واحِدْ وَثلاثُون:تَنبؤْ

5.1K 225 405
                                    

وَكَفوفكَ البَيضاءُ تكْفي ، إذَماقلَّ بينِ وبينَ شفتيكَ الحديث_____________________________

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

وَكَفوفكَ البَيضاءُ تكْفي ، إذَماقلَّ بينِ وبينَ شفتيكَ الحديث
_____________________________

رِوَايَةْ لَيْثْ...
اللعنة ، بعدَ ساعةٍ سيكونُ الإقلاع..

في دورةِ المياهِ الخاصةِ بالمطار جالساً على المرحاضِ أهز ساقي بطريقةٍ سريعةٍ أدخنُ بشراهةٍ سيجارتي متوتراً مرتبكاً أحاول نسيان الحقيقةِ اللتي تقول أنني بعد دقائقٍ قلال سأركب واياه على تلك الطائرة وسيرى هو رهابي الشديد أمام عينيه وناظرهِ بلا أدنى شكوكٍ أو ارتياب ، و واقعي اللذي سيظهرُ أنني أعاني من خوفٍ مرضي من الطائرات ، وهذهِ هي المرةُ الأولى اللتي سأسافر فيها على متن أحدها !

" اللعنة ! "

شتمتُ بخفوتٍ لما فزعتُ من اهتزازِ هاتفي بجيبي لأنظر للشاشةِ تضيئُ بأسمهِ فيها يسألني أينَ أنا وكيفَ اختفيتُ من جانبهِ بهذا الشكلِ الفجائي ، يطلبني الاستعجال بالمجيئ وما يعلم هو عن أي ورطةٍ قد وقعت وفي أي مصيبةٍ أنا !

ليث ! إهدأ ! يا رجل ، أنت في الثامنةِ و العشرين ، هل ستقلقك وتفسد راحتك رحلةٌ على متن طائرة !

سكنت فيضاناتي وأنا أخرجُ من دورةِ المياهِ لأغسلَ وجهي وكفوفي ، أو بالأحرى تظاهرتُ أنا بالهدوء بينما داخلي يرقص رعباً لم يسكن هو أو يهدأ للحظة ، ناظراً لوجهي الشاحبِ المصفرِ في المرآة محاولاً التخلص من تلك الصورة وأنا أرى الطائرةَ تميلُ ساقطةً من السماء وتطلقَ انفجاراً عظيماً فورما تلامس الأرض..

نفضتُ تلك الفكرة المعتمة وخرجتُ متجهاً لهُ محاولاً التماسكَ والتظاهر بأكبرِ قدرٍ من الرزانة والرصانةِ والثبات..

*

" ليث ! ، بماذا انت شارد ؟ هيا ! " حادثني رامي منبهاً إياي من بعدِ ما بقيتُ واقفاً على الممرِ المؤدي للطائرة صافناً فيها وبحجمها الكبير متأملاً جناحاتها الضخمة وشكلها المرعب وتلك الخيالاتِ و الكوابيس قد عادتْ لرأسي واستقرت فيهْ وأنا اسمع صوتها المدوي حولي يضجُ في المكان..

" أجل ، هيا " همست لهُ بينما نكمل الطريقَ لداخلها ،  ولم أعد قادراً على إخفاءِ رعبي وأرغبُ الان بهذهِ اللحظةِ أن أبكي بشدةٍ إثرَ أطنانِ خوفي ورهبتي ، ماعادت لدي القدرةُ على لباسِ السكينةِ ورباطةِ الجأش ، بينما عمقي يصرخ خوفاً من القادم والقلق كسى كل مافيني بلا نقصان ، هواجسي عظيمةٌ متعددةٌ كثيرةٌ لا تعد ولا تحصى مشوشٌ عقلي وفي كلِ ثانيةٍ تمر يخالجه مزيداً ومزيداً من الوهمِ والصور حتى خلتُ أن الأدرينالين سيتسربُ بعد قليلٍ من أنفي...

بَلْسَمْ (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن