رواية بلغة عربية فصحى... تحكي عن علاقة معقدة ومتشابكة بين موظف بسيط ومديره المتسلط في العمل ، تشرح صفحاتها وأسطرها مدى صعوبة التأقلم مع تغيرات الحب ، والانجذاب للطرف الآخر في حين أنه لا يدرك طبيعة تلك المشاعر الموجهة إليه... عن التداخل بالرغم من تنا...
برفقٍ قد ابتعدتُ عنه واضعاً بلطفٍ رأسه على الوسادة أسفله , لأنهض بيأس بينما أمد يدي متحسساً بكل ما حملتُ بعمقي خجلاً واستياءً مريراً من تلك العلامة البارزة في منتصف ظهري وما حولها من الجروح القاتمة والندوب و العلامات , قد أغمضت عيني وأنا أمرر أصابعي على بروزه , على تلك النتوئات بوسطه إثر احتراق جلدي وذوبانه من حرارة ذلك السكين والتهابه اللذي إنطفأ بقسوةٍ في بشرتي
اذكر بالتفصيل كم الألم اللذي اجتاح بدني من إخمص قدمي وحتى آخر شعرةٍ برأسي ، ما نسيت للحظةٍ شدة الوجع وتلك الكهرباء اللتي سرت بأطرافي كأنها سمٌ حادٌ مرير ما تركت بي بقعةً من أذاها سالمة , أو مكاناً ما حطت هي فيه لتقيد كل بدني بشديد الوجع والاحتراق...
حتى دوي صوتي اللذي بح من فرط الصراخ لازال يتردد في أذني , لازلت أذكر صداه حولي وفي عمق أركان ذاك المكان , لازلت أذكر تقطع حبالي الصوتي وتمزقها بطريقةٍ بشعة من نواحي وصياحي اللذي دام يومين متتالين حتى ماعاد له صوت أو ازيز وما بقي منه إلا الدمع يجري من مقلتاي على وجنتي من خليط تلك المشاعر الممزوجة بقهري وغبني , بأحساسي بالاهانة و المذلة , بشعوري اللذي لو بقيت دهراً أشرح مافيه من العتام والشدة و الأسى ماوفيته الحق ولا عدلت في قسطه ,
انى لي أن أقدر على شرح كل ذاك ؟ أنى لي ان اركب الحروف و الكلمات و الجمل وأبين بشاعة ما قاسيت ومرارة وشدة ما تجرعت بلا نقصانٍ من لذعة الكرب وحرقة الهم ؟
ماذاك الا تحدٍ ما استطعت تجاوزه , وماهو إلا صخرةٌ قسمت ظهري وهزمتني حتى ما عدت قادراً من بعدها على الوقوف من جديد ومواجهة الدنيا بينما كسري منها ما جُبر وماله هو من جمع , على وجهي وضعت كفوفي , غطيت ملامحي عن الضوء حولي محاولاً ببتئاسٍ ولا جدوى التنفس بطريقةٍ منتظمةٍ وإدخال النفس الى صدري الضيق عديم الرحابة و الوسع , وما تكللت احدى محاولاتي بالنجاح أو جادت علي بالإرتياح , فما زلت عالقاً هناك في أبعد نقطةٍ عن دفع هذا الثقل من فوق اضلعي التي فقدت كل قواها اثر ما عليها من العذاب
