٧٢..عتاب مر

2.4K 53 0
                                    

أبلغ ياغيز الشرطة عن نازلي و عن خطفها لابنه الحديث الولادة فعمموا اوصافها و بياناتها على كل مكان و انطلقت عملية البحث..جلست هزان امام غرفة العناية المشددة ..كانت تضع رأسها بين يديها و دموعها لا تتوقف عن الانهمار على خديها..كانت قلقة جدا على ابنها و تخشى عليه من جنون نازلي..كانت الأفكار السوداء تندفع الواحدة تلو الأخرى أمام عينيها فتزيد من اضطرابها و من احتراق روحها..في الأثناء..استيقظ والدها و زال الخطر عنه فقاموا بنقله الى غرفة عادية..جلست هزان بجانبه فأشاح بوجهه عنها..قالت بصوت مبحوح" أبي..أعلم بأنك غاضب مني..و أنني خيبت أملك..لكنني آسفة..حقا..من كل قلبي..آسفة..و نادمة جدا على كل ما حدث..حاولت أن أهرب و أن أقاوم لكنني وجدت نفسي متورطة في لعبة شيطانية لا خلاص لي منها..لن أبرر لنفسي لكنني أخطأت..و أعترف بخطئي..و نادمة جدا..رغم علمي بأن الندم لن يغير من الأمر شيئا..و لن يعيد الأمور على ما كانت عليه في السابق..لكنني أطمع بأن تغفر لي و تسامحني..أرجوك بابا..انظر الى وجهي..و لا تتخلى عني..انت تعلم بأنك كل عائلتي و كل ما تبقى لي في هذه الدنيا..أختي اختطفت ابني..و لا أعلم أين هي الآن" نظر أمين اليها و قال بحسرة" أرأيت الى أية حال وصلتما؟ لم أكن أعتقد يوما بأن هذا سيحدث..كلاكما خيبتما أملي..ليتني مت قبل أن أسمع هذا الذي حدث..واحدة تنام مع زوج أختها و تحمل منه..و الأخرى تفعل أمورا شيطانية بهدف الحصول على ابن لا تستطيع انجابه..ياللعار..يا لأسفي عليكما..أنتما جلبتما العار لي في آخر عمري..و الأدهى و الأمر أنني لا أستطيع أن أساند احداكما أو أتغاظى عن فعلتها..كلاكما مذنبتين..و لا أعتقد بأنني سأكون قادرا على مسامحتكما" وضعت هزان رأسها على يد والدها و أخذت تبكي بحرقة..لم تجد كلاما تقوله لأبيها لكي تدافع به عن نفسها..تعلم أنه على حق..و أن كل ما قاله صحيح..

في الفندق..طرق الموظف للمرة الرابعة على باب غرفة نازلي بعد أن عجزت عن اسكات الطفل..فتحت الباب و صاحت به بعصبية" مالأمر؟ لماذا تطرق علي باستمرار؟" أجاب" بسبب بكاء الطفل المتواصل..بدأت أشك بأنه ليس ابنك" قالت"لا تهذي..انه ابني" سأل" لماذا لا يكف عن البكاء اذا؟ ما يحدث أمر غير طبيعي..سأجد نفسي مضطرا أن أبلغ الشرطة..لا بد أنك تختطفين هذا الصغير" جن جنون نازلي..حملت الطفل و دفعت الرجل بعنف حتى وقع ارضا و هربت تجري و هي تقول" هذا ابني..انه ابني..لن اعطيه لأحد..سيبقى معي" سارع الموظف الى ابلاغ الشرطة عنها بعد أن تأكد بأنها تختطف الطفل..جلس ياغيز صحبة كوراي و هزان و حاولا أن يتفقا معا على طريقة يوقعون بها نازلي و يستعيدون منها الطفل قبل أن تؤذيه عندما اتصل الضابط و أخبره بأن هناك موظفا في فندق بخس يقع في اطراف المدينة اتصل و ابلغ عن امرأة بصحبة طفل رضيع تنطبق اوصافها مع نازلي..انتفض ياغيز واقفا و قال" تمام سيادة الضابط..انها هي..اعتقد بأنها ستفكر بالهرب من كل البلاد..نعم..يجب أن نجدها قبل أن تهرب" انهى ياغيز المكالمة و جلس بجانب هزان التي كانت منهارة جدا و خائفة على صغيرها..لف كتفيها بذراعه و قال" حبي..يجب أن تكوني قوية..سنعثر عليها و سنستعيد ابننا منها..انا اعدك" نظر اليه كوراي و قال" ياغيز..أعتقد بأنني اعرف المكان الذي ستلتجأ اليه نازلي الآن" سأل" أين هذا المكان؟" رد كوراي" نازلي بحاجة الى جواز سفر مزور لكي تغادر البلد..هي تعلم بأننا نبحث عنها و بأن اسمها معمم على جميع المطارات و الموانئ..أولا يجب أن نطلب من السيد أمين أن يلغي كل بطاقاتها البنكية لكي تعجز عن ايجاد مال يكفي لهربها. و ثانيا ستذهب الى شخص يزور لها جواز سفر..و أنا أعرف هذا الشخص جيدا" وقف ياغيز و قال" لنذهب اليه فورا" قالت هزان" سآتي معكما" هز ياغيز رأسه بالنفي و رد" كلا..الوضع خطر جدا..ابقي هنا و سأعود و معي ابننا..أنا أعدك بذلك" قالت" حسنا حبيبي..عد الي و معك يمان..لو سمحت"

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن