رواية بلغة عربية فصحى... تحكي عن علاقة معقدة ومتشابكة بين موظف بسيط ومديره المتسلط في العمل ، تشرح صفحاتها وأسطرها مدى صعوبة التأقلم مع تغيرات الحب ، والانجذاب للطرف الآخر في حين أنه لا يدرك طبيعة تلك المشاعر الموجهة إليه... عن التداخل بالرغم من تنا...
" السادسة يا ثور الغابةِ الكسول ، اصبحتِ السادسةُ مساءً الان وانت لم تحرك ساكناً منذ الفجر... انهض حرك مؤخرتك ، كفاكَ نوماً! إن كنت ستستحيلُ جثةً هامدة هكذا كلما ثملت ، اذاً توقف عن الشرب ! ثم إنني اتضور جوعاً يا عديم الادب، مرت سبعة اشهر لم أرى فيها وجهك الغبي... اليك بأقدامي تتركني لأتشاجر مع الصراصيرِ بمطبخك "
صخب ، صوتٌ عالٍ مقيت ، مزعجٌ يشوشُ تفكيري يصيبني بألمٍ شديدٍ بأوساطِ جمجمتي...وها هي ذي هربت قهقهةٌ من شفاهي لما صفقَ بقوةٍ جمجمتي صاحبُ الصوتِ الغليظ محاولاً إغاظتي ، مجاهداً ليجعلني أفيقُ من غيبوبتي" متى سيلينُ هذا الرأسُ العنيد ، قلت لك لنعش معاً في مكانٍ ما... حتى لا اجري ورائك كالاحمق ولا اتكبدُ عناء السفرِ اليك ايها الاجرب الاخرق
لن تتركني انام اليس كذلك؟ ، ابتعد عن وجهي ايها القزم... ماكان ينقصني سوى مجنونٌ ثانٍ يتعب قلبي وينحلُ روحي " قلت مخاطباً أياه وأنا انهض من فوقِ السرير مستثقلاً حركتي مستصعباً خطواتي المتجهةِ إلى الحمام ، يفتكُ برأسي الالم والدوارُ ما تركَ مقلتيَ منذ فتحتها... . تاركاً خلفي هيثم خلفي.. يصرخ معاتباً اياي على الفوضى في غرفتي * تحدث وهو يفتحُ باب الثلاجةِ باحثاً عن ما يسدُ جوع بطني المهتاج ، محاولاً اسكاتَ عصافيرِ معدتي المتوحشة يبحث عن ما يطبخهُ لأجلي " مالامر؟ ليس من عادتك أن تشربَ في وسطِ الاسبوع... ثمَّ انك لا تنامُ بمقرِّ عملك في العادة ، ماذا حصل لك بالامس ، كما أنك اكثرت هذهِ المرة وهذا ايضاً ليس من عاداتك يا رأس البطاطس ، اللعنة..منذ متى وهذا الصحنُ هنا؟ "
" ماذا تعني بـ نمت بمقر عملك؟" سألته متعجباً حديثه غيرَ عالمٍ به ، هل تراي نسيتُ نفسي غافياً هناك؟
" اوه.. نسيتُ انك كنت ثملاً لستَ واعٍ بشيئ كالاخرق... انا يا عزيزي أتيتُ من المطارِ إلى هنا ، ولما ولجتُ لمنزلكَ ما وجدتك..."