ثَلَاثةٌ وَ أربَعُونْ:نَزَيفْ

4.1K 179 122
                                    

يا ليليَ المُظلْم إذا مَا جرَحتُ فؤادكْ ، وشفائِي اللذي لَا يضامْ إذَا ما أَسعدتُه !

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

يا ليليَ المُظلْم إذا مَا جرَحتُ فؤادكْ ، وشفائِي اللذي لَا يضامْ إذَا ما أَسعدتُه !

________________________________

رِوَايَةْ رَامِي...

" لا زلتْ منتظراً..ولو طالَ بيننا السكون سنيناً وسنين ، سأبقى أنتظر ، حتى اللحظة اللتي ستشركني فيها بهمكْ ، ويذوب ما بيننا من الجليد حتى سوياً نقضي ما بقي من أعمارنا ، إني على ما أضعتُ من الايامِ قبلك نادم ، ما عشتُ أنا ولا استقى قلبي الحياة سوى لما عشقكَ يا حبيبي وهام فيكْ وتولع "

نطق هو بذاك الصوتِ الشبهِ مسموع ، عند اذني يهمسُ بترانيمهِ الناعمة ، وكلماتهِ الشبيهةِ بالدواء للسقيم والمرهمِ للجريح ، ظهري ملاصقٌ لصدرهِ اللذي ما رفضني يوماً حتى بعدما عذبتُ صاحبهُ وإياي شديد العذاب ، أشعرُ بنبضِ الفؤادِ اللذي حملَ كل ثقلي وكل مابي من العتمةِ والظلام ، وما اشتكى مني ومن سوادي يوماً ، وكل شكواهُ أني عنه بعيد..ويبغي هو قربي وقرب عتامي طوالَ السنين..

حابساً اياي بين أذرعهْ بينما على كتفهِ قد ركنتُ رأسي وسندتهْ كما سندتُ عليهِ روحي المثقلةَ بالآلامِ و الأسى ، اتنهدُ بينَ الحينِ والآخر محاولاً استعادةَ شيئٍ من ثباتي ، حتى أستطيعَ البوحَ بما في عمقي من الآثامِ اللتي ارتكبتْ بي ومن جراحي وأتعابي اللتي لا تنتهي ولن تنتهي يوماً ما دمتُ حياً..

أمررُ أصابعي على ذاك الشعرِ في سواعده ، وتارةً اخرى ألامسُ أوردةَ كفهِ الأسمرِ البارزة متحسساً فيها جريانَ الدماء ، مهدأً نفسي من فوضاي واعاصيري الداخلية اللتي ما عرفها هو وما ادركها لمرة...بينَ أحضانهِ ساكنٌ باقٍ ، بينَ يديهِ ذائبٌ حائرٌ لهُ ولعنادهِ مستسلمٌ خاضع ، ولا أدري ما بعدَ هذه الخطوةِ في علاقتنا هل سوفُ يتطور شيئٌ ما ؟ أم أنني سأبقى في ذاتِ القفص..ولن أفردَ جناحي الغرامِ اللذين خلقهما حبيب هذي الروحَ ومناها..

رفعتُ إحدى كفيه لأقبلَ ظاهرهِ بلطف وأهمسَ بصوتي اللذي لا يكادُ يلجُ لمسمعه " أنا خائف ، أنا متعب ، كأنني أحاولُ ازاحةَ صخرٍ ضعفَ حجمي من على لساني...ليسَ عندي القوة لنبشِ ذاك القبر وإخراجِ مافيهِ من الاسى وأطنان الوجع ، إني من ثقلِ فكرةِ البوح بما أخفيتهِ طوالَ عمري مرتعب ، حتى لو كنت أسّرُ للشخصِ الوحيدِ اللذي أنارَ عمقي ودواخلي وغيرَ مجرى حياتي "

بَلْسَمْ (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن