نعرض اليوم ملخص كتاب إدارة التوحش للكاتب أبي بكر ناجي الذي ناقش مستقبل العالم الإسلامي والساحات الثورية والجهادية على ضوء معطيات الماضي والحاضر ورؤية الكاتب المستقبلية.
وهو التأليف الذي جلب له اهتمام الباحثين على اختلاف أصولهم بما فيهم الأمريكيين حيث قام مركز مكافحة الإرهاب في كلية ويست بوينت العسكرية بترجمته إلى الإنجليزية بعنوان “إدارة الوحشية”، وتم توزيعه على المسؤولين في الدوائر السياسية للحكومة الأميركية وفي وزارة الدفاع.
وقد استهل الكاتب سفره بمقدمة بسط فيها واقع هذه الأمة وكيف أنها انقسمت إلى جماعات تبنت كل جماعة منهاجها الخاص بها في العمل للنهوض بالأمة من جديد وفق منظورها ورؤيتها، فعرّف الكاتب الجماعات البارزة في ساحات العمل في الأمة كالتالي:
- تيار السلفية الجهادية.
- تيار سلفية الصحوة الذي يرمز له سلمان العودة وسفر الحوالي.
-تيار الإخوان [الحركة الأم… التنظيم الدولي].
-تيار إخوان الترابي.
-تيار الجهاد الشعبي [مثل حركة حماس وجبهة تحرير مورو وغيرها].* دراسة ونقد :
ثم قدم الكاتب نقدًا لبرنامج كل جماعة ونقاط الضعف في استراتيجيتها في العمل الإسلامي مرجحًا الأفضل تقييمًا وتشخيصًا وتقديمًا من بين الجماعات وفق رؤيته.وبعد هذه المقدمة الناقدة يعرض الكاتب توطئة لدراسته الموسومة بـ [إدارة التوحش… أخطر مرحلة ستمر بها الأمة] والتي هي عبارة عن خطوط عريضة لا تعنى بالتفاصيل وإنما تترك التفاصيل لفريقين، فريق المتخصصين في الفنون التي تتحدث عنها الدراسة وفريق قيادات الواقع في مناطق إدارة التوحش، وعندما تأتي بعض التفاصيل في ثنايا الدراسة؛ فإنما تأتي لأهميتها أو كمثال لشحذ الذهن.
*أخطر مرحلة :
ويؤكد الكاتب أن إدارة التوحش هي المرحلة القادمة التي ستمر بها الأمة، وتُعد أخطر مرحلة فإذا نجحنا في إدارة هذا التوحش ستكون تلك المرحلة -بإذن الله- هي المعبر لدولة الإسلام المنتظرة منذ سقوط الخلافة، وإذا أخفقنا -أعاذنا الله من ذلك- لا يعني ذلك انتهاء الأمر ولكن هذا الإخفاق سيؤدي لمزيد من التوحش…!! حسب تعبيره.ويضيف الكاتب موضحًا بأن هذا المزيد من التوحش الذي قد ينتج عن الإخفاق لا يعني أنه أسـوأ مما هو عليه الوضع الآن أو من قبل في العقـد السـابق [التسعينات] وما قبله من العقود، بل إنَّ أفحش درجات التوحُّش هي أخفُّ من الاستقرار تحت نظام الكفر بدرجات.
* النظام الدولي :
دراسة الكاتب أبو بكر ناجي استهلت بمبحث تمهيدي فصّل فيه واقع النظام الذي يدير العالم منذ حقبة سايكس بيكو، وكيف أصبحت الحكومات التي وضعت على الدول الإسلامية المقسمة أصبحت تدور في فلك النظام العالمي الذي تمخض بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي كانت صورته المعلنة هيئة الأمم المتحدة وحقيقته قطبان (أمريكا وروسيا) هما عبارة عن دولتين يدخل تحت كل منهما معسكر من الدول الكبرى الحليفة ويتبع كل قطب عشرات من الدول التابعة.
