٤٠..خيال

2.1K 67 0
                                    

أمسك ياغيز لجام الحصان و أخذ يتابع خطواته الوئيدة و عيونه لا تفارق وجه هزان التي كان الخوف باديا على ملامحها..كان تنفسها سريعا و يداها متشبثتان بقوة بظهر الجواد..ابتسم ياغيز و قال" هزان..تنفسي..لا شيء يدعو للخوف..أنا معك" نظرت اليه و ابتسمت..و اكتفت بهز رأسها..غرقت في بحر عيونه البلورية و نسيت ارتباكها و خوفها..يمنحها وجوده شعورا بالأمان و الراحة و الطمأنينة..يدفئ أوصال قلبها بكلماته الرقيقة..يؤثر فيها أيما تأثير..لكنها مضطرة أن تتجاهل كل هذا..أن تتناسى فيض المشاعر المتدفق داخلها دون توقف..لأنه ببساطة زوج أختها..توأمها..و لن تكون قادرة على تحمل وزر خيانة ستودي بعائلة لطالما بحثت عن أحضانها الدافئة لكي ترتاح فيها..تنهدت بعمق و أشاحت بعيونها عن ياغيز..بعد لحظات..ساعدها هو على النزول واضعا يديه حول خصرها النحيف..التفت أصابعه حولها كطوق من نار يحرق بشرتها و يربكها..لامست قدماها الأرض و التصق جسمها بجسمه..مد يده ليزيح خصلة شعر متمردة تلاعب بها الهواء و غطت جبينها و عيونها..تسارعت دقات قلبها و حبست أنفاسها و ارتعش جسدها تحت ملمس أصابعه على وجهها..أعاد الخصلة خلف أذنها و واصل حركة أنامله على تقاطيعها كأعمى يحاول تحسس وجه حبيبته عله ينطبع في ذاكرته و ينجح في رؤيته دون بصر..جبينها ..حاجبها..أهدابها..أنفها..وجنتاها..شفاهها..مرر ياغيز أصابعه على شفتي هزان و أغمض عيونه بشدة ..تخيل أنه يقبلها..أنه يحتوي هاته الشفاه الممتلئة بين شفتيه..أنه يعتصرهما و يمتصهما و يتذوق رحيقهما..تخيل لسانه يلعقهما و يجوب أنحاء فمها و يراقص لسانها..ابتلع ريقه و مرر لسانه على شفتيه و فتح عيونه لتلتقي نظراته بنظراتها..كانت هي قد تخيلت ذات الشيء منذ لحظات..كانت تتخيل شفاهها تذوب تحت ملمس شفاهه..كانت تصور تفاصيل قبلة رائعة و مثيرة بينهما..كانت ترسم صورة تواصل روحي و جسدي بينهما..لكن..في خيالها فقط..لأن الحقيقة مستحيلة و ممنوعة..و لا يجب أن تستسلم لضعفها و لقلبها الذي يغريها بالارتماء بين ذراعيه دون الاهتمام بكل الموانع و الحواجز الموجودة بينهما..تراجعت الى الخلف و قالت بصوت مرتعش" شكرا لك" ..بقيت يد ياغيز ممدودة نحوها..أنزلها و رد بنبرة مخنوقة" عفوا" ..

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن