📚 لمحة عن كتاب - بنت الخياطة📚

76 5 1
                                    

📚المؤلف - جمانة حداد 📚
.
بنت الخياطة" ملحمةٌ عائلية عن نساءٍ ولدن قبل شعارات النسوية، وكنّ بطلاتها حتى وهنّ منكسرات: نساءٌ لم يجدن في أثدائهنّ حليبًا لإرضاع أطفالهن في شتات رحلة الآلام الأرمنية الفظيعة، نساءٌ اغتُصِبن لافتداء بناتهن، نساءٌ اجتهدن في الالتفاف على الحرب والجوع والفقر والذلّ.
.
نساءٌ في حلب، نساءٌ في عنتاب، نساءٌ في القدس وفي الشام وفي بيروت. نساءٌ من أزمنةٍ مختلفة بمصيرٍ واحد. نساءٌ هنّ ولائم هادئة وناضجة لوحش الوحدة، قبل أن ترمي بهنّ هذه الوحدة في حضن الموت الدافئ. أربعة أجيالٍ لنساءٍ من دمٍ واحد يسبح في بحيرة الألم. نساءٌ بكثيرٍ من القصص، بكثيرٍ من الحب، وبكثيرٍ من الموت.
.
من أجل كل هذه الصور المكثّفة والحكايات، شيّدت جمانة حداد نصّها بإحكام، مستخدمةً لغةً أدبية سلسة وكتابةً حسيّة بصرية في الدرجة الأولى، لكنها سمعية وشمّية تختلط فيها الأصوات بالألوان وبالروائح...
.
📚اقتباسات من الرواية📚
.
أنا سيرون الأرمنيّة، وكيلةُ الذلّ في الصحراء. ليس في ذاكرتي إلّا أعمارُ التيه والإهانة والانحلال والموت. ليس في جسدي إلّا رائحةُ المنيّ والمقابر والقيح والدم المتخثّر. أنا الجثّة التي ولدَت من جثّة: لمَن أسلّم رفاتي التي تتناسل في الأمكنة؟

أنا ميسان الفلسطينيّة، ابنة الأرض المذهّبة بالشمس، صاحبة العين التي تقاوم المخرز، لن أسلّم مفاتيح البيوت، ولن أغلق الشرفات، ولن أغادر، حتى أشهد العودة إلى الأرض.

أنا شيرين اللبنانيّة، أشرب خراب لبنان وآلامه، ليعود القمر يزهو فوق جباله، من دون أن يعتري لحمه الأبيض جرحٌ أو هوان.

أنا جميلة السوريّة، حارسة الوديعة، أرفع دمي في وجه الليل ليكون جمرةً تحرق يد القاتل. اردموا السماء عليَّ، اجعلوني تحت غيومٍ دائمة، ومدِّدوني في شرايين الماء لكي أنهمر.

أنا الأرمنيّة، الفلسطينيّة، اللبنانيّة، السوريّة. أنا الجدّة والأمّ والابنة والحفيدة. أنا الرحم المدوّدة، الدورة التي بدأت بالانتحار، وانتهت بالانتحار. كم من ميتات بعد عليّ أن أحصي، كم من حيواتٍ عليَّ أن أرثي قبل أن أستحقّ الضوء؟
.

عَالَمُ الكُتُبْ 📖 - 📚 Books World حيث تعيش القصص. اكتشف الآن