الحلقة الرابعة والعشرون

469 21 11
                                    

مشفي اوبروي
غرفة احد المرضي
كان يقف مع المتدربين في غرفة احدي المرضي والتي تعاني من تورم قدميها ، تركهم مع المريض لبعض دقائق حتي يري كيف سيصلون الي معرفة حقيقة مرضها ، وما ان انتهوا اقترب منهم وامامه المريض ...
عاطف : دلوقتي عايز اعرف منكم بعد ما فحصتم المريض وشوفتم الورم اللي في رجله وكمان عنده حبوب صفراء ، ها حد فيكم قدر يعرف المريض دا بيعاني من انهي مرض ...
لينظروا الي بعضهم ويصمتون للحظات قبل ان يبدوا في الاجابة علي سؤاله ...
ماهيرا : ممكن الورم دا يكون نتيجة وقوفه لفترات طويلة او المشي لمسافات طويلة ...
عاطف : انا سبق وقولتلكم انه بيتعب من اقل مجهود ، فاكيد لا هيقدر يقف لفترات طويلة ولا هيقدر يمشي مسافات طويلة ، بارون ...
بارون : يعني لو المريض دا كان واحدة ست كنت قولت ان الورم دا نتيجة الحمل ...
ليضحك الجميع ...
عاطف "بغيظ" : بس للاسف المريض راجل مش ست واكيد مفيش راجل هيبقي حامل ...
ليضرب بارون مؤخرة راسه بيده ...
بارون : اسف ...
لينظر اليه ثم لباقي المتدربين ...
عاطف : غيره ...
ماسة : الادوية ، يعني فيه ادوية كتيرة بيكون ليها اثار جانبية ، زي مثلا احتباس الماء تحت الجلد ودا بيسبب الورم ...
ليزفر بقوة ...
عاطف : اعتقد اني سيبتكم وقت كافي مع المريض عشان تعرفوا تاريخه المرضي وتعرفوا اذا كان بياخد ادوية ممكن تسبب الورم والا لا ، غيره ...
ماهيرا : ممكن يكون عنده مرض من الامراض اللي بتسبب الورم في اي جزء من اجزاء الجسم ، يعني ممكن يكون عنده مرض في الكبد او الكلي ...
عاطف : كلامك صح بس انتي برضو ما حددتيش ايه المرض اللي عنده بالضبط ...
كريم : ممكن يكون عنده التهاب موضوعي او عام هو اللي سببله الورم دا ...
ليزفر بقوة وهو يمرر اصابعه بين خصلات شعره وعلامات التعب والارهاق واضحة عليه خاصتا وهو منذ الصباح قد قام باجراء ثلاث عمليات دون ان ينال اي فسط من الراحة ...
عاطف : بجد مش عارف اقولكم ايه ، انا حاسس زي ما اكون واقف في مدرج وكل واحد فيكم بيقولي سبب ورم الرجلين ، ايه يا دكاترة ، انا عايز اسمع تشخيص كل واحد فيكم للحالة ...
ماسة : ما احنا يا دكتور سألنه كل الاسئلة وفكرنا في ايه ممكن يكون السبب وراء الورم دا يعني احنا ما قصرناش ...
عاطف : لا قصرتم يا دكتورة ، لان انا اديتكم دليل يخليكم توصلوا للتشخيص الصح بس للاسف ولا واحد منكم فكر فيه ...
ماهيرا : دليل ...
بارون : ايه هو ...
عاطف : البقع او الحبوب الصفراء اللي في رجل المريض ...
كريم "بسخرية" : لا دا يتعرض علي دكتور جلدية ...
لينظر اليه نظرة جعلته يبتلع كلماته ويصمت ...
عاطف : الجراح الصح ما بيسيبش اي ملاحظة بيلاحظها وهو بيفحص المريض ، البقع دا دليل كان لازم تنتبهوله لانه كان هيعرفكم المريض دا بيعاني من ايه بالضبط ...
ماسة : البقع دي دليل علي ان المريض بيعاني من مرض جيني اللي هو اختلال مستوي الكوليسترول في الدم ، صح ...
لينظر اليها بانبهار ، فلم يكن يتوقع ان تعرف سبب تلك البقع بهذه السرعة ...
عاطف : صح يا دكتورة ، فعلا البقع الصفراء دا نتيجة اختلال نسبة الكوليسترول في الدم ودا بيعيق حركة الدم في الشرايين ودا بيأدي ان الدم مش بيوصل بشكل سليم لعضلة القلب ، عرفتوا المريض بيعاني من ايه ...
ليومئوا اليه جميعا ، لينظر الي ماسة ...
عاطف : برافو عليكي يا دكتورة ، انتي فعلا هتبقي جراحة شاطرة ...
لتبتسم له ، لتجذبه ابتسامتها البريئة ...
لحظات مرت عليه حتي انتبه ما ان سمع الاذاعة الداخلية تطالبه بالذهاب الي قسم الرعاية المركزة للضرورة ، ليتذكر المريض الذي اجري له الجراحة الاخيرة ليركض بسرعة الي هناك ...
مبني المخابرات
قاعة التدريب
ما ان انتهي التدريب حتي اتجه الشباب الي الحمامات الخاصة بالرجال والفتيات الي الحمامات الخاصة بهن حتي يتحممون ويبدلون ملابسهم ، اما ادهم فظل في قاعة التدريب ليكمل هو تدريباته ، فقد كان يريد ان يعيد ترتيب افكاره خاصتا بعد جملة اومشيف التي همس له بها قبل ان يغادر ، ولكن مع كل محاولاته الا ان لحظات قربه من لارا كانت هي المسيطرة علي افكاره ، ليجد نفسه يتذكر كل حركة قامت بها وكل هجوم قامت به ، ليغمض عيناه وهو يتذكر قربها الشديد منه عندما كانت تحاول ان تخنقه ، لتبدأ انفاسه في التثاقل ولكنه زفر هذه الانفاس بسرعة وهو يلوم ويعاتب نفسه ...
نفسه : ايه الهبل دا ، اهدي وما تنساش انها بنت صاحبك اللي حطها أمانة بين ايديك ...
ادهم : عارف بس ...
نفسه : بس ايه ، فوق لنفسك ، كل اللي عملته معاك دا عشان توصلك انها رافضاك ،افهم بقي ...
ادهم : بس لما شيلتها وحطيتها علي الارض عينيها كانت فيها نظرةغريبة ، نظرة بتحاول توصلي بيها حاجة ...
نفسه : دا انت اللي غريب ، فوق يا ادهم وما تعيش في الاوهام ، لارا صغيرة ، ما تنساش فرق السن الكبير بينكم وما تنساش برضو وقفة جدها وخالها وابوها جنبك واحتضانهم ليك ، فوق يا ادهم واعرف حدودك وبلاش تتخطاها ...
لياخذ نفسا عميق ...
ادهم : فعلا انا لازم اعرف حدودي كويس وما اتخطهاش ...
لينظر حوله ليكتشف انه لحاله وليس معه احد ، ليمسك بمنشفته ويتجه الي حمامات الرجال ليستحم ويبدل ملابسه ...
داخل حمام الرجال
 ما ان دلف حتي اكتشف انه لا يوجد احدا غيره ، اخذ نفسا طويل وخلع ملابسه ودلف الي مكان الاستحمام وما ان فتح الماء حتي شعر بوجود احدا يقف خلفه ، ما ان التفت حتي وجدها تقف امامه ولا يفصلهما غير نصف حائط يداري نصفه السفلي ...
التفت ليواجهها بظهره ...
ادهم : واضح انك مجنونة بجد ، ووجودك هنا غلط ...
لارا : مش مهم ، غلط والا مش غلط مش دا اللي جيت اتكلم معاك فيه ...
ادهم : والكلام اللي عايزة تقوليه دا ما كانش ينفع يتأجل لحد ما اخلص شاور واروح مكتبي ...
لارا : لا ، ودلوقتي انا هتكلم وانت هتسمعني ...
التفت اليها ...
ادهم : قولي الكلمتين اللي محشورين في زورك وخلصينا ...
لارا "بحدة" : اسمعني كويس واعتبر اللي هقوله دا تحذير ليك ...
ادهم "بسخرية" : انتي هتحذريني انا ...
لارا "بحدة" : احذرك انت واللي يتشددلك كمان ، اسمع اوعي تفتكر ان انا لارا البنت مكسورة الجناح اللي بتسمع الكلام وتقول حاضر وطيب وتمام ...
ليبتسم لانه يعلمها جيدا ، فقد كانت عيناه رفيقتها في كل ما تفعله ، لقد حفظها واصبح يعلمها جيدا ويعلم طريقة تفكيرها ...
لارا "بحدة" : انت بتضحك علي ايه ، انا بكلمك علي فكرة ...
ليدير لها ظهره متجاهلا اياها ، ليغلق صنبور المياة ليلف المنشفة حول خصره ليخرج ويمر بجوارها دون ان يعيرها اي انتباه ...
ليتفاجئ بها تمسك به من ذراعه لتوقفه ...
ادار راسه ونظر الي يدها الممسكة بذراعه ثم اليها ...
ادهم "بهدوء" : ايه دا ...
لارا : لما بكون بكلمك ما تتجاهلنيش وتمشي ...
ادهم : هو انا ممكن اعرف اللي جوا دماغك دا عقل زي اللي عندنا والا طبق مهلبية ...
لارا : افندم ...
ادهم : ما هو انا مستغرب ازاي ما فكرتيش ولو للحظة واحدة قبل ما تدخلي هنا ، لو حد شافك معايا هنا وانا بمنظري دا ، تفتكري هيفكروا فينا ازاي ...
لتنظر اليه باعين ضيقة وبتسرع كعادتها ...
لارا : مش مهم ...
ادهم "بحدة" : هو ايه اللي مش مهم ، سمعتك مش مهمة ، سمعة ابوكي وخالك ، كل دا مش مهم ، طب سمعتي انا ، انتي ايه ما بتفكريش خالص ، التهور له حدود يا لارا ، وبعدين ايه الكلام المهم اوي واللي ما ينفعش يتأجل لحد ما اغير هدومي وارجع مكتبي ، ها ...
لارا "بحدة" : اسمع انا ابويا عارفني كويس اوي ولا يمكن يشك فيا ، انا لارا مالهوترا بنت ناكول مالهوترا وحفيدة شيفاي اوبروي ، يعني مفيش مخلوق يقدر يشكك في اخلاقي ، واللي عايزة اقولهولك ان انا مش زي باقي فريقك ، انا مدربة علي ايد امهر تلاتة في جهاز المخابرات ، الفهد اومكارا اوبروي ، التعلب اومكارا شيفاي اوبروي ، والذئب ناكول مالهوترا ، يعني انا مش محتاجة تدريب وانت عارف دا كويس ...
وبحركة سريعة حرر ذراعه من قبضتها واتجه حتي يرتدي ملابسه ، ليحدثها بنبرة ساخرة ...
ادهم "ساخرا" : فعلا عارف والدليل انك ما قدرتيش توجهيلي ضربة واحدة ، بس عارفة انتي صح ، انتي مش زي فريقي لان فريقي مستواه اعلي منك بمراحل ...
لتذهب خلفه لتمسك بذراعه بقوة غارستا اظافرها فيه ...
لارا : بطل استفزاز ...
ادهم : هو اللي يواجهك بحقيقتك يبقي بيستفزك ، انتي فعلا ماقدرتيش توجهيلي اي ضربة يبقي فين تدريبات اللي بتتكلمي عنهم دول ...
في تلك اللحظة كان غضبها قد تملك منها بقوة لتحاول ان تضرب وجهه بقبضة يدها (لوكمية) الا انه تفاداها ببراعة ليمسك ذراعها بقبضة يده ليديره خلف ظهرها ، ويهمس وهو بالقرب الشديد منها ...
ادهم : بلاش تتحديني عشان صدقيني كل مرة هتتحديني فيها انتي اللي هتخسري ...
لتدير جسدها بسرعة لتتحرر من قبضته وقبل ان تتفوة باي كلمة اخري ...
ادهم "بحدة" : اطلعي برا والا تحبي تتفرجي عليا وانا بغير هدومي ، "ليهدأ من حدة صوته" ، لو تحبي انا ماعنديش مانع ...
ليغمز لها ...
لتنظر اليه لاحتقار وتتركه وترحل صافعتا الباب خلفها بقوة ...
ادهم : مجنونة ...
ليبتسم علي مجنونته ويتجه ليرتدي ملابسه ...
شركة اريان
مكتب مايرا
كانت تجلس علي مكتبها ومتأففتا فهي لا تصدق انها بالفعل قد استسلمت الي ما يريده ...
مايرا "بغضب" : اااااااااه ، انا مصدقة اللي عملته في نفسي ، ازاي سيبته يتحكم فيا بالشكل دا ، بس انا مش هسكتلك يا ابن اوبروي وهتشوف مايرا هتعمل ايه فيك ، ان ما خليتك تقول حقي برقبتي ، هتشوف ...
فيديا : ايه يا بنتي انتي اتجننتي والا ايه ...
مايرا : وهو اللي يشتغل مع الحيوان اللي قاعد جوا دا عقله هيفضل سليم ، لازم يتجنن ...
فيديا : طب اهدي بس وبعدين ايه اللي انتي لبساه دا ...
مايرا : لابسة ايه ، بنطلون ...
فيديا : ما انا عارفة انه بنطلون ، انا اول مرة اشوفك لابسة بنطلون في الشركة ...
لتنظر اليها بقلة حيلة وهي تتذكر ما فعله معها اليوم عندما رائها تدلف الي الشركة وهي ترتدي نفس الجيب الذي حذرها من ارتدائه الا ان تصميمها علي عناده هي فقط من دفعت ثمنه ...
فلاش باك
كان يترجل من سيارته عندما وقعت عيناه عليها وهي تترجل من ذلك التاكسي ...
وما ان وقعت عيناه علي ما ترتديه ...
اريان : القطة عايزة تلاعبني ، وانا بموت في اللعب مع القطط الشرسة ...
ليبتسم بمكر ويقترب ليقف امامها ...
اريان : شايف ان كلامي ما اتسمعش ...
لتنظر اليه وتزفر بقوة ...
مايرا : يا فتاح يا عليم عالصبح ، هم بيطلعوا امتي ...
اريان "ببرود" : بيطلعوا من اي حته وفي اي وقت ...
مايرا : طب يا ظريف ، وسع بقي خليني الحق اطلع قبل ما الطاووس اللي نافش ريشه علي الغلابة اللي زيي يسبقني ...
ليدنوا براسه منها ...
اريان : قولتلك قبل كدا لمي لسانك دا بدل ما اقطعهولك ...
لتبتلع ريقها بقوة ...
مايرا : طب ابعد لو سمحت عشان ...
اريان "بمكر" : عشان ايه يا قطة ...
مايرا "ضاربتا الارض بقدمها كالاطفال" : قولتلك ما تقوليش يا قطة دي ، بتعصبني ...
اريان : وهو المطلوب ...
لتنظر اليه بضيق ...
ليبعد راسه عنها وينظر اليها من اعلي لاسفل ...
مايرا : انت بتبصلي كدا ليه ...
اريان : الجيب ...
لتنظر الي ما ترتديه ثم اليه ...
مايرا : مالو الجيب ...
اريان : يتغير ...
مايرا : اسفة ، دا لبس الشغل ومش هغيره ...
اريان "بمكر" : غيريها بمزاجك بل ما تغيريه غصب عنك ...
مايرا : لسة ما اتخلقش اللي يخليني اعمل حاجة غصب عني ...
اريان : بجد ...
مايرا : اه ...
لتتخطاه وتبدأ في السير باتجاه باب الشركة ، وما كادت ان تقترب والا بها تقف فجأة وجسدها متصلب شاهقتا بقوة ما ان وجدت ماء مثلجاً لونه احمر يسكب عليها ...
نظرت علي نفسها لتتفاجئ بأن ملابسها اصبحت مصبوغة باللون الاحمر ، لترفع عيناه لتنظر اليه لتجده يقف وابتسامة النصر تملئ وجهه ...
اريان "وهو يلف حولها" : تؤ تؤ تؤ ، شوفتي ، لبسك كله باظ ، تؤ تؤ ، كدا لازم تغيريه ...
مايرا "وهي تجز علي اسنانها" : انت اللي عملت كدا ، صح ، بوظتلي لبسي ...
اريان : شاطرة ، اعملك ايه وانتي مصممة تعانديني ، وانا اللي يعاندني يستاهل اللي يحصله ...
مايرا : تقوم تبوظلي هدومي ، قولي انا هطلع ازاي بمنظري دا ...
اريان "بلا مبالاة" : مشكلتك وانتي اللي المفروض تحليها مش انا ، ساعة واشوفك علي مكتبك ...
ليتركها ويدلف الي داخل الشركة بينما ظلت هي مكانها تسبه وتلعنه في راسها ...
لتنظر الي نفسها مرة اخري ...
مايرا : امري لله ، هرجع البيت اغير هدومي وارجع تاني ...
اريان : يا ريت ما تلبسيش جيب تاني عشان لو شوفتك بيها ما اضمنش اللي هعمله المرادي هيكون ايه ...
لتنظر باتجاه الصوت لتجده يطل براسه من عند الباب ، ليغمز لها ويدلف للداخل تاركا اياها تحترق غضبا ، لتركب تاكسي اخري حتي تعود الي منزلها لتبدل ملابسها ...
باك
لتنتبه علي صوت فيديا ...
فيديا : ايه يا بنتي ، روحتي فين ...
مايرا "بغيظ" : اسكتي يا فيديا انا مش نقصاكي ...
فيديا : لا مش هسكت الا لما افهم سر لبسك للبنطلون ...
لتزفر بقوة ...
مايرا : مفيش ، الجيب كانت قصيرة وضيقة فعشان كدا لبست البنطلون ، ارتاحتي ...
فيديا "ضاحكتا" : ضيقة وقصيرة ، ودا من امتي دا ، ههههههه ، انا مش عارفة ايه اللي حصلك الايام دي ...
مايرا "بسخرية" : لوعايزة تعرفي سبب التغيير تقدري تسألي البيه اللي قاعد جوا دا ...
لتشير الي مكتب اريان ...
لترفع فيديا حاجبيها وهي تعتدل في جلستها ...
فيديا : لا ثواني افهم ، ايه علاقة المز اللي قاعد جوا دا بكلامنا ...
مايرا : ما هو المز بتاعك دا هو اللي قالي مالبسش الجيب تاني وقال ايه الجيب بتاعتي ما تنفعش لمكان شغل ...
فيديا "مستغربتا" : انتي بتهزري ، صح ...
مايرا : وانا ههزر في حاجة زي دي ليه ...
فيديا : غريبة ، طب ما احنا كلنا بنلبس نفس اللبس اللي انتي بتلبسيه ، اشمعني علق علي لبسك انتي بس ...
مايرا "بحدة" : وانتي بتسأليني انا ليه ، ما تدخلي تسأليه هو ...
ليسود الصمت لحظات قبل ان تضربها فيديا في ذراعها بخفة وهي تغمز لها وتهمس لها ...
فيديا : الظاهر الفأر دخل المصيدة وبيغير عليكي يا عسل انتي ...
لتتجمد مكانها وهي تنظر الي صديقتها وعلامات الدهشة والصدمة تملئ وجهها ...
مايرا : فيديا قومي من قدامي قبل ما افقد اعصابي عليكي ...
فيديا "ضاحكتا" : معلش يا حبيبتي ، هي الصدمة تعمل اكتر من كدا ، بس صدقيني انا بتكلم بجد و ...
مايرا "مقاطعتا بحدة" : براااااااااااااااا ...
لتنتفض فيديا من مكانها وتركض الي الخارج بينما جلست مايرا تفكر فيما سمعته من فيديا ...
مايرا : انا اكيد اتجننت لو فكرت في الهبل اللي قالته المخبولة دي ...
لتنفض تلك الافكار من راسها وتعود الي عملها ....  
قصر اوبروي
غرفة شيفيكا
كان يجلس بهدوء علي فراشه عاري الصدر كعادته ولكن من يراه لا يمكن ان يقول ان هذا الرجل قد تخطي الستون عاما فعضلات صدره لازالت بصلابتها والتي هي دليل علي ان الزمن قد أبي ان يترك بصمته علي هذا الرجل ...
كان ينظر الي تلك الصورة التي جمعتهما سويا لاول مرة علي يخت حبهما "عشقي" ، كان يمرر اصابعه علي ملامحها التي لم تتغير ابدا ، فتلك الجنية التي اختطفت قلبه منذ اول وهلة وقعت عيناه عليها ليصبح عقله وقلبه وروحه ملكا لها تفعل بهم ما يحلو لها ، حتي في لحظات خوفها منه ...
شيفاي : عمري ما تمنيت ست تكون في حياتي ، جيتي انتي وخطفتيني ، لقيت كل ذرة فيا بتناديكي ، انتي عشقي اللي امتلكته ، انتي اللي اتمنتها والتهمتها ، كنت حديد وانتي لينتيه ، كنت قاسي ومعاكي بقيت حنين ، كان الكل بيهابني وقصادك انتي اتخليت عن هيبتي ورجعت طفل بين احضان امه ، كنت قانون ماحدش يقدر عليه لكن معاكي انتي لغيتي كل قوانيني وشكلتي قانوني بايديكي ، بحبك يا عشقي وهفضل ادعي ربنا واشكره انه هداكي ليا ...
لينتبه علي يديها الناعمة وهي تحاوط رقبته وشفاها الرقيقة تطبع قبلة رقيقة علي خده ...
شيفاي : انيكا ، انتي دخلتي امتي ...
انيكا "وهي تضع راسها علي صدره" : من كتيررررررررر ...
شيفاي : ازاي ما حستش بيكي ...
انيكا : ما انت معذور يا شيفي ، ازاي هتحس بيا وانت مشغول بيا عني ...
ليبتسم وهو يقبل راسها ، ليرفعها بذراعه ليجلسها علي ساقه ويضمها الي حضنه بقوة ...
شيفاي : عمر ما حد غيرك يقدر يشغلني عنك ...
انيكا : حتي بعد ما كبرت وعجزت ...
شيفاي : مين دي اللي كبرت وعجزت ، دا انتي حتي اصغر من حفيداتك ، وحتي لو عجزتي وبقيتي مكحكحة ، هتفضلي في نظري البنوتة اللي شوفتها قاعدة في ريسيبشن الشركة مع عم فردان وخطفت قلبي قبل عينيا ...  
انيكا "وهي تنظر الي عيناه بينما يدها تتحرك بهدوء وراحة علي صدره هامستا بحرارة" : تعرف انك واحشتني اوي ...
ليبتسم بمكر ...
شيفاي : بس انتي ما واحشتنيش ...
لتفتح عيناها بقوة وقبل ان تتفوة بكلمة جذبها من خصرها ليصبح صدرها مواجها لصدره ، لتحاوط رقبته بيديها وخصره بارجلها بينما حاوط هو خصرها بيديه ، لينهال علي شفتاها بقوة ليبث لها مدي اشتياقه لها ...
لحظات ليبتعدا وكلا منهما يلهث لالتقاط انفاسه ...
شيفاي : انتي بتوحشيني وانتي معايا يا انوشتي ...
ليداعب انفها بأنفه ...
لتبتسم ...
انيكا : عارف ، مع اننا كبرنا وولادنا كبروا وكمان احفادنا ، مع كل المشاكل اللي حصلت وبتحصل واللي الله اعلم اذا كان لسة فيه مشاكل هتحصل ، بس كل دا بيقوينا وبيخلينا اقرب لبعض اكتر من الاول ، انا سمعتك وانت بتكلم صورتي ، ومع انك دايما محسسني بحبك واهتمامك بس كنت محتاجة اسمع الكلام دا اوي ...
ليقبل شفتاها قبلة رقيقة ...
شيفاي : وانا وعد مني طول ما فيا نفس هفضل اقولك كلام من دا كتير ...
انيكا : ربنا يخليك ليا يا شيفي ...
شيفاي : ويخليكي ليا يا قلب شيفيك ...
لتمر لحظات صمت بينهما ...
شيفاي : ها ...
انيكا : ها ايه ...
شيفاي : القميص اللي هياكل منك حتة ...
انيكا "ضاحكتا" : يا راجل عيب احنا كبرنا ...
شيفاي : مين دا اللي كبر ، اتكلمي عن نفسك ، انما انا ...
انيكا : انت ايه بس ...
شيفاي : انا عايز نتشاقي زي زمان ...
ودون ان يعطيها فرصة لاستيعاب ما يحدث وما سيحدث والا به يقبلها بكل ما بداخله لها من مشاعر ورغبة ...
ليغلق اضاءة الغرفة ليعيشا نعيمهما معا ...
حديقة القصر
كان يدلفان الي القصر عندما انتبه الي ذلك الذي يتلفت حوله كما لو كان يبحث عن احدا ما ، اجل هو يبحث عن مجنونته التي لم يراها منذ يومان منذ ان علم بخروجها رفقة والده ...
ليوقفه ما ان وضع يده علي كتفه ...
اريان : مالك يا ريهان ، عمال تتلفت حواليك ليه زي ما تكون بتدور علي حد ...
ريهان "متنهدا" : انت بتقول فيها ، انا بقالي يومين مش بنام وعايز القط ابويا ومش عارف بيختفي مني فين ...
اريان : ابوك برضو والا ...
ريهان "بتعلثم" : والا ايه ...
اريان : جيني ...
ريهان "بصدمة" : انت عارف ، ازاي ...
اريان : عيب عليك يا معلم ، بس قولي هي الزفتة دي كلمتك تاني ...
ريهان : لا ، وبعدين انا خلاص قطعت مع كل الاشكال دي ...
اريان : اوعي تقول انك عقلت وربنا هداك ...
ريهان : اه يا خويا ، انا حتي غيرت كل وسائل الاتصال بتاعتي ، رقم تليفوني والفيس والانستا ، غيرت كل حاجة ...
اريان "رافعا حاجبه مستغربا" : ودا من ايه دا ، دا انت ناقص تقولي انك بقيت بتصلي كمان ...
ريهان : قريب هتسمعها ، عارف انا خلاص نويت اتوب وناوي اعمل عمرة والا احج عشان اغسل ذنوبي بس دي بقي هعملها ومراتي معايا...
اريان "بصدمة" : مراتك ، انت اتجوزت من ورانا يا اهبل انت ...
ريهان : اتجوزت ايه انت كمان ، هو فيه حد في القصر دا ممكن يعمل حاجة من غير ما العيلة كلها تعرف ، يا ابني دا انا حاسس ان القصر والعيلة دي كلها تبع المخابرات ...
اريان "ضاحكا" : مش انت اللي قولت مراتي ...
ريهان : عارف ان خلاص قررت اغير كل حياتي ...
اريان : ريهان انت تعبان يا حبيبي ، تحب اجيبلك دكتور ...
ريهان : تعبان ايه انت كمان ، انا زي الفل ...
اريان : اومال مالك مش علي بعضك ليه ، وبعدين تعال هنا ، انا ملاحظ انك بقيت مقيم هنا ومش بتهرب لشقتك وتختفي زي ما كنت بتعمل ...
ريهان : لا ما انا خلاص بيعت الشقة وهبقي هنا علي طول ...
اريان : ودا من امتي ...
ريهان : اعمل ايه يا اريان يا خويا ، اصلي بقيت احب القصر والكمبوند والجنينة وكل حاجة هنا ...
اريان : الكمبوند ، قولتلي ، يلا اقولي هلقت كام واحدة في الكمبوند ...
ريهان : يا ابني بقولك هتوب ، والله هتوب ...
اريان : والمفروض اصدقك انا كدا ...
ليتنهد بيأس فقد علم انه مهما فعل لن يستطيع تغيير تلك الفكرة التي اخذها الجميع عنه خاصتا اريان ، اجل فأهم شخص يجب ان يصدقه هو اريان لان الوحيد الذي يعلم عنه ما لا يعلمه احدا اخر في العائلة ...
ريهان "بخفوت" : واضح ان الطريق بينا طويل يا شيفاني لحد ما اوصلك ...
ليبتسم ما ان تذكرها ...
اريان : بتقول حاجة يا ريهان ...
ريهان : لا ، ما بقولش ...
اريان : طب يلا والا هتفضل واقف هنا ...
لينتبه لضوء قاعة التدريبات (الجيم) ليشعر ان مجنونته توجد هناك ...
اريان : انت يا ابني ، روح فين ...
ريهان : ها ، معاك ، هروح فين يعني ...
اريان : طب يلا ...
ريهان : اه يلا ...
ليتحرك مع اريان ليدلفا الي القصر وهو يتوعد بأن يعود الي مجنونته بعد ان يتأكد من ابتعاد اريان ودلوفه الي غرفته ...
بينما اريان فقد ابتسك ما ان تذكر مايرته ومع فعله معها طوال اليوم ليقسم بأن يجعلها تنفذ ما يريده ...
غرفة ريكارا
دلفت غوري الي غرفتها لتتفاجئ بزوجها يجلس علي السرير وابتسامة واسعة تملئ وجهه ...
اقتربت منه وجلست امامه ...
غوري : بقي انت قاعد هنا وانا فاكراك لسة ما رجعتش ...
لينظر اليه ...
اوم : لما رجعت عرفت انك مشغولة مع انيكا ، فطلعت علي هنا وقولت استناكي ...
غوري : طب مش هتقولي ايه سر الابتسامة اللي مش بنشوفها الا في المناسبات والاعياد ...
اوم : طب ادعيلي الاول وانا اقولك ...
غوري "متنهدتا" : ربنا يفرحك كمان وكمان ...
اوم : ايوة كدا ، ادعيلي علي طول الدعوة دي ، انا عايز افضل طول الوقت فرحان ومبسوط ...
غوري : ان شاء الله دايما يا رب ، بس خير ، ايه اللي حصل وخلاك فرحان اوي كدا ...
اوم : انتي كمان لما تعرفي اللي عملته في شيفاي هتفرحي زيي كدا ...
غوري : شيفاي ، عملت ايه ، انطق ...
اوم "باسما" : عملت فيه حتة حركة ، هتطلع من دماغه ...
غوري : اللي هي ايه ...
اوم : من يومين روحت مع شيفاني حفيدته وقدمتلها في معهد البالية ، ياااااااه نفسي اشوف وشه لما يعرف ...
لتفتح عيناها علي وسعهما مذهولة مما تسمعه ...
غوري : قدمت لحفيدة شيفاي في معهد رقص ومن وراه ...
اوم "ضاحكا" : اه ، مش هو عامل لي فيها كبير العيلة ، يوريني بقي شكله ومنظره لما حفيدته تطلع علي المسرح وترقص ، وانتي عارفة طبعا لبس البالية بيبقي عامل ازاي ...
لتضرب كفا بكف ...
غوري "بغضب" : انت ليك نفس تضحك وانت عامل مصيبة ...
اوم "مستغربا" : مصيبة ، فين دا ، البنت جاتلي وطلبت مساعدتي وانا ساعدتها ، يبقي فين الغلط ...
غوري "بحدة" : الغلط يا استاذ يا محترم ان شيفاني دي مش بس حفيدة شيفاي لا دي كمان بنت اومكارا ، اومكارا اللي انت بتعتبره ابنك وهو حاطك في مكانه ابوه بالضبط ، يعني شيفاني دي حفيدتك انت كمان ، لكن انت للاسف مش شايف كل دا ، انت كل اللي همك هو ازاي تغيظ شيفاي وتستفزه وبس واي حاجة تانية مالهاش اي لزمة عندك ...
اوم : استغفر الله ، يعني انا مبسوط وفرحان وانتي جاية تنكدي عليا ...
غوري : لا وانت الصادق انا بفوقك عشان تلحق تصلح غلطتك قبل ما شيفاي يعرف بالمصيبة اللي انت عملتها وشوف بقي ساعتها هيعمل فيك ايه ...
اوم : ومين بقي اللي هيعرفه ان انا اللي ساعدتها وكنت معاها ...
ريهان : انا ...
لينظرا اليه ليجداه يقف علي باب الغرفة ...
اوم : ريهان ...
ليدلف الي الغرفة ويقف مواجها لابيه ...
ريهان "بحدة" : اه ريهان ، ريهان اللي هيقفلك لو ما رجعتش وصلحت اللي انت عملته ...
لينهض من مكانه ويقف امامه مباشرتا ...
لتنهض بدورها لتقف بينهما حتي لا يصطدما ببعضهما ...
اوم : وطي صوتك وانت بتكلمني يا واد انت ، وما تنساش نفسك ، وماتنساش ان انا ابوك ...
ريهان : ما المصيبة ان انا عارف ان انت ابويا ، اسمع انت هتروح وتلغي ام التسجيل دا والا قسما بربي لهطربقها علي دماغ الكل ، ماشي...
لينظر اليه بذهول وعقله رافض ان يصدق ان من يقف امامه ويقوم بتهديده الان هو ابنه الذي كان مدللا له وهو صغير ...
اما هي فقط نظرت الي الاثنان ، لتقرر التدخل قبل ان يشدد النقاش بينهما ...
غوري : ريهان حبيبي ، اهدي كدا وماتنساش انك بتكلم ابوك ...
ريهان "ناظرا لها" : ابويا ، ابويا اللي من كام شهر كان واقف يرقص مع مرات ابنه من غير خشا ولا حياء ، والا ابويا اللي راح من يومين وساعد مرات ابنه عشان تبقي رقاصة ، بذمتك يا شيخة دا اب دا ...
لينظر كلا من اوم وغوري الي بعضهما باستغراب ...
اوم : مراتك ، مراتك ازاي ، انت اتجوزتها من ورانا ...
ريهان : لا طبعا ، مش شيفاني اللي تتجوز في السر ولا من وراء اهلها ، شيفاني هيتعملها فرح ما اتعملش لحد قبلها ولا هيتعمل لحد بعدها...
غوري : اومال ايه حكاية مراتك اللي بتقولها دي ...
ريهان : انا قصدي علي اللي هيتم ، يعني شيفاني هي البنت اللي انا اخترتها عشان تكون مراتي وانا من لحظتها وانا بعتبرها مراتي خلاص ، وطبعا انا مش هقبل ولا هوافق ان مراتي تبقي رقاصة ...
ليقترب اكثر من والده ، ليربت علي كتفه وبنبرة كفحيح الافاعي ...
ريهان : اعقل كدا يا والدي وبكرا الصبح تروح تلغي اللي عملته زي الشاطر كدا ، لحسن قسما بالله لاروح بنفسي لعمي شيفاي واقوله علي كل حاجة عملتها واستلقي وعدك بقي ...
ليربت علي كتفه ويتركه حتي يرحل وهو يتوعد لمجنونته بعقاب يليق بها وبما كانت تريد فعله ...
بينما اوم فقد كان يقف مصدوما يتابع ابنه وهو يرحل ، لينظر الي زوجته ...
اوم : شوفتي ابنك ، ابنك بيهددني ، بيهدد ابوه ، معقول دا ابني ريهان اللي كنت بدلعه وبعمله كل اللي هو عايزه ، كبر وبقي يقف في وش ابوه ويهدده كمان ...
غوري : اومكارا ، انت المفروض تفرح بابنك مش تزعل وتضايق ...
اوم : افرح ، عايزاني افرح انه بيهددني يا غوري ...
غوري : من خوفه عليك ...
اوم : خوف ، خوف ايه دا اللي يخلي ولد يبجح في ابوه زي ما البيه ابنك عمل ...
غوري : هو ايه اللي ابنك ، ابنك ، اللي انت ماسكهالي دي ، علي فكرة ريهان ابننا احنا الاتنين ، وانت لو هديت شوية وفكرت هتعرف ان ريهان عمل كدا عشان مصلحتك ، ابنك مش عايز يشوفك صغير ...
اوم : وانا ايه اللي هيصغرني ...
غوري : غلطتك اللي انت عملتها عشان بس تستفز شيفاي هتصغرك يا اومكارا ، وهتخلي اومكارا ، ابنك الكبير يكرهك ومش هيبصلك علي انك ابوه التاني ، ابنك بيحميك من غضب العائلة اللي بتحبك ، انا عارفة انك بتحب تستفز شيفاي وتناقره ، استفزه وناقره زي ما انت عايز بس بعيدا عن الاحفاد وخصوصا البنات ...
لينظر اليها وعيناه تمتلئ بالندم ...
اوم : انتي معاكي حق ، انا فعلا غلطت وهصلح غلطي بس مش هسامح ريهان علي اللي عمله معايا ابدا ...
ليتركها ويستلقي علي السرير حتي ينام ...
غوري "متنهدتا" : اقول ايه بس ، ربنا يهديك يا اومكارا ...
قاعة الرياضة
ما ان ترك غرفة والداه ، اتجه وبداخله بركان غضب يريد ان يثور الي قاعة الرياضة حيث سيجد مجنونته التي تستطيع بابسط حركة او كلمة ان تشعل نيران غضبه او غيرته ، اتجه وقد اتخذ قراره بان يعاقبها علي ما فعلته دون ان تضع اي اعتبار لكيان وأسم العائلة ...
ما ان اقترب من القاعة ووقعت عيناه عليها من خلال الحوائط الزجاجية للقاعة ، ليشاهدها وهي تتمايل باحترافية عالية علي احدي المقطوعات الموسيقية والتي تعود لكلاسيكيات الموسيقي الاجنبية ، ليتجمد مكانه وقلبه ينبض بعنف داخل صدره ، فتصرفات تلك الجنية التي سكنت قلبه جعلته يشعر انه عاد مراهقا مرة اخري ، اجل يحبها ، لا هو يعشقها حد الجنون ، يريد ان يدخلها بين اضلعه حتي يخبئها عن اي عين غيره يمكن ان تنظر اليها ...
ليتذكر عندما كان يراقبها بشغف وبداخل عيناه يجتمع حنان الدنيا ، يراقب افعالها مع والدتها وجدتها واخواتها خاصتا اريان ، كيف تتدلل عليه وكيف تركض اليه وتقفز لتهبط ليضمها في احضانه ، كم تمني ان يكون هو مكان اريان لتكون بين احضانه ، هي ستكون بالنسبة له كل شئ ، ابنته التي سيدللها ويربيها علي يديه ، حبيبته التي يشعر معها بالاثارة بجمالها الذي يأثره ، فمعشوقته تولد بداخله خلطة عجيبة من المشاعر التي لن تتكرر ، فهذه الشيفاني هي خاصته هو فقط ، فمنذ ان عشقها واصبح عشقها هوسا بالنسبة له وهو يعتبرها زوجته ، امرأته ، كتبت علي اسمه وانتهي الامر ، فهي الان شيفاني ريهان اوبروي ...
ليبتسم ولكن سرعان ما اختفت تلك الابتسامة ما ان تذكر اريان ، شقيقها الاكبر والذي يعلم عنه كل شئ ، شقته الخاصة وجميع نزواته التي لا يستطيع احصائها والتي قضاها في تلك الشقة ، فاريان يحفظه عن ظهر قلب ...
ريهان "زافرا بقوة" : شكل الطريق ليكي طويل اوي يا شيفاني ، اخوكي اللي حافظني وعارف عني كل حاجة ، هقنعه ازاي بس ، دا انا حاسس اني اول ما اقوله هيقتلني عشان يضمن اني ما افكرش فيكي تاني ، بس حتي الموت مش هيمنعني اني احبك وافكر فيكي يا شيفتي انا وبس ، بس مش ريهان اوبروي اللي اي حاجة توقفه عن اللي هو عايزه ، ولو اريان فاكر نفسه حويط وبيعرف يخبي مشاعره ، بس مش عليا انا ، انا عارف مشاعره اللي بيخبيها لمايرا ، ولو فاكر ان اللي كان بيعمله يعتبر اقل من اللي انا عملته ، فلا احنا الاتنين في الهوا سوا...
لينتبه ما ان توقفت اصوات الموسيقي ، لينظر الي باب القاعة ليشاهد شمسه وهي تخرج حاملتا منشفتها في احدي يديها وفي اليد الاخري تحمل زجاج ماء ...
انتبهت الي وجوده لتبتلع ريقها خوفا من ان يكون شاهدها وهي ترقص ، اقتربت منه ووقفت امامه ...
شيفاني : ابيه ريهان ، انت هنا من امتي ...
ليسب تحت انفاسه ما ان سمعها تناديه بهذا اللقب اللعين ...
ريهان : من شوية ، وبعدين انا مش قولتلك بلاش حكاية ابيه دي ...
شيفاني : هو حصل ، بس انت عارف فرمانات جدو شيفاي وان الصغير لازم يحترم الكبير ، وبصراحة انا مش قد زعل جدو مني ...
ليشعر من اسلوبها انها لازالت غاضبة منذ اخر لقاء حدث بينهما ...
ريهان : شكلك لسة زعلانة من اللي حصل بينا اخر مرة ...
شيفاني : وانت شايف ان دي حاجة ما تزعلش ...
وعلي الرغم من غضبه الشديد منها ومما تريد فعله انه كتم غضبه حتي لا يزيد الطين بله كما يقولون ...
ريهان : طب خلاص يا ستي ، انا اسف ، كنت متعصب وجت فيكي ...
شيفاني : ماشي يا ابيه ، خلاص مش زعلانة ، قولي بقي ايه اللي موقفك هنا ...
ريهان : مستنيكي ...
شيفاني "باستغراب" : مستنيني انا ، ليه ...
ريهان : عايز اعزمك علي العشاء ...
شيفاني : هو احنا لما نتعشاء مع بعض جوا يبقي دي عزومة ...
ريهان : لا ، انا عازمك علي العشاء في اي مكان انتي تحبيه اهو نخرج مع بعض شوية وكمان تبقي فرصة نتعرف فيها علي بعض ...
لتنظر اليه مستغربتا ، فتصرفاته اصبحت غريبة نوعا ما ...
شيفاني "بطفولية" : بجد ...
ريهان "باسما" : بجد ...
ليمسك كف يدها بحنان وحب استطاعت ان تستشعرهما جيدا ، ولكنها نفت ما شعرت به ومحت هذا الاحساس ، بينما هو فقد كان يستشعر باطن يدها بقلب خافق ، عاشق ، فمع معشوقته كانت بداخله مشاعر جميله وبريئه جدا عن اى مشاعر غريزيه استشعرها مسبقاً ...    
وبدون اي حديث اخر سحبها خلفه واتجه الي سيارته وقبل ان يقتربا ، اوقفته ...
شيفاني : استني هنا ، انا لازم اغير هدومي الاول ...
ريهان "وهو يفتح باب السيارة لها" : هنفوت علي اي محل ونشتريلك لبس جديد ...
شيفاني : ما ينفعش ، انا جسمي كله عرقان ولازم اخد شاور الاول ، بص اديني ربع ساعة بس وبعدها نتحرك ...
ريهان : تمام ، هستناكي ...
لتتركه وتدلف الي القصر ...
وبالفعل بعد مرور ربع ساعة وجد حورية من الجنة تقترب منه لتتسارع نبضات قلبه ليقترب منها ويمسك يدها ويتجه بها الي سيارته بمنتهي الحرص ، لتتفاجئ هي مما تشعر به وهي معه ، فهي ولاول مرة تشعر معه بالطمأنينة والاحتواء ...
ليجعلها تجلس داخل السيارة ، ليجلس بدوره بجانبها ، لينطلق بسيارته الي احد المطاعم الفاخرة ...

عشقي ٣ (My Love 3) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن