٥٠..أنا حبيبك فقط

2.6K 67 0
                                    

احتوى ياغيز شفتي هزان بين شفتيه ..يقبلها برقة و عذوبة و شغف..يرتشف من رحيق شفتيها..يلتهمهما..يمتصهما..و يراقص لسانه لسانها..تتحرك يداه على ظهرها صعودا و نزولا و يقربها منه أكثر حتى يشعر بضغط نهديها النافرين على صدره..ارتفع نسق القبلات بينهما و صارت محمومة و مجنونة ..كأن معركة حامية اندلعت بين الشفاه و لم تنفع كل محاولات انهاءها..لم يدرك أي واحد منهما كم مر من الوقت و هما يتبادلان القبل..لا الوقت يعنيهما و لا أي شيء آخر..المهم أنهما هنا..معا..بعيدا عن كل الاعتبارات و الحواجز..رن هاتف ياغيز فقطع سيل القبلات التي كانا يتبادلانها..ابعد رأسه عنها و لعن بصوت مسموع ..نظر الى شاشة هاتفه فرأى اسم نازلي..أجاب" ألو نعم" قالت" مرحبا ياغيز..أردت فقط أن أخبرك بأننا لن نتمكن من العودة الى المزرعة الليلة..لقد قضينا يوما متعبا هنا..اجتماعات و غيرها..لن تتحمل صحة أبي السفر مرة أخرى..سنكون هناك غدا..تمام؟" سألها" كيف الحال هناك؟ هل الضرر كبير؟ هل تحتاجين الى مساعدة؟" ردت" لا..كل شيء يسير على ما يرام..سنحل كل المشاكل..لا تقلق..شكرا لك حبيبي..ماذا تفعلان انت و هزان؟" أجاب" لا شيء..خرجنا مع كوراي في الصباح و تجولنا على الأحصنة اما الآن فنحن نتناول غداءنا" ضحكت و قالت" صحة و عافية..اعتنيا ببعضكما جيدا..بلغها سلامي..الى اللقاء" قال" الى اللقاء" عبس وجه هزان و بدا الانزعاج واضحا على ملامحها..ابتعدت عن ياغيز و عادت للجلوس..نظر اليها و لم يقل شيئا..انتفضت واقفة فجأة و همت بالصعود الى غرفتها..تبعها و أمسكها من يدها و هو يقول" هزان..الى أين؟" ردت بعصبية" الى غرفتي..يجب أن نوقف هذا الجنون الذي نقوم به..اختي هناك مع والدي تحاول حلحلة مشاكل عملها و أنا هنا أ..." صمتت و لم تواصل كلامها..اقترب منها و قال" هزان..لا تفعلي..أخبرتك سابقا بأنني لن أستمر في زواجي من أختك..سأنفصل عنها..و أخبرتك أيضا بأنني أحبك..جدا..أكثر مما يمكن أن تتخيلي..و أعلم جيدا بأنك تحبينني..لقد رأيت ذلك في عيونك..حتى و لو لم تقولي شيئا ..كل ما فيك يخبرني بحبك لي..أرجوك..لا تكابري..و لا تهربي..لن أجبرك على عيش شيء لا تريدينه..لكن لا تهربي مني..و من حبنا..لو سمحت"

انتشلت هزان يدها من يده و قالت بصوت ضعيف" ياغيز..لو سمحت..دعني لوحدي..أريد أن أكون لوحدي بعض الوقت..لو سمحت" رفع ياغيز يديه باستسلام و قال" تمام..سأدعك ..لن أزعجك..آسف" و تحرك مبتعدا عنها ..اتكأت هزان على حاجز الدرج الحديدي و تابعته بعيون حزينة..لعنت ذلك العجز و قلة الحيلة..لعنت هذا الوضع المعقد الذي وجدت نفسها فيه..تريد أن تخطو خطوة الى الأمام..لكن كل شيء يشدها الى الخلف..قلبها و عقلها يتصارعان و روحها تحترق يوما بعد يوم..أن تكون معه فهذا يعني أن تجازف بكل شيء و ترمي كل العوائق عرض الحائط..أن تجازف بخسارة أبيها و أختها..عائلتها التي احتوتها و فتحت لها أبواب منزلها و قلبها و عوضتها عن كل ما حرمت منه في السابق..ستكره نفسها و ستحتقرها..جلست على الدرج و وضعت رأسها بين يديها و أجهشت بالبكاء..في الخارج..خيم الظلام على الكون..تلبدت السماء بالغيوم و عصف الرعد بقوة..ثم انهمرت الأمطار غزيرة جدا..وقف ياغيز في الشرفة الخلفية للمنزل..مد يده نحو المطر مستمتعا بملامسة قطراتها لبشرته..ارتشف رشفة من كأس النبيذ الذي كان يحمله بيده الأخرى و تنهد بعمق..مرت ساعات لم يرى فيها وجه هزان..كانت تحبس نفسها في غرفتها ..و لم يزعجها هو كما وعدها..كانا يعيشان نفس الضياع و قلة الحيلة..و لا يستطيع أحدهما أن يلقي اللوم على الآخر..التفهم و الحب هو الشيء الوحيد الذي يستطيع مداواة جراحهم..لمحها تفتح باب الشرفة و تقترب منه..وقفت خلفه و وضعت رأسها على ظهره..سأل بصوت ضعيف" هل أنت بخير؟" تمتمت" لا..لست بخير..أنا متعبة و مرهقة..و لم أعد قادرة على المقاومة..أو الصمت" التفت ياغيز إليها ..وضع اصبعه تحت ذقنها و رفع وجهها اليه..ثم قال" قولي..مالذي لن تستطيعي كتمانه أكثر..قولي" نظرت هزان اليه و ردت" أنت تعرف ذلك أساسا" هز برأسه و قال" كلا..لا أعرف" احمرت خدود هزان خجلا و قالت بعد صمت طويل" ياغيز..أنا أحبك..رغم كل شيء..و رغم كل الاعتبارات و العوائق و الأخلاقيات..رغم كل المنطق و العقل..رغم أنك.." قاطعها"توقفي..لا تواصلي..اصمتي..أنا حبيبك فقط.. و هذا يكفي.."

التوأمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن