بصوت مخنوق" نازلي..هلا رافقتني الى الغرفة؟" ردت" أكيد حبيبي" ..دخل ياغيز الى غرفتها و أغلق الباب وراءه بعد دخول نازلي..سألته" لماذا ناديتني الى هنا؟ مالأمر؟" تكلم من بين أسنانه" أريني الصور" قالت" عن أي صور تتحدث؟" ضرب الحائط بيده و قال" صور هزان مع ذلك الحقير..يجب أن أراها..أريد أن اتأكد مما تقولينه..عقلي لا يستوعب ذلك" قالت ببرود" مع انني لا أستطيع تفهم ردة فعلك هذه لكن..تمام..سأريك الصور لكي تصدق ما قلته" اخرجت الهاتف من جيبها..و قربته منه..صور لهزان و كوراي..في السرير ..يضحكان معا..متعانقان..أخذ ياغيز الهاتف من يدها..قلب الصور و هو يشعر بأن قلبه يتمزق اربا اربا مع كل صورة يراها..ارتعشت يده و سقط الهاتف منها..أخذت نازلي هاتفها و خرجت..لم تتحمل رؤية تأثره و ردة فعله القوية..رغم معرفتها بأنه يحب هزان من كل قلبه..لو لم يكن وقع في حبها لما كان أقام علاقة معها و لما كان طلب الانفصال عنها..بقي ياغيز واقفا في مكانه..لا يعرف كيف يتصرف..و مالذي سيكون قادرا على اطفاء هذه النيران التي أخذت تكوي جنبيه بلا رحمة ..عقله لا يستوعب ما يحدث..كل الأمور السيئة تحدث تباعا..وضع رأسه بين يديه..يريد أن يصرخ بأعلى صوته..يريد أن يبكي..يريد أن ينقذ نفسه من هذا الوضع المزري الذي وقع فيه..أيعقل انه وجد نفسه فجأة سجين زواج محكوم بالفشل..بلا حب او رغبة او شغف..أيعقل انه خسر المرأة التي أحبها من كل قلبه و الى الأبد؟ أيعقل أنه رأى هزان مع رجل آخر في السرير..تعانقه و تضحك معه؟ كيف قدرت أن تفعل ذلك؟ هل كان ما بينهما تافها و سخيفا الى هذه الدرجة حتى استطاعت أن تنجح في نسيانه و تجاوزه بهذه السهولة؟ أن تبدأ من جديد..في مكان بعيد جدا عنه..و مع رجل آخر..أمر يعجز حقا عن تفهمه و استيعابه..تحرك نحو الحمام..وقف بثيابه تحت مرش الماء و فتحه..انهمرت المياه غزيرة عليه..كان يظن بأنها ستكون قادرة على اخماد نيرانه..لكن عبثا ما فعله..

فتحت هزان عينيها بعد ساعات من النوم لتجد نفسها ما تزال تغرق في ظلام الغرفة التي يحتجزها أحدهم فيها..عادت الى الصراخ لعل صوتها يصل الى شخص ما يتمكن من انقاذها و تخليصها من هذا السجن الذي لا تعلم سببه..لم يجدي لا صراخها و لا بكاؤها نفعا..سمعت حركة في الخارج..هدأت و أرهفت السمع لعلها تتمكن من فهم شيء..كان الحديث همسا و الأصوات خافتة..حاولت أن تتحرك لكن القيود منعتها..سمعت صوتا غريبا يخاطبها و يقول" مرحبا هزان..هل أعجبتك الاستضافة؟" ردت بعصبية" من انت؟ و لماذا أنا هنا؟ هل تسمي هذه استضافة؟ فكني لأذهب من هنا" ضحك الصوت الغامض بطريقة مخيفة و قال" ممنوع..لن تذهبي الى أي مكان..أنت ضيفة ثقيلة الظل هنا..أنت هنا لكي تدفعي ثمن خطيئتك" صاحت" خطيئة؟ عن أية خطيئة تتحدث؟ و من انت لتحاسبني على خطيئاتي؟ قل من انت..لنتواجه..و عندها سأعطيك حق محاسبتي..هذا لا يجوز..ما تفعله خطأ..اريد أن أذهب من هنا..لدي عائلة تنتظرني..سيقلقون علي..يجب أن أذهب..أطلق سراحي " عاود الصوت الضحك بطريقة مستفزة ثم قال" عائلتك؟ عن أية عائلة تتحدثين؟ هل تعرفين معنى كلمة عائلة؟ هل أخلصت لعائلتك؟ هل تحبين عائلتك حقا؟ هل عرفت قيمة أختك؟ هل أحببتها بما فيه الكفاية؟ لا أظن" قالت" ماذا تقول يا هذا؟ لماذا تتحدث هكذا؟ ماذا تعرف عني و من أين تعرفني لكي تتدخل في حياتي و تحكم علي..تعالى واجهني..لا تحدثني بالألغاز هكذا..توقف عن هذا ..انا أحب عائلتي و أفديها بحياتي" رد الصوت" نعم..ستفعلين ذلك ذاتا..ستدفعين ثمنا باهضا لخيانتك..انت هنا لكي تعاقبي على الخطيئة الكبرى التي ارتكبتها بحق أختها..هل تعرفين ماذا فعلت أم أذكرك؟" شحب وجه هزان فجأة عندما تذكرت علاقتها مع ياغيز..حبهما..و ما حصل بينهما..و خيانتها لأختها..توالى كل ذلك فجأة أمام عينيها..انقبض قلبها بقوة و سألت بصوت عالي" ماذا تقصد يا هذا؟ عن اي ثمن تتحدث؟ هل سأبقى هنا الى الأبد؟ هل سأحرم من عائلتي الى الأبد؟ أجبني..أين انت؟ لماذا لا تجيب؟ هيا أجب..لا أريد أن أبقى وحيدة..لا أريد..أنا أخاف من الوحدة و من الظلام..لا تصمت هكذا..أجب" لكن الصوت لم يجب..و عم الصمت المكان من جديد..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن