•• الفصل الأول ••

9.1K 157 6
                                    

📍تيزنيت، المغرب
واقف طفل صغير على قرون صباعو و ماد يدو المتسخة لفوق باغي يوصل لحاشية النافذة الي فيها طرف من الخبز.. أخيرا وصل ليه و جرو بصباعو الصغار.. شدو بيديه بجوج كيقلب فيه كان يابس نوعا ما و فين شوية ديال التراب.. حط الطفل يدو على كرشو الي كانت كتوجعو من الجوع..
عاود شاف فطرف الخبز و حاول يسوس منو التراب الي فيه.. عض منو و رغم أنه كان قاصح خدا قضمة أخرى و هو غادي.. لابس فرجليه صندالة ديال الميكة مقطعة خارجين منها صباعو.. كانت الكحولية دايرة بضفار رجليه كيف ديال يديه.. باين أنه ماخدا حمام من مدة طويلة..

بقا غادي جنب ظل الحيط و هو كياكل فداك الخبز.. الجو كان سخووون و الشمس كتحرق.. وصل لقدام واحد الدار بابها من الحديد و كولو مصدي.. بقا كيدق شحال حتى تحل الباب و خرجات عندو بنت أصغر منو سناً.. لابسة كسيوة بيضة لكن بياضها اختفى مع اتساخ الكسوة..
شعرها البني المائل للأشقر كان مشعكك و خدودها مشگين.. عينيها كبار و لونهم بحال زرقة البحر.. ضحكات فاش شافت الطفل مد ليها بعض من الخبز الي خلاه باش يشاركو معها.. خداتو كتاكل فيه و مع كانت يالاه كتنوض السنان.. جاها صعيب كتبللو عاد كتقدر دوزو..
الطفل ذو ست سنوات دفع ختو و دخلو للداخل.. شد فيدها و جرها معاه حتى جلسها على عتبة البيت المحرشة بالسيما.. مشا هز خنشة صغيرة كيطوي فيها و دار لعند ختو قال ليها..

الطفل : حليمة انا غنخرج عوتاني و مغاديش نتعطل.. غنمشي عند بّا و ندي ليه الپيل حينت قرب يظلام الحال.. دخلي لبيت جلسي فيه حتى نرجع و متحلي لباب لحتى واحد
حليمة : ' حركات ليه راسها بآه '
الطفل : ' قرب لعندها و دوز يدو على شعرها ' نتي كبيرة و مكتخافيش.. منين تولي گدي غندخلك لمدرسة باش تقراي و منخليش بّا يحبسك كيف دار ليا
حليمة : ' ابتاسمات ليه '

هز الخشنة فيد و هز الپيل حتى هو.. تم خارج سد لباب و عاود تأكد منو واش مسدود.. تمشا على رجليه و كان قريب غروب الشمس و الجو برد شوية.. خرج من الڤيلاج فين عايشين و بقا غادي فالخلا.. الدنيا خاوية و مافيهاش حس الطبيعة غا القيفار بحال شي صحرا..
بعد تقريباً ساعة وصل لمكان فيه هضبة كبيرة و عالية.. كان ضاير بيها سور من السلك و عليها لافتة كبيرة صفرا مكتوب عليها بالخط العريض " منجم گولدن ".. قرب الطفل فاتجاه المنجم الي خدام فيه باه.. بانت ليه البوابة مسدودة و مشا دخل من واحد الدخيلة فين مقطع جزء من السور..

زحف بيديه و رجليه حتى دخل و زاد عمر حوايجو أكثر.. وقف كيسوس فيديه و عاود هز الپيل و الخنشة الصغيرة.. الي موالف يعمرها بنوع من الحجر كيلقاه فخارج المنجم كل مرة جا عند باه و كيبيعو واخة مكايخدش فيه شي فلوس..
قرد بسرعة مخبي ورا شجرة صغيرة فاش شاف سيارة رباعية الدفع غادية مكسيرية و الغبابر من وراها.. بانت ليه وقفات قدام المنجم و هبطو ثلاثة ديال الرجال ضخمي البنية.. بقا صاقل بلاصتو و كيشوف فيهم.. لمح باه الي كان رجل نحيف و حوايجو الكاشفين عراض عليه و باين على ملامح وجهو التعب..
واقف هو و راجل آخر.. شوية بداو كيهضرو بصوت عالي مع الرجال الي وصلو للموقع..

أقْـنعَـة بَـشرِيــةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن