أهلًا بِك في عالم الأنترنت حيثُ كُل شيءٍ مُحرم مُتاح مُصاغ لِغرض تجميلهِ ليس إلّا.
حيثُ الأصدقاء مِثل قِطعة الملابس البالِية إذا سئِمت منهُم ارمهُم فقط بِالضغط على زِرّ الحظر وهكذا أنهيت صداقةً كامِلةً لِأنّك سئِمت مِنها بِلا هدفٍ.
وإذا اردت استرجاعهُم قُمّ فقط بِألغاء الحظر وتدخُل لُتحادثهُم ولكن قبل ذلك خُذّ حبوب البجاحة وقِلّة القِيمة والدنائة؛ لِتستطيع التمثِيل بِأنّ الأمر تمّ بِالخطأ.
أو مثلًا تجِد ذلك الفتى الذِي تشاجر مع أختهِ ويجلس بِقميصهِ الداخلِي -او كما نقول بِالمصري الفنلة- ويأكُل البطِيخ ويتساقط على ملابسهِ ويسُبّ الفتيات وأنهنّ جاهلاتٌ ومكانهُم المطبخ وكم أنّ جِنس الذكور مُهِمٌ جِدًّا فهنّ ضُعفاء ناقِصات عقل ودين وأنهنً لا يفلحن في شيءٍ سِوى المطبخ.
أو فتاة لديها ما يكفي مِنْ الغِل والحسد لِتدخُل على حِساب أيّ فتاة جميلة لديها مُعجبِين كُثر وتبدأ بِالسبّ واللعن لِمُجرد انّها لديها داء الغِل وتُعلِق على كُل صورة في الحِساب بِسُخريةٍ
«هل تصدقونها؟ ههههه أنّها فِلتر ومُستحضرات تجمِيل أُراهِنكُم أنّها أسوء بِكثيرٍ مِنْ هذا.»وتجِد ذلك الفاشِل دراسيًًا يسُبّ ويسخر مِنْ الناجِح دراسيًّا ويكتُب عنهُم أسوء كلام فمِنْ أسخف الألقاب «اليهودي» فتجِد طالِبًا يرفع منشورًا على إحدى الصُفح على مواقِع التواصل المشهورة ساخِرًا على طالِبٍ خائِفٍ على مستقبلهِ.
وإنّ دخلت على التعلِيقات ستجِدها كُلها سخرِية وسبّ على الطالِب المسكِين وكُل هذا لأنّه مُتهَم بِتُهمِةٍ خطيرةٍ
«خائِفٌ على مستقبلهِ ويُرِيد النجاح دراسيًّا»تجِد فتى فاقِد الأمل في نفسهِ وليس لديه أيّ ثِقة في النفس يجلِس لِيسخر مِنْ الفِرق الكورية المشهورة -خاصةً الفرق الذكورية- ويبدأ بِقول أنّهُم شواذ وكُل هذا مستحضرات تجمِيل وأنّهُم عار على جنس الذكور؛ لأنّهُم ظهروا بِشكلٍ أجمل قلِيلًا.
المرأة المُسِنة أو الرجل المُسِن الذِين يدخلون على إحدى منشُورات لِفتاةٍ تحكِي أنّها تعرضت لِلتحرُش الجنسِي أو الاغتِصاب وأخذت خطوة لِلإمام لِتُحارِب هذا الفعل المُشِين، تجِد كُل الكِبار يبدأون بِسبّ الفتاة.
وأوّل ما يخطُر على ذهنهُم.
« ماذا كنتِ ترتدِين!»«كم كانت الساعة!»
«مالذي أنزلك مِنْ المنزل أصلًا»
«أكِيد أنتِ مَنْ أغويتِه»
يمسكِون المجني عليه بدلًا مِنْ إمساك الجانِي فعلى الأقل الضحِية موجودة، أتريدهُم -والعياذ بِالله- أنّ يقبضوا على الجانِي! أنت تحلم، بِالطبع أنت مِنْ الذِين يحرِضوا المرأة على أنّ تخلع ملابسهِا. اعترف أيها الديوث!
تجِد الفتى أو الفتاة يسبّون الرسوم اليابانِية المُتحرِكة -الأنمي- وجمهورهُ؛ لِأنّ هذا الفن لم ينال استحسانُهم.
وتجِد المرِيض الذِي يسُبّ الدِيانة الإسلامِية لِسببٍ أجهلهُ أو تجِد مسلِمًا يدخُل على صفحة إحدى مسيحِين الدِيانة ويبدأ بُسبُهم
وقول: «أنّنا الدِين الحق»فمَالمانِع أنّ تسُبّ أيّ شيءٍ لا تُحبّه بدلًا مِنْ التحاور؟
فهُم يكتبون آرائِهم مِنْ خلف شاشةٍ لا أحد يعرفهُم فلا تخاف سيدِي عندما ترى أحد يسُبّك على الإنترنِت وتجِدهُ يضحك في وجهك عالِمًا أنّك لا تعرِف حقِيقته.
قُلت لك سابِقًا أنّ الصداقة الإلكترونِية جيّدة جدًّا أعرِف ولا أُنفِي كلامِي ولكن هذا في حال إنّ نجحت.
ولكن في حال إنّ فشلت حقًّا ستقوم بِخرب بيتك والقضاء على مُستقبلك.
إنّ خرجتّ بِأقل الأضرار فمثلًا: صدمة تُسبب لك مرضًا نفسيًّا أو تُصاب بِحالةٍ مِنْ عدم الثِقة في أيّ كائِنٍ تراهُ أمامك.
وضِفّ على هذا بعض الإبتزاز والتكلُّم عليك بِصورةٍ غير مُباشِرة -كما نقول بِالمصري التلقِيح-
فحقًّا الأنترنِت خِطر جدًّا فاِحذر أنّ تُعطِي قلبك لُكل عابِر سبِيل فيستخدمهُ في الوصول إلى ضالتهُ ويرمِيه.
وكفاك القول على كل مَنْ تتعرف عليهِم أصدقائك حتّى لا تصِيح بِأنّ الأصدِقاء غير أوفِياء وأنّهُم خائِنون ولا يوجد صديق مُخلِص.
فيا سيدِي عالم الإنترنِت واسعٌ جِدًّا جِدًّا فإنّ نجحت معك التجرِبة في المرّة الأولى لرُبما لا تنجح معك في المرّة الثانِية.
وليس شرطًا إنّ فشلت معك في المرّة الأولى تفشل مع غيرُك.
بِكُل بساطة اغلِق على قلبِك فهو غالٍ لا يستحِق أنّ يُخدَش بِواسِطة أشخاص باعوا الدِين والإنسانِية مِنْ أجل بعض التفاعُل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته💜
9/5/2021تم التعديل: 15/9/2023
أنت تقرأ
آراء مُتسلطة
Randomمَنْ أنا؟ لَرُبما تسألت سَيْدي عَنْ مَاذا أكون؟ باختصارٍ سَيْدي، أنا صوتُ صِياح كُل طَالِبٍ أو مُرَاهِقٍ مصري أو مصريةٍ، أنا الصوتُ المُهَمَّش غير المَسْمُوع. أنا الأفكَار والآراء التي يُهمِلها الكُل بِحُجّة صُغر السِنْ. أنا دائمًا المَنسِي وَسَط...