كتاب البداية والنهاية ، لكاتبه العالم الكبير ابن كثير ، واحد من أهم كتب التاريخ الموسوعية ، وفي هذا الكتاب فإن ابن كثير يبدأ باستعراض بداية خلق السماوات والأرض ، ثم ينتقل إلى خلق الملائكة ، ومن ثم خلق ادم عليه السلام ، ثم جميع قصص الأنبياء ، ويقول ابن كثير واصفًا ذلك الكتاب العظيم : “فهذا الكتاب أذكر فيه بعون الله وحسن توفيقه ما يسره الله تعالى بحوله وقوته من ذكر مبدأ المخلوقات : من خلق العرش والكرسي والسماوات ، والأرضين ، وقصص النبيين ، حتى تنتهي النبوة إلى أيام نبينا محمد صلوات الله وسلامه عليه “.
أجمل اقتباسات كتاب البداية والنهاية :
ويقدم ابن كثير الكتاب في واحد وعشرين جزء ، ويبدأ في اجزاءه الثلاثة الأولى بخلق السماوات والأرض وخلق آدم والأنبياء ، ثم ينتقل في بداية الجزء الرابع ببداية هجرة الرسول ، وبداية التقويم الهجري ، ليسمي جميع الأجزاء التي تليه ، بالأعوام التي يتناول أحداثها ، ونستعرض في هذا المقال مجموعة من أجمل اقتباسات الكتاب
- في صفة قوة جبريل عليه السلام يقول ابن كثير في الكتاب: كان من شدة قوته أنه رفع مدائن قوم لوط وكنّ سبعاً ، بمن فيها من الأمم ، وكانوا قريباً من أربعمائة ألف وما معهم من الدواب والحيوانات ، وما لتلك المدن من الأراضي والعمارات وغير ذلك . رفع ذلك كله على طرف جناحه حتى بلغ بهن عنان السماء ، حتى سمعت الملائكة نباح الكلاب وصياح ديكتهم ثم قلبها فهذا هو شديد القوى.
– قال سفيان بن حسين : ” ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية ، فنظر في وجهي ، وقال أغزوت الروم؟ قلت : لا ، قال: فالسند والهند والترك؟ قلت: لا ، قال: أتسلم منك الروم والسند والهند والترك ، ولم يسلم منك أخوك المسلم؟! قال: فلم أعد بعدها ”
–في وصف (عمر بن الخطاب) رضي الله عنه قال : ” كان رضي الله عنه رجلًا طوالًا أصلع ، أعسر أيسر ، أحور العينين ، آدم اللون ، وقيل : كان أبيض شديد البياض تعلوه حمرة ، أشنب الأسنان ، وكان يصفر لحيته ، ويرجل رأسه بالحناء .”
– ورسول الله صل الله عليه وسلم أعظم جاها وأجل منصبا وأعلى قدرا من يوشع بن نون ، بل من سائر الانبياء على الاطلاق ولكن لا نقول إلا ما صح عندنا [ عنه ] ولا نسند إليه ما ليس بصحيح ، ولو صح لكنا من أول القائلين به ، والمعتقدين له وبالله المستعان.
– وأما الخلفاء الفاطميون الذين كانوا بالديار المصرية ، فإن أكثر العلماء على أنهم أدعياء وعلي بن أبي طالب ليس من أهل البيت ، ومع هذا لم يتم له الامر كما كان للخلفاء الثلاثة قبله ، ولا اتسعت يده في البلاد كلها ، ثم تنكدت عليه الامور ، وأما ابنه الحسن رضي الله عنه فإنه لما جاء في جيوشه ، وتصافي هو وأهل الشام ، ورأى أن المصلحة في ترك الخلافة ، تركها لله عز وجل ، وصيانة لدماء المسلمين ، أثابه الله ورضي عنه .
– وروى ابن جرير عن الضحاك بن مزاحم ، وغيره أن أسماء الايام الستة ” أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ” وحكى ابن جرير في أول الايام ثلاثة أقوال ، فروى عن محمد بن اسحاق أنه قال ” يقول أهل التوراة ابتدأ الله الخلق يوم الاحد ، ويقول أهل الانجيل: ابتدأ الله الخلق يوم الاثنين ، ونقول نحن المسلمون فيما انتهى إلينا عن رسول الله صل الله عليه وسلم ابتدأ الله الخلق يوم السبت ” وهذا القول الذي حكاه ابن اسحاق عن المسلمين مال إليه طائفة من الفقهاء من الشافعية ، وغيرهم.