رواية بلغة عربية فصحى... تحكي عن علاقة معقدة ومتشابكة بين موظف بسيط ومديره المتسلط في العمل ، تشرح صفحاتها وأسطرها مدى صعوبة التأقلم مع تغيرات الحب ، والانجذاب للطرف الآخر في حين أنه لا يدرك طبيعة تلك المشاعر الموجهة إليه... عن التداخل بالرغم من تنا...
اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
أنامنحِدةِالعطرِأجرَحْ...!
_________________________________________
رِوَايَةْلَيثْ...
تهوعتُ للمرةِ الثالة لأخرجَ دفعةً أخرى من الطعامِ العالقِ بأعالي بمريئي ، أتقيأ وأنا جالسٌ عند المرحاض مخرجاً كل مابمعدتي ، بجانبي هو على وجههِ ارتسمَ القلق و الارتباك متوتراً رافعاً شعري عن جبيني وهو يمسحُ على ظهري مطمئناً إياي يهمس في خفوتٍ بـ " تقيأ ، لا تبقي أي شيئ ، سوف تستريح "
قد كنتُ ممسكاً نفسي طوالَ طريقنا نحو الفندق أحاولُ أن اتجاهل غثياني اللا محتمل وتعبَ معدتي الكريه ، وما إن أتممنا اجراءات الإقامة مستقرينِ في الجناحِ اللذي سننزلُ فيهِ طوال مدةِ تواجدنا بلندن قد ولجتُ إلى الحمامِ لأطلقَ العنان لنفسي بإفراغِ كل محتوياتِ بطني ولي بداخلهِ الآن نصفَ ساعة
" هل انتهيت ؟ " سألني هو لما رأني أبتعدُ عن فوهةِ المرحاض وآخيراً بتعب رفعتُ رأسي للأعلى متنفساً بلا نظام متعبٌ أنا واصبٌ لحدٍ كبير ، قد كنتُ أعلمُ أنني سأقاسي هذا فورما أخرجُ من تلك الطائرة ، آثارها تظهر الآن بلا توقف ، من ذاكَ الصداع إلى الدوارِ الملازمِ لي وحتى كل هذا الإستفراغ...
نهضتُ لينهضَ خلفي من الأرض آخذاً بخصري بذراعٍ و باليدِ الأخرى قد فتحَ مياهَ المغسلة مبللاً إياها ليبدأ بغسلِ وجهي برفقٍ بماءٍ باردٍ أعاد لي شيئاً من اتزاني المفقود وأنعشني لوهلة ، ثمَّ هو ملأَ كفهُ بشيئٍ منهُ مقرباً إياهُ عند شفتهي ليقول بنبرةٍ مرتجفةٍ وهو يضغطُ على كتفي " قم بالمضمضة " لأنفذَ أنا بسرعةٍ متمضمضاً بتلك الحفنةِ من المياه باصقاً اياها ، ثم قد أزال يديهِ عني ليمسكَ بغسولِ النعناعِ ذاكَ ساكباً قليلاً منهُ في غطائهِ ليقربهُ من شفاهي من جديدٍ " هذا أيضاً"
منفذاً أنا وأشعر بسيقاني لا تكادُ تثبتُ على الأرض من شدةِ ثقلي عليها ، قد أنزلتُ رأسي منحنياً تحتَ الماء مبللاً إياهُ ببرودته علني استعيدُ شيئاً من صحتي الضائعة وأخفي مني أطنانَ الخورِ و الإرتخاء بي ، ثمَّ رفعتُ نفسي من انحنائي أنظرُ لوجهي الشاحبِ في المرآة بضياع ، أشعر كما لو أن الأرضَ ليست راسيةً من تحتي والدنيا تتحركُ من حولي بسرعةٍ شديدةٍ بينما أنا لا أكادُ أدركها من شدةِ تعبي..
