رواية بلغة عربية فصحى... تحكي عن علاقة معقدة ومتشابكة بين موظف بسيط ومديره المتسلط في العمل ، تشرح صفحاتها وأسطرها مدى صعوبة التأقلم مع تغيرات الحب ، والانجذاب للطرف الآخر في حين أنه لا يدرك طبيعة تلك المشاعر الموجهة إليه... عن التداخل بالرغم من تنا...
لا أدرك ، لا أعلم ، لا أذكر حتى متى جذبتهُ لي لأسقطهُ أرضاً وأسمع من سقطتهِ صوتَ ارتطام بدنهِ وتحطم عظامه ، ولا أفهم متى آل بي الحال وانتهى بي ألكمهُ بقسوةٍ على وجههِ بينما قد حبست تحت ركبي يديهِ في محاولةٍ مني لقمع مجاولاتهِ للدفاعِ عن نفسه...رغمَ أنه ماكان يبدي لعنفي أي رد فعل ، ولا يجادل الحال بأي طريقة
لا شيئ ، ليس برأسي لا ذاكرةً ولا فكرٌ ولا إدراك..غضبي فحسب ، حقدي ووغري و كمدي ، لا شيئ سوى اهتياجي اللذي خالجني لأعمق نقطةٍ بداخلي فورما استفز اوتاري وعبث بها بشدة ، كأني بلا بصرٍ أو روحٍ أو كيان ، محتدٌ وممتعض للدرجةِ اللتي لا أتحكم فيها بكفوفي اللتي تكورتْ لتلكم فكهُ وأنفهُ و وجنتيه وانحاَ وجهه حتى خلتُ أنهما سيتهشمانِ من مشاعري اللتي اجتمعت في يداي وأخذت تعبر بكل حريةٍ عن احاسيس صاحبها المضطربة الفوضويةِ اللا منتظمة...
أراه ، وأرى أني اعتليهِ وأفرغ فيهِ كل ما ملئني به...حزناً وهماً وقهراً ووجع ، وفي كل مرةٍ استنشق فيها الهواء أسمع زفيري العالي حولي من فرط اهتياجِ تنفسي وضيقِ رئتاي واحتباس الهواء بصدري ، كأنني ما كنتُ أنا اللذي اعتدتني...كأنني ما حسبتُ لهذا يوماً حساب ، وحالي اللذي كنتُ عليهِ ما علمتُ لهُ مدخلاً وما في مرةٍ قد توقعته علي ضيفاً مريراً ثقيل...
وما من مصيبةٌ هنا سوى أن اللذي أسفلي يشرب جام العضب مني بكل امتنان لا يحاول إيقافي أو يعترض حتى على فيضاني واعصاري...بل ساكنٌ لا يعاندُ العاصفةِ ولا يجادلُ ولو بتحريكِ طرفِ أصبعه ، يتلقى مني اللكماتَ بهدوءٍ مريرٍ أوقفني لوهلةٍ حتى اتأمل ما صنعتْ يداي في وجههِ اللذي أنار في يومٍ ما أيامي.. لأستبصر في ملامحهِ اللتي كانتْ في عيني ضاويةً مهما اعتلتها الظلمة...