٦..حلم جميل

2.6K 99 1
                                    

استلقت هزان على سريرها الواسع ذي المفارش الحريرية و أخذت تبتسم بسعادة..و أخيرا ستنام ملئ جفونها..سيرتاح جسدها على سرير مريح..و ستدثر أطرافها بأغطية سميكة تقيها البرد..فلطالما جافى النوم جفونها جراء السرير القديم و المهترئ الذي كانت تنام عليه..و لطالما آلمها جسدها و تورم ظهرها و تجمدت أطرافها من البرد عندما كانت المدفأة تأبى الإشتعال و تعجز الأغطية الرقيقة عن تدفئتها..كانت أياما و ليال قاسية و متعبة لن تنجح في محوها من ذاكرتها إلا إذا انقلبت الموازين و تغير شكل الحياة التي تعيشها..بدأت جفونها تتثاقل و اخذ النوم يداعب عيونها فاستسلمت لسلطانه و نامت نوما عميقا..بعد ساعات..انتشلها صوت طرقات متتالية على الباب من نومها و أجبرها على الاستيقاظ..فتحت لتجد الخادمة واقفة تخبرها بأن موعد العشاء قد حان و بأن والدها ينتظرها في الأسفل..هزت برأسها و عادت إلى الداخل..غيرت ثيابها ..لبست قميصا ابيضا معرقا بخيوط رمادية و سروال جينز أسود ممزق من حيث الركبتين و الفخذين..من يرى سروالها يظن أنه مواكب لآخر صيحات الموضة..لكنه في الحقيقة مهترئ و ممزق من كثرة ارتداءها له..رفعت شعرها في شكل ذيل حصان و وضعت بعض المساحيق و نزلت إلى غرفة الطعام..وجدت أباها يجلس لوحده حول المائدة..ابتسم عندما رآها و قال" يبدو أنك نمت جيدا..تعالي..اجلسي..لا بد أنك جائعة" أجابت" نعم..أتضور جوعا..لكن السرير المريح اغراني بالنوم العميق فنمت دون أن أهتم بالجوع" سحبت كرسيا و جلست قبالة أمين الذي قال" اعتذر يا ابنتي على كل ما عانيته في الماضي..لم اكن وقتها قادرا على تغيير شيء..لكنني أعدك بأنني سأفعل كل ما بوسعي لكي أعوضك عما مضى..بداية..خذي..هذه لك" نظرت هزان إلى البطاقة التي وضعها أمامها و سألت" عفوا؟ ما هذا؟" أجاب" هذه بطاقة بنكية لا محدودة..تستطيعين استعمالها في شراء كل ما يلزمك..لا تترددي في اشتراء كل ما ترغبين فيه مهما كان ثمنه..تمام" ابتسمت هزان و قالت" تمام..شكرا لك" وضع الخدم الطعام على المائدة..أخذت هزان تأكل بشراهة كأنها لم تأكل منذ أيام..راقبها والدها بعيون حزينة دون أن يقول شيئا..بعد لحظات سألها" هل تملكين رخصة سياقة؟" هزت رأسها بالنفي فأضاف" تمام..هناك سيارة و سائق سيكونان تحت تصرفك إلى أن تتحصلي على الرخصة..اذهبي حيث تشاءين..و هذا هاتف جديد من أحدث طراز..استعمليه بالهناء يا ابنتي" ضحكت هزان بفرح و أخذت تقلب الهاتف بين يديها..كأنها في حلم جميل لا ترغب في الاستيقاظ منه..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن