من كتاب " إغاثة اللهفان" لإبن القيم

76 7 0
                                    

حال القلوب إذا عرضت عليها الفتن قلب إذا عرضت عليه فتنة أشربها ، كما يشرب الإسفنج الماء ، فتنكت فيه نكتة سوداء ، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس وهو معنى ( كالكوز مجخياً ) أي مكبوباً منكوساً.

شبه سبحانه من لا يستجيب لرسوله بأصحاب القبور ، وهذا من أحسن التشبيه ، فإن أبدانهـم قبور لقلوبهم ، فقد ماتت قلوبهم وقُبرت في أبدانهم ، فقال تعالى (وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ )

كان النصارى أخص بالضلال لأنهم أمة جهل ، واليهود أخص بالغضب ، لأنهم أمة عناد

معنى قوله تعالى ( والعصر . إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا ..... ) أقسم سبحانه وتعالى بالدهر الذي هو زمن الأعمال الرابحة والخاسرة ، على أن كل واحد في خسر ، إلا من كمّل قوته العلمية بالإيمان بالله ، وقوته العملية بالعمل بطاعته ، فهذا كمال في نفسه ، ثم كمّل غيره بوصيته له بذلك ، وأمره إياه به ، وبملاك ذلك وهو الصبر ، فكمّل نفسه بالعلم النافع والعمل الصالح ، وكمّل غيره بتعليمه إياه ووصيته له بالصبر عليه

جمع في قوله في الحديث ( أسألك لذة النظر إلى وجهك ، وأسألك الشوق إلى لقائك ) جمع بين أطيب شيء في الدنيا ، وهو الشوق إلى لقائه سبحانه ، وأطيب شيء في الآخرة ، وهو النظر إلى وجهه سبحانه .

من أبلغ العذاب في الدنيا : تشتيت الشمل وتفرق القلوب ، وكون الفقر نُصب عيني العبد لا يفارقه ، ولولا سكرة عشاق الدنيا بحبها لاستغاثوا من هذا العذاب

محب الدنيا لا ينفك من ثلاث : همٍّ لازم ، وتعب دائم ، وحسرة لا تنقضي ، وذلك أن محبها لا ينال منها شيئاً إلا طمحت نفسه إلى ما فوقه كما في الحديث عن النبي : لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثاً . قال بعض السلف : من أحب الدنيا فليوطن نفسه على تحمل المصائب

القرآن شفاء لمرض الشهوات: بما فيه من الحكمة والموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب ، والتزهيد في الدنيا ، والترغيب في الآخرة ، والأمثال والقصص التي فيها أنواع العبر والاستبصار

عَالَمُ الكُتُبْ 📖 - 📚 Books World حيث تعيش القصص. اكتشف الآن