رواية بلغة عربية فصحى... تحكي عن علاقة معقدة ومتشابكة بين موظف بسيط ومديره المتسلط في العمل ، تشرح صفحاتها وأسطرها مدى صعوبة التأقلم مع تغيرات الحب ، والانجذاب للطرف الآخر في حين أنه لا يدرك طبيعة تلك المشاعر الموجهة إليه... عن التداخل بالرغم من تنا...
إني أرى في كل أركانه مأساتي الحزينة ، وفي زواياه يقبع بكائي وصراخي... وعويلي ينتشر حتى في زخارفه العتيقة وألماساتهِ الغالية...
يا ترى ، لمَ لمْ أخرج منه حتى الان مع أنني أرى فيهِ تلك الحادثةَ الشنيعة وأمرُّ كل يومٍ بمسرحها الملوثْ بالكآبةِ و الكمد...كأنني ابيت التخلي عن حزني الابدي وكتب عليَّ مرافقته إلى الابد وحتى أودع هذه الدنيا...
يالسخرية...تسعةٌ وعشرون عاماً ، شابٌ أنا في أوجِ الصبا ، وقلبي العليل قد صار كهلٌ قد تهالك وكسا رأسهُ الشيب حتى ماتَ وماعادت تزوره البهجة ويساورهُ السرور...روحي جامدةٌ هامدة كأنها فارقت هي الاخرى الحياةْ...لم تدب السعادة يوماِ بها ولم تذقها...
رنة هاتفي المنخفضة قطعت حبل أفكاري حالك السواد ، لتتزين الشاشة بأسم أكثر رجلٍ متهورٍ عرفته في حياتي مرسلاً لي رسالة يقول فيها " لم تحاسبني على غيابي الطويل ! ألن تخصم من مرتبي ؟ "
امتعضت أنا على عشوائيته واستعجالهِ الامور لأرد عليهِ مرسلاً " بقي على إيداع المرتبات ثمانيةٌ وعشرون يوماً.. أليس من المبكرِ أن تسألني سؤالك هذا ؟ ثم هل يعني عدم حديثي معك أنني لن أخصم شيئاً منه ؟ أنا هو المدير... كل ما سيصدر سيكون من تحتِ يدي وبعلمي سأفعل اللازم دون أن الجأ إليك أو أستشيرك أو أعلمك يا ليث...كما أنني لن أفعل لن أخصم شيئاً من مرتبك كن مطمئاً "