أربعةَ عشَرْ:عُصفُورْ بَائِسْ

8.2K 371 183
                                    

لا بارك الله بالدّنيـا اذا انقطعـت أسباب دنياك من أسبـاب دنيانـا

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

لا بارك الله بالدّنيـا اذا انقطعـت أسباب دنياك من أسبـاب دنيانـا

______________________________________

روَايَةْ رامِي...

مجدداً غلب هدباتي الرطبة اثر برودة الهواء النعاس... واطبق هو فوق اجفاني لأستيقظ من غفوتي الثانية.. الا ان هذه المرة كان قد حل الظلام ولا يضيئ الغرفة و أركانها سوى مصباحٌ ابيض صغير يتأرح بخفةٍ فوق رأسي..ومازال ذاك التساؤل يحوم بين ثنايا تفكيري يعبث بي في كل ثانية..من ذا اللذي تكبد العناء واوصلني الى هنا؟

نظرت لجانبي علني أرى ما يرشدني لذلك.. وعلى المنضدةِ الصغيرة بجانبي أبصرت علبة سجائرٍ ومفتاح سيارة ومحفظةً سوداء رأيتها قبلاً في مكان... ولكني ما استطعت انعاش ذاكرتي لأدرك أين رأيتها...

اسندت بكفي نفسي.. حتى استطعتُ من بعد عناءٍ وشقاق أن اتكأ عل ظهرِ السرير خلفي... رباه الفراش متحجر للغاية والوساداتُ تشابه في ملمسها وقساوتها الصخور... وهذا الغطاء أشعل فيَ رغبة بالبكاء فمن غلظتهِ وثخانته ما عدت قادراَ على الحراك... وجسدي يزداد خدره في كل حين

ومن العدم يظهر ذاكَ الضجيجٌ الكبير جاعلاً اياي أجفل بخوفٍ لما سمعته خوف وقوعِ مصيبةٍ عظمى..

ذاك الصراخ العالي... أعرفه أنا ولا يفارق يوميا مسمعي ، تلك النبرة الغاضبة تخرج شتائمَ ما سمعتها من احدهم يوماً سواه ، صوتٌ عالٍ ثقيل ممتعض لطالما رفعت صوتي مجابهاً اياه...

وها هو يظهر صاحبه أمامي بعدما اقتحم َ الغرفة بقوةٍ هزت الجدران ودكت من تحتهِ الارض...ليغلق بعده الباب بثوانٍ بشدةٍ كبيرةٍ يقف خلفه يحاول منعه من أن يفتحَ مجدداَ تحت نظراتِ ذهولي ودهشتي ، مالخطب؟ ..

ممتعضاً غاضباً يتعرق وجههَ المليح ، يرتفع ويهبط صدره بسرعةِ البرق وكأنما قطع صحراء سينا بأكملها ركضاً بلا توقف.. ينظر إليَ وهو ينطق بكلماتهِ صارخاً عل من يلاحقه خارجاً يستوعب حروفه " اللعنة عليكم يا ايها السفلة إنها مشفى يا أبناء العاهرة ! ، هو متعب! كيف ستجرون معه مقابلة وهو طريح الفراش ايها الوحوش! أكل هذا من أجل رزمةٍ من المال... أقسم انكم لن تلجو إلى هنا حتى لو تجاذب الموجب والموجب و انتهت فطائر اللحم من الدنيا بأكملها"

بَلْسَمْ (رواية مثلية)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن