٣١..ذكرى لا تنسى

2.4K 80 0
                                    


مر ياغيز بجانب أمين و علامات الإنزعاج بادية عليه..أمسكه من يده و قال" تعالى و راقص هذه الفتاة الشقية..انها تعاملني كشاب يافع و تتناسى عمري ..أرحني منها لو سمحت" رفعت هزان حاجبها بغضب و قالت" هكذا صارت الأمور سيد أمين؟ تمام..لن أدعوك إلى الرقص مرة أخرى" ضحك الرجل و دفع هزان نحو ياغيز الذي وضع يديه على خصرها و جذبها لتكون بين ذراعيه..ابتسمت محاولة اخفاء ارتباكها و فعل هو نفس الشيء..بمجرد أن التقت عيونهما عادت بهما الذاكرة إلى تلك القبلة التي جمعتهما..إلى ذلك التقارب السحري..إلى لفحة الهواء البارد التي رافقت ارتعاشهما..إلى خفقات القلوب التي تسارعت معبرة عن انسياق غريب نحو المجهول..عن شفاه تداخلت و امتزجت ترسيخا للحظة لن تنسى بينهما مهما حاولا ذلك..عن طعم مميز و لذيذ لقبلة لم يسبق لأحدهما أن تذوق مثلها في السابق..إلى قمر أنار ظلمة الحديقة كأنه يبارك ما حدث رغم كونه مجنونا و ممنوعا..هربت العيون من بعضها بعد أن تواطأت الذاكرة و القلوب و الأجساد و الأحاسيس عليهما علهما ينجحان في التصرف بطريقة طبيعية لكي لا يخسر أحدهما الآخر مهما كان مسمى تلك العلاقة التي تجمعهما..من زاوية القاعة..راقبتهما نازلي بعيون تطاير الشرر منها..وجودهما معا ..و قربهما من بعض يزعجها..كأن انذارا داخليا يحاول تنبيهها إلى كارثة لن تتأخر في الحدوث..كأنه شعور المرأة و حاستها السادسة التي لا تخطئ يحدثها بضرورة أخذ كل احتياطاتها لكي لا تخسر زوجها..هي لم تتعود على الخسارة..هي تعودت أن تربح دائما..و مهما كان الثمن..يجب أن تفعل كل ما يجب لكي لا تسمح لتلك الشبيهة بأن تتفوق عليها و تسرق منها مكانتها و زوجها و عائلتها..هي مجرد تقليد لا غير..و تبقى هي الأصل..هذا ما حدثت به نفسها و هي تنظر إلى ياغيز و هزان اللذان كان التوتر و الارتباك باديا عليهما..

قطع ياغيز حاجز الصمت بقوله" هزان..بما أن الغد سيكون يوم عطلة..ما رأيك أن نذهب في جولة بحرية على اليخت..لا بد أنك تريدين رؤية اسطنبول من البحر..انه منظر رائع" ابتسمت هزان و ردت بحماس" ياريت..بكل تأكيد..أريد هذا..و كثيرا أيضا" ثم قطبت جبينها و أضافت" لكن يجب أن تكون نازلي و أبي معنا..لا أريد أن أفتعل مشكلة مع أختي أنا في غنى عنها" ابتلع ياغيز ريقه و قال" طبعا..طبعا..سيكونان معنا..لن نكون لوحدنا..أردت فقط أن أحقق لك حلما كنت قد حدثتني عنه بالأمس عندما كنا عند العم مصطفى..هل تذكرين؟" هزت هزان برأسها و أجابت" طبعا أذكر..ذلك حلمي منذ الصغر..أن أكون في عرض البحر..أن أشاهد الأمواج و الماء الصافي..أن أستمتع بمنظر المدينة من اليخت..أن أقوم برحلة بحرية طويلة..و أن أتزوج أيضا في عرض البحر..أحب الماء بطريقة غريبة..و لم يسبق لي أن ذهبت إلى البحر الا لكي أكتفي بالجلوس أمامه..دون السباحة او التجول في عرضه" ابتسم ياغيز و قال" تمام هزان..ستنطلق رحلة تحقيق الأحلام إذا..أنا معك و لن أدخر جهدا لكي أجعلك تحققين كل أحلامك و أمنياتك..أليس هذا دور الأصدقاء؟" ردت هزان بسعادة" بلى..هو ذاك يا صديقي" قربها ياغيز منه أكثر و راح يتحرك معها على وقع الأنغام الهادئة..لجسدها رائحة مميزة ..عطرها المصنوع من رائحة الياسمين الفواحة يجعل كل من يقترب منها يشد اليها دون وعي..لم يكن ذلك العطر الذي تستعمله باهظ الثمن لكنه كان خاصا و مميزا..سحب ياغيز نفسا عميقا و تنهد بحرقة..هم بقول شيء لكن اقتراب نازلي منعه..قالت بنبرة طبيعية" ما أحلاكما و أنتما ترقصان..تعجبني كثيرا علاقة الصداقة الحلوة التي تجمع بينكما..هزان..عزيزتي..أعتذر اذا كنت قد أزعجتك بأية كلمة او تصرف في السابق..و أنت حياتي..لا تنزعج مني..أنا أحيانا أكون عصبية و أقول أي شيء..أنا أحبكما و أثق فيكما..مستحيل أن تفعلا شيئا يزعجني أو يؤذيني..أنا واثقة من ذلك" ثم أمسكت ياغيز من يده و قالت" حياتي..تعالى معي..يجب أن نودع الضيوف..الحفل يوشك على الانتهاء" نظر إليها ياغيز بطريقة غريبة ثم تبعها نحو الباب فيما انظمت هزان إلى والدها الذي كان يجلس في الشرفة..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن