تسعةٌ و أَربَعونْ : حُلْمْ

4.2K 204 252
                                    

لمْ تُعد تُشرِقُ الشمسُ في رُوحي ، حتَى نسيُت منْ أين تشرقْ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لمْ تُعد تُشرِقُ الشمسُ في رُوحي ، حتَى نسيُت منْ أين تشرقْ

_________________________________________

رِوَايَة رامِي...

على غير المعتاد , الشمس في غرفتي المعتمة ذات الضوء الخافت شبه المنعدم قد شعشعت والنوافذ ماكان عليها الستار مسدولاً كما اعتدت , النور في حجرتي قد أوجع عيني المتعبة المحترقة , ومن فرط انتفاخها أشعر أن فوقها أطناناً من حديد , لا أكاد أرفع من على مقلتي أجفاني اثر شدة مافيها من الوجع 

أشعر أنا بكل ذرةٍ من ألم فكي الفظيع لأدرك أنني بقيت طوال ليلة البارحة ضاغطاً أسناني فوق بعضها بطريقةٍ قاسية , تلك العادة اللتي ما فارقتني كلما أصبت بتوترٍ شديد أو حساسيةٍ لموقفٍ ما أو خالجتني بضعٌ من تلك الذكريات السامة , ومن حبا لي لا تتركني مستيقظاً أو نائماً , فحتى في منامي على هيئة كوابيسٍ مرعبةٍ هي تلج لعقلي المنهك منها ومن آثارها...

عظامي ينخرها الوجع , كما لو كان منشاراً يرتكب فيها تقسيماً وتحطيماً رهيب يشعرني بأطنانٍ من الخدر و الثقل , أشعر أن بدني بعمر التسعون عاماً , فبطني بها ما لا يحسب من أنواع المغص يشعرني بتقطعِ معدتي لأشلاءٍ عديدةٍ تحت قبضته , رأسي يكاد يذوب منه عقلي ومن أذناي اللتي يؤذيها الهواء يتسرب

, كما لو أحيطت جمجمتي بحزام ملتهبٍ يضغط عليها بشدةٍ لا تقدَر ولا تحسَب , ومن فرط السخونة و الحرارة في كل أنحاء جسدي المهترأ خلت أنني سأنفث من شفاهي المجروحة نيراناً ودخان , الحمى في هذه العضلات و العظامِ المرهقة استقرت واتخذت منها ملجأً , حرارة جسدي فظيعة للدرجة اللتي أشعر فيها برطوبة السرير تحتي اثر تعرقي وبلل الوسادة اسفل رأسي...اتصبب عرقاً كأنني تحت الشمس مباشرةً مع أنني عارٍ لا يغطي بدني سوى سروالي الداخي وما زلت في قمة الحرارة

بَلْسَمْ (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن