تِسْعَة : بِدَايَةُ الشَرَارَة

9.4K 387 83
                                    

أَنت الغَمامُ اللذي مَا زِلتُ أرْقبُهُ

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أَنت الغَمامُ اللذي مَا زِلتُ أرْقبُهُ... فـَ لعلَّ وصلَكَ بعدَ اليأسِ يحيينِي!

______________________________________

رِوَايَةْ رامِي...

عنِ الهواءِ و الضوء خبئتُ وجهي في عنقه , أصابعي تلاعبُ تلك الشعيراتِ على صدره , لا ابهٍ بشيئٍ انا ولست مهتماً بمحيطي وظروفي , قد أوشكَ ليلنا الطويل على الانتهاء ، وانهمارُ المطرْ لم يتوقف حتى ساعتنا هذه , ومازلت نائماً على اضلعه وسط أحضانهِ أذوبُ سائحاً عليهِ أثرَ ذاكَ الدفئَ بين يديه...

اشعرُ بتلك اليدينِ الحانيتينِ تهيمُ فوقُ جسدي وتضيع فوقَ منخنياتهِ غير عالمةٍ اينَ ترمي وجهتها... تارةٌ اشعرُ بها تنكزُ بخفةٍ عنقي واخرى احس بدفئها العظيم لما يضغط برفقٍ على عظامِ ظهري البارزة...

صوتٌ غنائهِ الخافتِ اللطيف قد بدأ يداعبُ مسامعي ويدغدغُ روحي منذُ نصفِ ساعةٍ حينَ بدأَ يدندن بلطفٍ عارمٍ بكلماتِ اغنيةٍ شعبيةٍ رقيقة، بهدوءٍ يلقي ترانيمهُ قربَ أذني محاولاً جعلي أغفو بينَ كفيه ، يلاعب خصيلاتِ شعري ، يفركُ اذني... ويقبلُ كتفي الداني من شفتيهْ... عطرهُ نام في اوساطِ رئتي ، وصوتهُ دائمُ الخشونةِ أحيلَ خافتاً منخفضاً خاشعاً ذا نبرةٍ ركيكةٍ ناعمة...تردد داخل رأسي جاعلاً ايايَ افيض بالشعور من بعدِ ما كنتُ جماداً ليسَ ذا حياة...

كفايَ سقوطاً ، إني وربُّ نفسي أودُّ العودةَ ولأولِ مرةٍ إلى نقطةِ البداية ، لكني عالقٌ في النهايات لا استطيعُ الاياب، إني ولأولِ مرةٍ أشعر بالغلبةِ أمام قرارٍ من قراراتي، شقَّ على نفسي هذا التحيرُ و الضياع... عسُرَ على روحي كل هذا التيه وكلُ هذا الانسلاخ...

أرشدني يا إلهي الى طريقٍ مستقيم ، الى قرارٍ واستقرارٍ يطفئُ نارَ قلبي ويهدأُ ذاكَ التخبطُ في نفسي...

أعاني الشتات ، مريضٌ انا باللا هدى...

رفعت نفسي عنهُ سانداً جسدي بأذرعي لأقابل وجههُ الواصبِ ذا معالمِ الخدر والثمالة وقد لمحتُ تعرقهُ ازداد بشكلٍ ملحوظ واحمرت وجنتيهِ بشدةٍ قد هام قلبي بتلك اللطخةِ الورديةِ فيها وذابت روحي شوقاً لتلك النجماتِ على خديهِ الغائرين.. نمشٌ طفيفٌ رقيق ، حبيبٌ الى فؤادي يرفرف له فرحاً هو كلما رئاه

وقبل أن اتكلم تحدث هو ببطئٍ شديد ، كأنه قد ود حفر كلماتهِ العذبةِ على زوايا ذاكرتي ، وترسيخها بثناياها " إنك ناعمٌ للغاية... كفكَ من حرير... ودافئٌ جداً ، إنك رقيق ، كسحابةٍ قطنيةٍ بيضاء وددت لو احبسها بين يدي ، انت ذا عينينِ تشبهُ اللؤلؤ ، وذا حاجبينِ جميلينِ جداً ، انت ساحرٌ بهي ، تماماً كغريميَ الغاضب صاحبِ الكشرةِ الدائمة والابتسامةِ المستحيلة"

ثم ها هو ذا يكوب بيديهِ الكبيرتينِ من جديدٍ وجنتي ويهمسُ في هيامٍ كبير مركزاً بصره على بصري طالباً مني " ادنو مني.. اقترب ، أنا ارغب ان الامسها "

رباه..لا قدرةَ لي على مجابهةِ تلك النبرة ، كل هذا دفعةً واحدة لا قدرةَ لكياني على مقاومته... أنا حيٌ الان، من بعدِ همودِ جثتي دهراً طويل، واني اكتشفت ذا لما اضطربت انفاسي حين سمعتُ همسهُ الصغيرِ المنخفض واحسست بيديهِ تجذبُ وجهي اليه...

انصعتُ خائراً للاوامر واستجبت راضياً بها ، مقترباً من وجهه دانياً اليه وما لبثت إذ تلاصقت جباهنا...حتى اتجهَ لأعلى هو لأغمض عينيَ اليسرى انا فور ان احسست بشفاههِ على جفنها...

قبلَ برفقٍ عيني ، بلطفٍ عظيمٍ يلاطفها، كأنما قبلَ فؤادي وهمس بتيهٍ لا يعلمُ أنه يحادثُ الشخص اللذي كرههُ على اادوامْ وبغض ثقلَ ظلّه ، والخمر قد أثقلَ نطقه وأبطأه

" هذهِ هيَ سيدةُ روحي ، انا أرضُ القدسِ المسلوبة، وهذهِ هي محتلتي..."

" الاخرى ايضاً " همستُ له لما ابتعدت شفاتهُ عنها طالباً من عطفهِ المزيد... استجديهِ قبلاتٍ ساخنةٍ كسابقتها فوق عيني اليمنى هي الاخرى فلم يعدل محبوبها بينها وبين اختها، غازل احداهما تاركاً الثانية تبكي على جفائهِ تجاهَ حبها المتعاظمِ لمعشوقها...

سكُنتْ هيَ وسكُنتُ انا ، وهدأت فيضاناتي واخمدت نيراني حين رفعَ نفسهُ من جديد ليهدي اليمنى قبلة اعمقَ من سابقتها، قبلةً حارةً كبيرة سقطت اثر ضغطها ادمعي وخارت قواي وما بت سوى امامَ استسلامٍ مشين عاث بي وبكل اعماقي ضعفاً مهيناً لم ارتحْ له وتأبى نفسي الانقياد تحتَ رحمته...

________________________

هاي يا حلوين... ادري متأخرة هواي 💔💔 وادري هم البارت قصير ومو شي ،
بس انشالله بعوضكم ،. استمتعوا

بَلْسَمْ (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن