تَهْتزُ بأَسبابِ العِشْقِ رِجَالْ ، ورُغمَ هزَاتِهِ لازِلتُ أحمِلُكْ..
_________________________________________
رِوَايَةْ لَيْث...
أوقفتُ عبثَ كفوفهِ وقبلَ أن يخلعَ بنطالي أمسكتُ بيداهْ لينظرُ لي مستفسراً عن سببِ قطعي للحظته وإقافي لجماحه ، وبقيتُ أتأملُ عينيهِ البهية ، أغوص في كلِ ذاك السحرِ فيها قد توقفَ الوقتُ وذهبَ عقلي وراح ذهني ، ما عندي أمامَ بصري سوى هاتينِ الذابلتينِ الخضراء وصدرهِ الابيض كما القطن ، أنظرُ إليها وينظر هو إلى خاصتي ، في جوفي ألافُ الكلماتِ وسطوراً لا تنتهي من العتاب ، ولكنني فورما انخلقَ بيننا هذا الاتصالَ البصري المتعب اختفت جرأتي ونفذَت حروفي وتلاشى صوتي وما باتت حيلتي سوى الصمتِ و الاستمرارَ في النظرِ بتفاصيلها العجيبة..
أنظرُ لكحلِ أجفانهِ الاسود المعتمِ الرباني ، وأهدابها الثقيلةِ الطويلة ، ورموشهُ السفليةُ اللتي زادت بظلها تلك الهالاتِ تحتَ عينيهِ الذابلة ، قلبي بين قضبان صدري يقفزُ تتساحقُ نبضاتهُ يضربُ حوائطَ صدري بثورانٍ عظيم...كأن فؤادي المضطربُ كان ينتظر هذهِ اللحظة ليثورَ و يستهيج ويخرجَ كل ما بجعبتهِ من التمردِ و العصيان..
اقتربَ مني هو ثم بلطفٍ حتى أمسكَ بكفوفي واضعاً اياها على خديه وفوقها كفوفهُ النقيةُ البيضاء كأنهُ يعززُ ذاك الحديثَ بينَ عيني وعينيه لا يبغي انتهائهُ ولا يبغي انقطاعه ، في أوساطِ السكونْ قطعَ هو الصمت وتحدثَ بهدوءٍ يقول بضياعٍ ما لاحظتهُ يوما في نبرتهِ الرجوليةِ القاسية وصوتهِ الثقيلِ العميق " أنا ما هزمتْ يوماً وما ضعفتُ تجاهَ جمادٍ أو بشر بستثناءِ عينيكَ الناعسة ، ما رأى يوماً أحدهم كل هذا التوهانِ والخورِ بعمقي سواك..أنت لا تعي ماذا تخطيتَ وإلاما وصلت وماذا لامست ، لو أنك فقط تثبتُ لي أنك الصحيح ، وأنك اللذي لن تشعرني يوماً بما عانيت ، ولن تكررَ على روحي الشريط ، وأنكَ اللذي ستفضلني عن الجميع ولن تساويني يوماً بهم "
كشرتُ حاجبي في سخط و ميلتُ رأسي في ابتهاجٍ ممزوجٍ بالسؤالِ و الاستفسارِ رغماً عن سعدي وحبوري بهذا الثناء وفهمي لشيئٍ من رغباتهِ وطلباته ، فهي المرة الاولى اللتي وضح لي فيها ماذا يريد وماذا تشتهي روحه وما يبغي فؤاده ، هو يسرَّ لي أنني مميزاً عن من حولهُ ما يوماً جابهني أحد ويخبرني بما يبغي من ادلةٍ واثباتات ، ولازلت ذاكراً أنا ذاكَ الحديثَ المناقضِ لهذا اللذي يسمعني إياه لما أخبرني أنني لا شيئ ، ولستُ في حياتهِ سوى روحاً عابرة مالها أثراً أو بقاء..
أنت تقرأ
بَلْسَمْ (رواية مثلية)
Romanceرواية بلغة عربية فصحى... تحكي عن علاقة معقدة ومتشابكة بين موظف بسيط ومديره المتسلط في العمل ، تشرح صفحاتها وأسطرها مدى صعوبة التأقلم مع تغيرات الحب ، والانجذاب للطرف الآخر في حين أنه لا يدرك طبيعة تلك المشاعر الموجهة إليه... عن التداخل بالرغم من تنا...