خَمْسٌ وَ ثَلَاثُونْ:إِزْدِهَارْ

6.6K 241 343
                                    

تَهْتزُ بأَسبابِ العِشْقِ رِجَالْ ، ورُغمَ هزَاتِهِ لازِلتُ أحمِلُكْ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

تَهْتزُ بأَسبابِ العِشْقِ رِجَالْ ، ورُغمَ هزَاتِهِ لازِلتُ أحمِلُكْ..

_________________________________________

رِوَايَةْ لَيْث...

أوقفتُ عبثَ كفوفهِ وقبلَ أن يخلعَ بنطالي أمسكتُ بيداهْ لينظرُ لي مستفسراً عن سببِ قطعي للحظته وإقافي لجماحه ، وبقيتُ أتأملُ عينيهِ البهية ، أغوص في كلِ ذاك السحرِ فيها قد توقفَ الوقتُ وذهبَ عقلي وراح ذهني ، ما عندي أمامَ بصري سوى هاتينِ الذابلتينِ الخضراء وصدرهِ الابيض كما القطن ، أنظرُ إليها وينظر هو إلى خاصتي ، في جوفي ألافُ الكلماتِ وسطوراً لا تنتهي من العتاب ، ولكنني فورما انخلقَ بيننا هذا الاتصالَ البصري المتعب اختفت جرأتي ونفذَت حروفي وتلاشى صوتي وما باتت حيلتي سوى الصمتِ و الاستمرارَ في النظرِ بتفاصيلها العجيبة..

أنظرُ لكحلِ أجفانهِ الاسود المعتمِ الرباني ، وأهدابها الثقيلةِ الطويلة ، ورموشهُ السفليةُ اللتي زادت بظلها تلك الهالاتِ تحتَ عينيهِ الذابلة ، قلبي بين قضبان صدري يقفزُ تتساحقُ نبضاتهُ يضربُ حوائطَ صدري بثورانٍ عظيم...كأن فؤادي المضطربُ كان ينتظر هذهِ اللحظة ليثورَ و يستهيج ويخرجَ كل ما بجعبتهِ من التمردِ و العصيان..

اقتربَ مني هو ثم بلطفٍ حتى أمسكَ بكفوفي واضعاً اياها على خديه وفوقها كفوفهُ النقيةُ البيضاء كأنهُ يعززُ ذاك الحديثَ بينَ عيني وعينيه لا يبغي انتهائهُ ولا يبغي انقطاعه ، في أوساطِ السكونْ قطعَ هو الصمت وتحدثَ بهدوءٍ يقول بضياعٍ ما لاحظتهُ يوما في نبرتهِ الرجوليةِ القاسية وصوتهِ الثقيلِ العميق " أنا ما هزمتْ يوماً وما ضعفتُ تجاهَ جمادٍ أو بشر بستثناءِ عينيكَ الناعسة ، ما رأى يوماً أحدهم كل هذا التوهانِ والخورِ بعمقي سواك..أنت لا تعي ماذا تخطيتَ وإلاما وصلت وماذا لامست ، لو أنك فقط تثبتُ لي أنك الصحيح ، وأنك اللذي لن تشعرني يوماً بما عانيت ، ولن تكررَ على روحي الشريط ، وأنكَ اللذي ستفضلني عن الجميع ولن تساويني يوماً بهم "

كشرتُ حاجبي في سخط و ميلتُ رأسي في ابتهاجٍ ممزوجٍ بالسؤالِ و الاستفسارِ رغماً عن سعدي وحبوري بهذا الثناء وفهمي لشيئٍ من رغباتهِ وطلباته ، فهي المرة الاولى اللتي وضح لي فيها ماذا يريد وماذا تشتهي روحه وما يبغي فؤاده ، هو يسرَّ لي أنني مميزاً عن من حولهُ ما يوماً جابهني أحد ويخبرني بما يبغي من ادلةٍ واثباتات ، ولازلت ذاكراً أنا ذاكَ الحديثَ المناقضِ لهذا اللذي يسمعني إياه لما أخبرني أنني لا شيئ ، ولستُ في حياتهِ سوى روحاً عابرة مالها أثراً أو بقاء..

بَلْسَمْ (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن