📚 المؤلف - أدهم شرقاوي 📚
.
هي رواية تحكي قصة حب في زمن الحرب؛ فطالما زجّ النّاس "الراء" بين الحاء والباء فانتقلنا من أجمل ما عرفه الإنسان _وهو الحب_ إلى أسوأ ما عرفه، وهي الحرب"، بهذا يستهل الكاتب الفلسطيني أدهم شرقاوي حديثه لمراسلة "فلسطين"، الذي دار عن روايته "نبض" التي صدرت حديثًا، ويمكنك _عزيزي القارئ_ أن تطلع على بعضٍ من مقتطفاتها التي سنوردها في السياق. تقع الرواية في أربعة فصول، في فصلها الأول يحكي عن الحرب ومآسيها، ويسردُ لحروب ماضية لم يتعلم النّاس دروسها، ويمزجُ بين الماضي والحاضر، عن ذلك يقول "قس بن ساعدة" (وهو الااسم "المستعار" المعروف به الكاتب): "حاولت أن أقنع القارئ برؤيتي، وهي أن الحرب وأسبابها ومشعليها هي نفسها في كل زمن، ولكن المقاتلين يتغيّرون". ويبدو متحفزًا وهو يشرح عن تفاصيل "نبض": "في الفصل الثاني أتعرّضُ لقضايا اجتماعيّة معينة، مثل محاولة تفسير الجنون وتبيان الشعرة الرفيعة بينه وبين العبقرية، وانتقاد ظاهرة مأسسة الدين وتحويله من دعوة إلى وظيفة، وفي الفصل الثالث أسردُ اللقاء بين الراوي ونبض، وهو فصل غزليّ بامتياز يحكي نشوء علاقة الحب بينهما، في الفصل الرابع أحكي عن موت نبض، وكان من الضروري أن أقتلها لأوصل رسالتين: الأولى أنّه حتى تحت فوهات البنادق هناك متسع للحب، والثانية أن كل من يخوض الحرب خاسر لا محالة، المنتصر والمهزوم على السواء، فحين ننتصر في الحرب سنجدنا مهزومين بإنسانيتنا، وهذه خسارة فادحة لا يمكن للنصر ترميمها". ويشير إلى أن الرواية ليست مستوحاة من قصة حقيقية، وإن كانت تُحاكي بالرمز واقع الربيع العربيّ، "فهي تصوّر حربًا أهلية، صراعًا بين العبيد والأحرار في حلبة الوطن". ويعد قس بن ساعدة الرواية تجربة كتابية انقلبَ فيها على نفسه كونها تجربته الروائيّة الأولى، فهي _لا شك_ مغايرة في الأسلوب والمضمون لما كان الحال عليه في إصداراته السبع السابقة.
.
📚 اقتباسات 📚
.
الآنَ يا نبض أجدُ اللحظة مُؤاتيةً لأرتكبَ خیانتِي الأولى لكِ!
قرّرتُ أخيراً أن أكتبكِ !
بعضُ النّساء نخونهنّ إذ نكتبهنّ یا نبض ...
فتحویل امرأةٍ مثلكِ إلى لغة يُعتبرُ خيانةً من زاويةٍ ما ...
أنوثتكِ الطاغية أكبر من أن تُحشر في سطرٍ ، أو تُعتقل بنقطة!
ولكنّي لم أعد قادراً على حبسكِ داخلي أكثر ...
فأنتِ في قلبي كعبوّة موقوتة ضبطها مجنون إن لم أُخرجها لا أعرفُ متى تنفجرُ وتطيحُ بي !
إنّي بهذا المعنى أحاولُ أن أتخلّصَ منكِ ...
أرأيتِ ؟ في الأمر خيانة يا نبض !
ولكنّك تعرفين أنّي أجبنُ من أن أحاولَ التّخلصَ منكِ ...
لأني أخشى إن تخلّصتُ منكِ أن لا يبقى منّي شيءٌ يا أنا !
إنّي وبعد كل ما حدث أُحاُول أن أقفَ على الحِّد الفاصِلِ بيني وبينكِ ...
وليس غير الكتابةِ سبيلي !
أعرفُ يا نبض أنّي إذ أكتُبكِ أحمّلُ اللغة فوق ما تستطيع ...
الليلُ في عينيكِ أكبر من قدرة اللغة ، وهذا السّوادُ كلّه يُعاش ولا يُحکی!
والكحلُ في جفنيكِ أوسعُ من مساحة الكلام ، والغمازة التي ترتسم على خدّك الأيمن حين تبتسمين تُصيب اللغة بارتباك تام
ولكنّها فكرة تستحق العناء ...
فكان اللهُ في عون لغةٍ أريدُ منها أن تصير أنتِ
.