يقال أن الكتاب خير صديق، والقراءة غذاء الروح، وهما بالفعل كذلك. فلا يوجد على الإطلاق شخص يعيش حياته وسط القراءة، إلاّ وتجده يمتلك عقلية فذّة تستطيع محاورتك في كافة الأمور دون تعصب هكذا يُهذب العقل بالقراءة.
“عندما تصبح المكتبة في البيت ضرورة كالطاولة والسرير والكرسي والمطبخ، عندئذ يمكن القول بأننا أصبحنا قوماً متحضرين” – ميخائيل نعيمة.
* الثلاثية – نجيب محفوظ :
الترشيح الأول جاء من نبض الأدب العربي، لواحدة من أفضل الأعمال الروائية التي كُتبت في القرن العشرين، والتي حصد بعدها نجيب محفوظ جائزة نوبل في الأدب بعد ترجمتها. تعرف باسم ثلاثية القاهرة، فهي تتكون من ثلاثة أجراء: (بين القصرين – قصر الشوق – السكرية).
تقدم الثلاثية الواقع المصري من خلال تجسيد الحارة المصرية -الذي لم يختلف كثيراً- في صورة ولا أروع من خلال تعاقب ثلاثة أجيال والتفاعل بينهما في أحداث واقعية أثناء فترة الاحتلال الإنجليزي لمصر، فالسيد أحمد عبد الجواد (سي السيد) رجل يجمع بين القوة والعظمة، يهابه الجميع داخل الأسرة وله أسمه في سوق حي الحسين، وزوجته أمينة المطيعة التي تحافظ على قوانينه بداخل المنزل ولا ترفض له أي طلب مهما كان وما يسعها إلا أن تقول “أمرك يا سي السيد” حتى لو كان الطلب يقلق راحتها الشخصية. وأولاده الخمسة فهمي وياسين وكمال وخديجة وعائشة تدور حولهم أحداث واقعية كلاً حسب شخصيته التي رسمها محفوظ من أرض الواقع.
* حي بن يقظان – ابن طفيل :
حي بن يقظان هي تحفة فنية تغوص في أعماق الفكر والفلسفة حيث يقدم ابن طفيل حكاية فلسفية حول الإنسان وعلاقته بالكون، فقط من خلال التأمل والتفكير للوصل إلى استنتاجات والحقائق الموجود به. فحي بن يقظان شخص قد نشأ وحيداً في جزيرة خالية من البشر بعد أن وضعته أمه في قارب صغير وصل به إلى تلك الجزيرة. نشأ الفتى في الجزيرة بعد أن عثرت عليه ظبية أضعته واعتنت به حتى كبر الفتى ويلقى نفسه أمام موقف موت الظبية تلك التي كان يعتقد بأنها أمه، فيقرر أن يشق بطنها ويحاول إيجاد المرض أو العلة التي جعلتها تفقد جميع حواسها.