آراء مُتسلطة

شُعبة

  إنّ هُناك نظرة حقِيرة لا أعرِف حقًّا ما سببها عنْ اِختيار الشُعبة، سواء قررت اِختيار الشُعبة الأدبِية أو الشعبة العلمِية، فأنت أدرى بِمصحلتِك وأدرى بِمُستواك.

  لِلعلمي صعوباتٌ كثيرِةٌ مِنْها الرِياضيات والفِيزياء والكِيمياء وأراهُم موادًّا مُستحِيلة الفِهم والحلّ.

  ولكن هذا لا ينفي أنّ لِلأدبي صعوباتٌ؛ فيكفي الجُغرافِيا والخرِيطة، أو مثلًا معرفة إنجازات مُحمِد علي أو حِفظ تَّارِيخ حروب مِصر الحدِيثة، والتفرِقة بين أنواع التفكِير في الفلسفة وتطول القائِمة سيدِي.

   ومَنْ يختار الشُعبة يختارها على حسب مستواه في الموادّ وميوله سواء الِحفظ أمّ الفِهم ولِلعلم قُدرتِك على الحِفظ أكثر مِنْ الفِهم لا يجعل مِنك أحمق أو غبي.

   خلقنا ﷲ بِقُدراتٍ عقلِيةٍ متفاوِتةٍ وليس ضروريًا كون أخوتك أذكياء في الرياضيات أو المواد العلمِية يجب أنّ تكون مِثلهُم فهذا لا يُقلل مِنك أو مِنهم، ليس شرطًا كونك فاشِلًا دراسيًّا أنّ تكون فاشِلًا في حياتك لرُبما تكون ناجِح في شيءٍ آخر.

  وليس شرطًا أنّ يكون المتفوق دراسيًّا يكون متفوقًا في كُل شيءٍ.

  فجأة سُبحان الله بات الجمِيع يفهم ولا يحفظ ومشكلتهُ أنّهُ لا يستطيع الحِفظ، ويبدأ الصِياح عنْ كم أنّ ذكائهُ يتعبه بِتُّ أشعُر لو قُلت أنّني استطيع الحِفظ أكثر مِنْ الفِهم سأصِير أضحوكة.

  لا أعرف من صنف الأذكياء من يفهمون والأغبياء من يحفظون.

  وصحيحٌ سيدِي ليست وصمة عار لو ولد اختار أدبِي لن يكون مكروه ولا تخف لِلأدبي مستقبلٌ باهِرٌ، ولا يوجد أيّ قانونٍ ينُصّ أنّ الأدِبي لِلفتيات والعلمِي لِلفتيان.

  ذكائك لا يتمثل في اختيارك لِلعلمي أو للِأدبي،
ذكائك يتمثل في أنّ تختار مجالك أو في اِختيار ما ستنجح به حقًا، لا تنسى أنّ الفشل في علمِي هو نفسهُ الفشل في أدبِي، لن يقولوا هذا فشل في علمِي إذًا هو ناجِح والذي فشل في أدبي فاشِل.

  لا تنتظِر شيئًا مِنْ شخصٍ يراك غبيًّا فقط لِأنك قررت دخول أدبِي.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
23/7/2021
تم التعديل: 16/9/2023