٧٠..اللقاء

2.3K 58 0
                                    

استمع أمين الى كلام ياغيز و كوراي و الشحوب باد على وجهه و العرق يتصبب من جبينه بغزارة..أخذ يدلك صدره بيده و يتنفس بصعوبة..وضع ياغيز يده على كتفه و سأل بقلق" عماه..هل أنت بخير؟" غمغم الرجل بكلمات غير مفهومة ثم وقع بجسده على السرير مغمى عليه..سارع ياغيز الى فتح ربطة عنقه و ازرار قميصه العلوية فيما تكفل كوراي بالاتصال بالاسعاف..نقل ياغيز و كوراي أمين الى المشفى حيث أخبرهما الطبيب بأنه تعرض الى ذبحة صدرية و بأنه سيبقى في العناية المشددة الى أن يزول الخطر عنه..مرر ياغيز يده على جبينه و تنهد بعمق..لا يمكن أن يستغرب ما حدث للرجل المسكين..فبالنهاية كلتاهما ابنتاه و هو صدم بهما..واحدة خانت أختها مع زوجها و حملت و انجبت منه..و الأخرى كانت هي العقل المدبر لكل شيء منذ البداية بهدف الحصول على طفل لن تكون قادرة على انجابه بسبب عقمها..التفت ياغيز الى كوراي و قال" خذني الى هزان..يجب أن أراها و أطمئن عليها..يجب أن تعلم بأن ابننا حي..و بكل اجرام أختها..و بمرض والدها ايضا..خذني اليها..أكاد أموت لكي أراها" هز كوراي برأسه دون أن يقول شيئا و خرجا معا..كانت هزان تارة تبكي و تنوح..و تارة أخرى تصمت و تشرد كأنها في عالم آخر..و طورا تضع يدها على بطنها و تحدث ابنها كأنه ما يزال موجودا هناك..اقتربت منها الممرضة و علقت لها المصل لكي يتغذى جسمها بعد أن رفضت ان تأكل و قاومت بعنف كل محاولاتهم لاطعامها..فتح كوراي الباب و اقترب منها و هو يقول" هزان..هزان..هل تسمعينني؟" رفعت عيونها المتورمة و نظرت اليه دون ان تجيبه..ربت على كتفها و قال" أعلم بأنك تألمت كثيرا لكن سينتهي كل شيء الآن..انظري من أتى معي لرؤيتك" فتح قيودها و ساعدها لكي تجلس..دخل ياغيز و ما ان رآها على تلك الحال حتى انفجر بالبكاء و اقترب منها مسرعا..احتضنها بين ذراعيه و هو يقول" أنا آسف حياتي..لقد علمت لتوي بكل ما مررت به..آه لو تعلمين كم اشتقت اليك..الى رؤيتك..و سماع صوتك..و شم رائحتك..هزان..هل تسمعينني..انظري الي..هذا انا..ياغيز" نظرت اليه هزان التي بدت كم استفاق لتوه من غيبوبة..سالت دموعها على خدها غزيرة و دفنت رأسها في صدره و هي تهمس" أنا آسفة حبيبي..لم أستطع أن أحميه و أحافظ عليه..أنا آسفة..سامحني أرجوك"

ضمها ياغيز بين ذراعيه بقوة و أخذ يداعب خصلات شعرها و هو يهمس" لا تتأسفي حياتي..أنا الذي يجب أن يتأسف و يطلب العفو لأنني صدقت كلامك و دفنت نفسي في الثمالة و الخمر..لقد صدقت انك تخليت عني و نسيتني و استطعت ان تكوني مع رجل غيري..سامحيني حياتي..لم أكن أعلم بأمر حملك و لا بأمر سجنك هنا..أنا رجل أحمق و غبي..كيف صدقت ذلك؟ لكن لا يهم..حياتي..أنا معك..نحن معا الآن..و سيكون ابننا معنا قريبا..لا تقلقي..و كفي عن البكاء لو سمحت..دموعك تحرق روحي " رفعت هزان نظرها اليه من جديد و سألت" كيف سنكون مع ابننا قريبا؟ لقد ذهب و تركنا..هو لم يعد موجودا..لقد مات" طبع ياغيز على فمها قبلة حنونة و قال" لا حياتي..ابننا لم يمت..انه حي يرزق..و سنجتمع به قريبا..سنكون انا و أنت و هو معا..سنؤسس العائلة التي حلمنا بها ..أعدك بذلك" حملقت فيه هزان للحظة ثم صاحت بسعادة" ماذا؟ ابني حي؟ هل تقول الصدق أم أنك تحاول مواساتي فقط؟ ياغيز..حبيبي..لو سمحت..قل الحقيقة..قلبي لم يعد قادرا على التحمل..هل ابننا حي حقا؟" هز ياغيز برأسه و أجاب" نعم..انه حي..نازلي أخذته منك بعد ولادته و أوهمتك انه ميت..أساسا تلك كانت خطتها منذ البداية..أن تجعل احدنا يتعلق بالآخر ..و نقيم علاقة معا..انتظرت حملك لكي تسجنك و تأخذ منك الطفل بعد الولادة و توهمني بأنه ابنها" وضعت هزان يدها على فمها مانعة صرخة دهشة من الانطلاق منه و أخذت تقول" .لا أصدق..أختي..نازلي هي من فعلت كل هذا..لقد عرفت ذاتا بأنها هي من سجنتني هنا..لقد اتت الي و أخبرتني بأنها تعرف بأمرنا و بأنني هنا عقابا على خيانتي لها..لقد رأيت بطنها و صدقت انها حامل..لم يخطر على بالي أبدا بأنها قادرة على فعل هذا..يالله..ماهذا الذي يحدث؟" عاود ياغيز ضمها بين ذراعيه و قبل جبينها بحنان و هو يقول" تمام جنم..ساكن اول..سأخبرك بكل شيء..لكن يجب أن تتماسكي و تكوني قوية كما عهدتك لكي ننجح معا في تجاوز كل هذا و الاجتماع بابننا قريبا" و أخذ يروي لها ما حدث بالتفصيل الى أن أخبرها بأن والدها في المشفى بعد معرفته بالقصة..أخذت هزان تبكي حزنا على وضع ابيها و على خيبة أمله فيهما هي و توأمها..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن