سهر بين الماضي والحاضر الحلقة الأولى

29K 214 1
                                    

الحلقة الاولى
#احببتهارغم كل شيء
#بوسي
........................
في احدى غرف مستشفى الأمراض النفسية تجلس سهر وحيدة دامعه تنظر حولها بخوف
سهر فتاة تبلغ من العمر أربعة و عشرون عام
فتاة رقيقة ملامحها هادئة ولكنها دائماً عيونها حزينه
ماسبب هذا الحزن؟!!!. ....إنه الماضي
يقف أمام بوابة المستشفى آسر الحسيني  
شاب في أواخر العشرينات
  يخرج البواب.
البواب : في حاجة يا استاذ؟
آسر :  عايز أي موظف من جوه انا معايا تصريح بالزيارة.
يهرول البواب الي الداخل بضع دقائق ويأتي موظف
الموظف ببتسامة.
الموظف : آسر بيه انت مش محتاج تصريح بالدخول اتفضل.
يفتح البواب الباب ليدخل آسر.
الموظف : حضرتك كله تمام والمدام بخير.
آسر : ممكن أقابل المدير؟
الموظف : آه طبعاً ثواني حضرتك هدخله اديله خبر.
يدخل الموظف ثم يخرج سريعاً.
الموظف : اتفضل المدير مستني حضرتك.
يدخل آسر  يخلع نضارته الشمسية ثم يصافح مدير المستشفى.
المدير : اتفضل يا أستاذ آسر 
اطلبلنا اتنين قهوة يا مكرم
قهوتك مظبوطه مش كده؟"
آسر ببتسامة : حضرتك عارف انا مبشربهاش غير مظبوط.
المدير/ يبقي اتنين قهوة مظبوط.
يخرج الموظف ليبدأ آسر بالحديث.
آسر :  دي رابع مرة اجي هنا واطلب اشوف المدام وحضرتك ترفض.
المدير : بصراحة الفترة اللي فاتت كانت حالتها النفسية سيئه جدا انت عارف إننا بقالنا ست شهور بنحاول معاها بالعلاج ولكن المدام مش محتاجة أدوية.
آسر : امال محتاجة ايه؟
المدير : محتاجة هدوء نفسي وتغير جو علشان تنسي كل حاجة حصلت في اليوم ده.
آسر :  الحادثة مكنتش سهله عليها وحضرتك عارف كل حاجة من البداية سهر عانت كتير في طفولتها.
المدير : عارف طبعاً بس معاملتك معاها جزء من العلاج أنا كنت بفكر في الموضوع ده امبارح بس ووصلت لنتيجة أتمنى إنها تساعدها وتقدر تتعافي.
آسر : ايه هي؟
المدير : هكتبلها خروج النهاردة وحضرتك تقدر تاخدها معاك لكن بشرط.
آسر : اتفضل حضرتك.
المدير : حالة المدام طول ماهي بره المستشفي مسؤليتك انت ولازم تحاول تهدي الجو العام المحيط بيها.
آسر : تمام انا هعمل كل اللي في وسعي علشان أخرجها من الحالة النفسية اللي هي فيها.
المدير : تمام حضرتك دلوقت تقدر تدخل تشوفها
وأنا هكتبلها تصريح بالخروج.
يخرج آسر سريعاً ليصل إلى الغرفة التي بها سهر
يطرق الباب ويدخل ببتسامة.
سهر جالسة على السرير منكمشة حزينه واضعه رأسها بين قدميها ما إن سمعت صوت فتح الباب حتي رفعت رأسها ونظرت ناحية الباب لتجد آسر مبتسما لها بحب.
تهرول سهر إليه لتدس رأسها بين  ذراعيه ليحاوطها آسر بحب يكاد يعتصر أضلعها من العناق.
آسر : وحشتيني اوي يا سهر.
سهر بصوت مليء بالبكاء : آسر خرجني
انا مش عايزة اقعد هنا.
آسر : هتخرجي يا حبيبتي معايا دلوقت.
تهلل وجه سهر بالفرحه : بجد طب يلا مستني ايه؟
آسر ينظر إلى ملابسها التي لاتصلح للخروج : هتخرجي كده؟
سهر تنظر هي الأخرى لنفسها ثم تقول : خلاص هاتلي هدوم من الدولاب عقبال مخرج من الحمام.
آسر : اوك يا حبيبتي.
...................
في الطريق
آسر لـ سهر :  وحشتك الفيلا مش كده؟
سهر باضطراب :  مش اوي.
آسر :  لكن انتي وحشتي الفيلا وصاحبها.
ثم يمسك يدها يُقبلها بحب  
و يتبادلون النظارات والابتسامات حتي يصلوا أمام الفيلا.
آسر : وصلنا بسرعة مش كده؟
سهر بحزن وخوف :  آه.
آسر :  مالك يا حبيبتي.
سهر : عايزة انام منمتش بقالي كتير.
آسر ينزل من العربية يفتحلها الباب ليحملها
إلى الداخل
تغمض سهر عيونها من التعب
تخرج الدادة عزيزة من المطبخ
وبنظرة حاده تلقي ناظرها نحو سهر.
عزيزة : يا ألف خطوه عزيزة نورتي بيتك يا مدام.
آسر : متشكر يا داده.
عزيزة :  اجهز الغدا؟
آسر :  لا .. هطلع أنام شوية.
تتركه عزيزة وتدخل مره اخري للمطبخ
تقف أمام البوتاجاز بوجه عابس يخلو من الابتسامة
هي البت دي ايه اللي رجعها تانى؟!
التليفون يرن
المتصل ملك هانم والدة آسر.  
عزيزة :  ازيك يا هانم؟
ملك : خير يا عزيزة رنيتي عليه في حاجة؟
عزيزة بصوت غليظ وهذا هو صوتها الحقيقي
آسر بيه جه ومعاه سهر هانم.
ملك  : ودي ايه اللي جابها؟
عزيزة : معرفش يا هانم بس جايه نايمه واسر بيه شالها لغاية فوق.
ملك بضيق : هو مش هيبطل يدلع فيها كده؟!
عزيزة : متضايقيش نفسك يا هانم هي هتقعدلها يومين وبعد كده الحالة هتجيلها ويرجعها المستشفى تاني.
ملك : زوديلها بقي الدوا شوية علشان تتبسط اكتر.
عزيزة : حاضر يا هانم.
تغلق ملك الهاتف.
عزيزة بنبرة قاسية: انا مش محتاجة توصيه يا ملك هانم جه وقت الانتقام.
...............
بالأعلى
يضع آسر زوجته على السرير بهدوء ليطبع قُبله
على خديها تبتسم سهر وهي نائمة
يجلس آسر بجوارها ليتفحص ملامحها الهادئة بلمسه رقيقة من يديه علي وجهها يداعب بها خصلات شعرها التي تغطي جبينها.
آسر بتنهيدة : 
"ياريت يا سهر اقدر انسيكي الماضي القاسي
اللي عشتيه.
يلمس يدها ليجدها باردة فالجو شديد البرودة بالخارج.
يحاول تدفئتها بيديه من خلال احتكاك يده بيديها
سهر تفتح عينيها لتجد آسر بجوارها مبتسم.
آسر : أنا آسف قلقت نومك.
ينهض آسر ليقف.. سهر ممسكه يده.
سهر : رايح فين يا آسر؟
آسر : هجهزلك الحمام.
سهر : الجو برد اوي بلاش دلوقتي.
آسر : هجهزلك حمام سخن يدفيكي علشان تقدري تنامي.
سهر : آسر انا تعبتك كتير... بس محتاجك جنبي.
آسر بنظرة حب يقترب من وجهها يُقبلها قبله تعتصر فيها مشاعر سهر لتستسلم له بحب.
آسر بصوت رقيق : وحشتيني يا سهر اوي.
يقترب ليغلق الباب ويتجه نحو الدولاب ليغير ملابسه ويعود الي سهر مرة أخري
يحتضنها بقوة تذيب لهيب الاشتياق
وبعد بضع دقائق تنهض سهر من السرير بصراخ افزع آسر الذى كان يحاول تهدأتها.
آسر : اهدي يا سهر مفيش حاجة انتي كويسه.
تبكي سهر وتصرخ : كلكو زي بعض انت واجواز ماما زي بعض.
آسر : علشان خاطري يا سهر اهدي بلاش اللي انتي بتعمليه ده.
سهر بغضب تفتح خزانة الملابس لتخرج ملابس
آسر وترميها أرضاً
سهر : هدومك اهيه مش عايزة اشوفك هنا.
.... 
بالأسفل
تدخل ملك من باب الفيلا لتنادي علي الدادة
في ايه اللي بيحصل فوق؟
عزيزة : معرفش يا هانم بس انا سامعه سهر هانم بتصرخ ليه بقى معرفش.
تصعد ملك السلم سريعا لتجد آسر واقفا أمام الباب بحزن.
ملك : هي المجنونه دي عملتها معاك تاني.
آسر : ماما علشان خاطري بلاش كده.
ملك : خايف علي مشاعر الست هانم علي العموم انا كنت جايه اطمن عليك بس واضح إن مفيش حاجة تطمن البس هدومك وتعالى معايا تحت عايزة اتكلم معاك شوية.
ينظر آسر الي نفسه ثم يأخذ ملابسه  من الأرض بخجل.
ملك : مش عارفة عاحبك فيها ايه مبهدلاك ومعذباك وبردو متمسك بيها؟!
يتجه اسر إلي الغرفة المقابلة ليرتدي باقي ملابسه.
.........
سهر جالسه علي سريرها تبكي ماضيها وحاضرها ثم تشرد بعيداً في الماضي قبل عشرون عاماً.
فلاش باك.
في شقة متواضعه تجلس سهر ذات الأربع سنوات بين مجموعة كبيرة من الدمى قد احضرها والدها لها
فهي طفلته الوحيده التي يحبها أكثر من نفسه
تخرج سهير والدة سهر من غرفتها.
سهير بغضب : انت برضو جبتلها لعب ايه لازمة كل ده؟!
مجدي ينحني ليحمل سهر بين ذراعية بحب : 
وانا عندي كام سهر دي حبيبتي وروحي وكل اللي تطلبه لازم يتنفذ.
تشعر سهير بالغيرة لتمسك بيده وتنزل سهر لتحتضن زوجها بحب.
سهير :  ومراتك حبيبتك ملهاش نصيب ولا ايه؟
تنظر الصغيرة الي أعلي لتجد والدتها تحتضن والدها وتُقبله.
مجدي بغضب :  قولتلك مش قدام البنت.
لترد سهير بانفعال : مبقتش تحبني زي الأول أنت مكنتش كده كنت اول متيجي من بره تاخدني في حضنك وتكون جايبلي كل اللي طلبته منك انت اتغيرت اوي يا مجدي.
مجدي بهمس : يا حبيبتي كانت سهر صغيرة لكن دلوقتي سهر كبرت وبقت فاهمه كل اللي بيحصل حواليها.
سهير بغضب لسهر : يلا قومي اغسلي ايدك علشان تتغذى وتنامي.
مجدي : تنام من دلوقتي الساعة لسه سته خليها شوية عايز العبها باللعب الجديدة.
سهير  : صاحيه من بدري.
تقترب منه بحب.. وانت بقي وحشني وعايزة اقعد معاك شوية من غير متدوشنا.
مجدي بحرج : احم احم البنت بتبص علينا ادخلي جهزي الغدا وانا هلعبها شوية.
بعد الغدا..
سهير ومجدي جالسين أمام التلفاز
سهر نائمة علي الأرض  وسط الالعاب 
ينهض مجدي سريعاً ليحملها : حبيبتي نامت كانت مستنيه العب معاها.
سهير ببتسامة :  احسن انها نامت دخلها  وأبقى تعالى علشان عايزاك في موضوع مهم.
............
بعد نصف ساعة تستيقظ سهر من نومها بفزع وتهرول في إتجاه غرفة أبيها لتقف أمام الباب
تبكي بصوت عالي وتطرق الباب.
ينهض مجدي سريعاً لتمسك سهير يده
رايح فين؟
مجدي : هشوف البنت بتعيط.
سهير بعدم اهتمام : سيبها دلوقتي هي شوية كده وهتتعب وترجع اوضتها تنام ياما عملتها قبل كده كتير و انت مسافر.
مجدي : انتي بتسبيها تنام لوحدها؟!
سهير : وفيها ايه البنت مش صغيرة وانا بقى مش هنيمها جنبي علشان أفضل صاحيه طول الليل بسببها مره عايزة اشرب مرة عايزة ادخل الحمام ومرة تانية الاقيها نايمه بعرض السرير مبعرفش انام منها.
يتركها مجدي وهو مندهش من كلامها ليفتح الباب ويجد سهر نائمة على الأرض محتضنه دميتها ودموعها على خديها يحملها ليضعها في السرير.
سهير بغضب : انت هتنيمها وسطنا؟!
مجدي : اومال اسيبها جوه لوحدها علشان تصحى تاني تعيط ومعرفش هي صحيت بسبب ايه يمكن كابوس أو خايفة من حاجة.
سهير : انا كده مش هعرف انا.
مجدي : في ايه يا سهير دي بنتك مش بنتي من ست تانية علشان تعامليها كده!
سهير : الدكتور قال إن الطفل بعد الرضاعة مفروض ينام في أوضة لوحده ودي بقي مش لسه بترضع دي عندها أربع سنين.
مجدي وهو بيحتضن سهر : بس بقي بلا دكتور بلا بتاع انا انيم بنتى لوحدها علشان تصحى مرعوبة علشان كلام الدكتور بتاعك ده.
سهير : وانا بقي هسيبلكو الاوضة كلها وانام لوحدي مجدي : براحتك.

أحببتها رغم كل شيء 🥰حيث تعيش القصص. اكتشف الآن