تِسْعةَ عَشَرْ:قٌطْرَة مِنْ الاسْوَدْ

6.3K 296 263
                                    

وَلو أَنِي خَبْأْتكَ فِي عُيُونِي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


وَلو أَنِي خَبْأْتكَ فِي عُيُونِي...إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ مَا كَفَانِي..!
______________________________________

رِوَايَةْ رَامِي...

على شرفةِ هذا القصر المقيت أبتلع بصعوبةٍ قهوتي إثر تلة الكتمة اللتي اعتدت عليها في أنسامي على الدوام ، أقف مراقباً السحب تغطي القمر والعتمةُ تسيطر على ساحتِ المنزلِ الواسعة ، لازال نفس هواءِ هذا المكان الملعون يعيث برئتي فساداً ، لم يتغير منذ اثنين وعشرون سنة... منذ أن وطئت قدمي أرضه المشؤومة وأنا طفلُ السابعة..

إني أرى في كل أركانه مأساتي الحزينة ، وفي زواياه يقبع بكائي وصراخي... وعويلي ينتشر حتى في زخارفه العتيقة وألماساتهِ الغالية...

يا ترى ، لمَ لمْ أخرج منه حتى الان مع أنني أرى فيهِ تلك الحادثةَ الشنيعة وأمرُّ كل يومٍ بمسرحها الملوثْ بالكآبةِ و الكمد...كأنني ابيت التخلي عن حزني الابدي وكتب عليَّ مرافقته إلى الابد وحتى أودع هذه الدنيا...

يالسخرية...تسعةٌ وعشرون عاماً ، شابٌ أنا في أوجِ الصبا ، وقلبي العليل قد صار كهلٌ قد تهالك وكسا رأسهُ الشيب حتى ماتَ وماعادت تزوره البهجة ويساورهُ السرور...روحي جامدةٌ هامدة كأنها فارقت هي الاخرى الحياةْ...لم تدب السعادة يوماِ بها ولم تذقها...

رنة هاتفي المنخفضة قطعت حبل أفكاري حالك السواد ، لتتزين الشاشة بأسم أكثر رجلٍ متهورٍ عرفته في حياتي مرسلاً لي رسالة يقول فيها  " لم تحاسبني على غيابي الطويل ! ألن تخصم من مرتبي ؟ "

امتعضت أنا على عشوائيته واستعجالهِ الامور لأرد عليهِ مرسلاً  " بقي على إيداع المرتبات ثمانيةٌ وعشرون يوماً.. أليس من المبكرِ أن تسألني سؤالك هذا ؟  ثم هل يعني عدم حديثي معك أنني لن أخصم شيئاً منه ؟ أنا هو المدير... كل ما سيصدر سيكون من تحتِ يدي وبعلمي سأفعل اللازم دون أن الجأ إليك أو أستشيرك أو أعلمك  يا ليث...كما أنني لن أفعل  لن أخصم شيئاً من مرتبك كن مطمئاً "

بَلْسَمْ (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن