رواية بلغة عربية فصحى... تحكي عن علاقة معقدة ومتشابكة بين موظف بسيط ومديره المتسلط في العمل ، تشرح صفحاتها وأسطرها مدى صعوبة التأقلم مع تغيرات الحب ، والانجذاب للطرف الآخر في حين أنه لا يدرك طبيعة تلك المشاعر الموجهة إليه... عن التداخل بالرغم من تنا...
" لا تتركني ، لا تتركني...التصق بي ، دعني أشعر بنبضِ فؤادك ، أنا..أنا " نطقتُ أحرفي بينما تخللها تأوهي المنتشي وصوتي اللذي انخفضتْ نبرته ولانت حدتهُ وقسوتهُ حتى أختفت ، بينما الرجلُ اللذي هامَ فيهِ قلبي وعشقَ كل تفاصيلِ كيانهِ قد كان يقبلُ بشغفٍ عنقي ويتنفسُ هناكَ بطريقةٍ تشعلُ بدني وترميني في نيرانِ الشهوةِ و الرغبة فيهِ حتى أنني ما عدتُ قادراً على التقاطِ أنفاسي الضائعة هربتْ مني وولت الى البعيد..
" أيمكنني لمسكْ ؟ ، هل أستطيعُ تعريتك ؟ " همس مستأذناً بينما يلصقُ جباهنا ببعضها يفركُ أنفهُ بأنفي مداعباً إياي بلطفٍ كما لو كان يلاعبُ طفلاً كبيراً خائفاً حذراً متوجساً من ارتكابِ أي خطأٍ أو صنعَ أي فجوةٍ بيننا ، يذيبني بكلِ احترافٍ واتقان ، يصهرُ شعوري وجسدي بين أياديهِ الدافئة كأن جسدي خارطة وهو يزورُ كل مكانٍ قد ارتسم فيه وينشرُ فبهِ النشوةَ و السخونةَ و السرور
قبلتُ أنفهُ بينما أتحسسُ بحبٍ لحيتهُ اللتي صارتُ كثيفةً أكثرَ وأكثر مع مرورِ الوقت " افعلْ ما شئت ولا تطلبني ، هذا الجسدُ لكَ وبأسمكَ تصرخُ نبضاتُ قلبهِ المتعب ، أنا أرمي بنفسي إليك فأمسكني بأحكام " ولما ختمتُ بالموافقةِ طلبهُ قد تبسم بعرضٍ مغمضاً أجفانهُ ذاتِ العدبِ الاشقر الكثيف مظهراً على جوانبَ ثغرهِ الباسم تلك الغمازتينِ الحلوتين ، واللتي من فرط جمالها قد رفعتُ رأسي و امسكتُ وجههِ ورحت أقبلها بعنفٍ وشغفٍ كما لو كنت لن أراها من جديد
ولما رأى هو حبي الواضح لها قد زاد في ابتسامته ينطقُ بصعوبةٍ بسببِ قبلاتي اللتي ضايقت مخارج الحروفِ عنده " ما كنتُ أعرف أنها تجذبكَ لهذا الحد " وما بتُ أطيقُ أنا انتظاري و الثوانِ بيننا فرميتُ رأسي على السريرِ خلفي وتنهدتُ برتياحٍ مشيراً لهُ أنني أطلبكَ الان أن تجعلني أنسى الدنيا بما فيها من نشوتي ومتعاي ، أشير له أنني ما عدت أطيق حرقة المسافاتِ هذي بيننا وهي تكوي دقيقةً بعد دقيقةً فؤادي اللذي يريدكَ كلكّ بلانقصان..