عَجوزٌ كهل ، وأنا مَازلتُ صبِي ، ولَكِنَ الإنْكسَارَ لا يَعِرفُ عَمْرَاً...!
______________________________________
رِوَايَةْ لَيثْ...
" هذا هو الكأس السادس...وفي السابع سيبصق جسدك بوجهك يا ليث ! سيجهز العشاء بعد قليل ، لا تأكل معي على نفس الطاولة وانت بهذه الحالة المزرية ! "
" ماللذي يحدث ما عهدتك تسقط هكذا عند أَي منحدر ؟ لم تذهب للعمل من اسبوعين...ونبيذك لا يفارق يدك وهذا السم اللعين اصبح عبارةً عن وجباتك اليومية أقسم انني بت امقت النظر اليك كجثةٍ هامدةٍ لا حراك تبديه ولا رد فعلٍ لأي شيئ.. اذهب واستحم ريثما يفرغ العشاء"
" الهي"
قال صارخاً.. واقفاً عند رأسي في حين استلقائي على الاريكةِ... ولقد اصابت عظامي هي بالالم اثر قساوتها ولا طاقة فيني حتى لتغيير وضعيتي ، بعدما صب على وجهي كأس ماءٍ باردٍ شل خلاياه وابتعد....
نهضت ممتعضاً من حومه حولي كذبابةٍ كريهةٍ تزن عند أذني متجها إلى باب الشقة بخطواتٍ ثقيلة مهزومة... اسحبها على الارض تحتي سحباً كأنهها اغلالٌ قيدت اقدامي منعتني المشي..
بيدي علبة خمري...وبكفي الاخر سجائري ، اخلائي عند الشدائد والضمور ، سندي عند الانهيارات ، وملتجأي الوحيد...رشفة من فوهةِ الزجاجة الرطبة.. كقبلةٍ تمسح عن قلبي الغبار ، ونفخة من عود الدخان ، تزيل عن صدري همومه
خرجت إلى الشارع لأقف مرتقباً في الفراغ ، لفح جسدي العاري سقيع بلادنا الجاف ليقشعر بدني إثره ، حافي القدمين أدوس على الرصيف أمام منزلي... اشعر بالارض تحت أقدامي باردةً متجمدة ، تشبه ذاكَ الجمود في عينيه...وقساوتها تماثل تلك القسوة في طبقات صوته الحاد..
ضائع...تلطمني الحياة في كل حائطٍ أمامي ، بلا رحمةٍ يصفع قلبي كل مافيها...أنا لست بشخصٍ سيئٍ يا الهي..فلم تعاقبني بهذهِ الطريقةِ المحزنة ، لمَ بالرغم من كل تفاؤلي وابجابيتي نحو أيامي البائسةِ الكئيبة ترتطم بي صخرة الاسى لتسحق تحت بؤسها سعادتي
أنت تقرأ
بَلْسَمْ (رواية مثلية)
Romanceرواية بلغة عربية فصحى... تحكي عن علاقة معقدة ومتشابكة بين موظف بسيط ومديره المتسلط في العمل ، تشرح صفحاتها وأسطرها مدى صعوبة التأقلم مع تغيرات الحب ، والانجذاب للطرف الآخر في حين أنه لا يدرك طبيعة تلك المشاعر الموجهة إليه... عن التداخل بالرغم من تنا...