أربعَة وَأَربَعُون:غصْنٌ مَكسُور

4.8K 183 274
                                    

أَينَما حلَّ الحُب ، حل الأمَانْ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أَينَما حلَّ الحُب ، حل الأمَانْ...

_____________________________

رِوَايَةْ لَيْثْ...

على خدي ارتحلتْ دموعي اللتي لن تنتهي من يومنا هذا حتى وحتى نهاية عمري ، عاضاً بقوةٍ على طرفِ شفتي من قسوة ما يلجُ لمسمعي ، أسى ً ، حزنْ ، لاشيئ سوى عظيمِ الوجع وشديد البوى ، ليتني ما ألححتْ ، ليتني ما أصررتْ ، وليتني ما فتحتُ جرحهُ النازف اللذي لن توقف نزيفهُ رقتي ولن يشفيهِ حناني ولن يداويهِ حبي وعشقي من فرطِ حجمهِ الكبير وعمقهِ اللا متناهي...

كنتُ جالساً بجانبه ، ممسكاً بكفهِ الأيمن ، شاداً عليهِ بينما أحويهِ بينَ أيادي اللتي بدأت بالتعرق والارتعاش فورما أخذ يغوص في تفاصيلِ تلك الحكاية المريرة ، تلك القصةُ معتمةُ الثنايا و الأحداث ، تلك الروايةُ اللتي لو بقيتُ عمراً فوق عمري لن أقوى على مجابهةِ مرارتها ولن تنسى سوادها وقسوتها ذاكرتي على مر الزمن...

من أنا وما حزني وما وجعي ، أمام حزنِ هذا الأنسانِ المرهقِ أمام بصري ؟ ما كآبتي وماهو ألمي قبالةَ أطنانِ أساهُ ووجعه ؟ لو بقيتُ حياتي كلها متألماً أقاسي مرارةَ الأيام..ما وصلتُ لهذا الحد من التعاسةِ و البؤس ! لو عشتُ ماضييَ الموجع عشرَ مراتٍ ما استطعت أن ألمسَ ربعَ كدرهِ و كربتهِ العظيمة...

تخطرُ في ذاكرتي كلَّ مرةٍ واظبتُ فيها على الإصرار ، كل مرةٍ طلبتُ منهُ فيها أن يكشفَ عن ما خلف الستار ، كل يومٍ رأيتُ فيهِ عبوسهِ لما أطلبهُ أن يفتحَ الضمادةَ عن اصابتهِ اللتي لم تتضمد ! عن وصبهِ اللذي لم يختفي ، عن ألمهِ ووجعهِ اللذي لم ينقص مع كل هذي السنين ، إنما هو يتعاظمُ مع الأيام ، يكبر ولا يصغر ولا يؤثر فيهِ مضي الوقت و الساعات ، يزيد ولا ينقص وليس مرور الثواني و الدقائق كفيلاً بدفنهِ وتخفيف حرقته !

ليتني ما اجتهدتُ وما ثابرتُ حتى يعرفني بتلك المصائب اللتي توالتْ عليهِ منذ نعومةُ أظفاره ، ليتني ما ضغطتُ على إصاباتهِ المريرةِ البليغة وما جرحتهُ فوقَ جراحهِ أضعافاً بضغطي ! لقد كانَ على الدوامِ يحاولُ تجاهلَ حرقةِ ما رأى ، لقد كانَ ينهي النقاشَ فورما يؤول إلى هذهِ الأحداث المعتمة وتلك الأوجاع اللتي لوثت عمقي فورما ولجتْ هي لمسمعي فكيف بهِ هو اللذي عاشها وخاض فيها لأعمق نقطةٍ منها..كانَ قدر المستطاع يحاولُ أن يغمد سيفَ ماضيهِ ، كان يحاولُ جاهداً إخفاء أنينهِ عني وعن روحي اللتي تأبى الا أن تُقطعَ بحدته !

بَلْسَمْ (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن