هيا نشتر شاعرًا
أفونسو كروش، ترجمة عبد الجليل العربي
دار مسكيلياني، 2017
بقدر ما في هذه الرواية من سخرية قاسية على فكرة المجتمع الذي يعيش دون فن، بقدر رومانسيتها في تقديم الشعر كقيمة مضافة إلى الأسرة «كممثل للمجتمع»، لكن هذه السخرية وهذه الرومانسية تتناغمان معًا في عمل شديد السلاسة والتدفق. رواية صغيرة الحجم تمنح الشعر كامل قوته في خلق اللغة، وإثرائها بخياله الجمالي.
تبدو فكرة «الشعر يحفظ العالم» مغرية تمامًا للقراءة، أما فكرة الشاعر الذي أرادت أن تشتريه بنت صغيرة من السوق؛ لأنه لا يترك أوساخًا مثل الرسامين والنحاتين، ستدفعك حتمًا إلى البحث عن الرواية لتعرف كيف تنتهي.
لماذا أنا لستُ بنسويّة: مانيفيستو نسويّ
جيسّا كرِسْبِن
مِلْفِل هاوس، 2017 (بالإنجليزيّة)
فقدت النسويّة جوهرها الثوريّ؛ صارت مجرّد وسم على سلعة يراد تسويقها جماهيريًّا، نوعٌ من التكيّف مع النظام القمعيّ القائم، شكل من أشكال الدعوة إلى قبول المزيد من النساء بامتيازات القامعين، لا دعوة لإنهاء القمع نفسه، لهذا تُعلن جيسّا كرِسْبِن في كتابها الغاضب أنّها لم تعد تنتمي للنسويّة؛ على الأقل تلك النسويّة العالمية (Universal)، الملائمة للجميع، المقبولة من الجميع، الفاقدة لأسنانها، وجوهرها الثوريّ الراديكاليّ.
«لا يمكن أن أعتبر نفسي جزءًا من نسويّة تركّز بشكل معتوه على ’تمكين الذات‘، وتتضمّن أهدافها لا التدمير الشامل للثّقافة الشركاتيّة (corporate culture)، بل نسبة أعلى من المدراء التنفيذيّين وضبّاط الجيش النساء». تم إحتواء التيّار النسويّ داخل التيّار العام (mainstream)، وصار اعتذاريًّا بعد أن كان نضاليًّا، نسي أن التّغيير يأتي من الجذور، من إسقاط المجتمع البطرياركي، مجتمع الاستغلال واللامساواة، لا من خلال تبنّي قيم هذا المجتمع، واستيعاب النسويّين والنسويّات داخلها. يبيّن الكتاب أن المشكلة هي مع «النظام»، وقيم النظام، لا عن حجم المساواة داخل النظام، فمثل هذه الأخيرة ليست مساواة حقًّا، بل هي إعادة تدوير للهيمنة والظلم.