أمسك بِقلمي محاولًا إخراج كُلّ ما أُفكِّر فيه طبعًا لا ننسى صوت حليم في الخلفية، تفضل سيدي لا تخجل فَقدّ صِرت صاحب البيت الآن اخلع حذائِك أولًا قبل الدخول.
تفضل كوب فراولة لعلها تضيف بعض البهجة في حياتك بدلًا مِنْ كونها بائِسة تِلك، أهدأ اهدأ كُنت أمزح لا داعي لِتلك الحركات الطفولية.
المُهم، نعم كما خمّنت مِنْ شكلي، أنا حزين، والأدهى مِنْ كوني حزين أنّني لا أعرف سبب الحُزن، أهو لِمحاولتي فِي التخلُّص مِنْ كُلّ سلبي أعرفه؟
لكن هكذا سأتخلُّص مِنْ نفسِي..أمّ بِسبب الخُذلان غير المُتوقع مِنْ أشخاصٍ يعِزّ عليّ قول أنهُم كانوا أقرب الناس إليّ ولِقلبي.
أمّ بِسبب ضغوطات الدراسة؟ كوني اقترب مِنْ الصف الثالث الثانوي والذي يعني لأي مصري البُعبُع، كُلما أخطئت فِي سؤالٍ ما أو استصعب عليّ فِهم نُقطةً معينة يُقال ليّ بِسُخريةٍ لاذعةٍ: «كيف ستدخل الثانوي بِمستواك هذا؟!، مستواك لن يأتي لك بأعلى مِنْ كُلية -وتبدأ السُخرية مِنْ الكُليات- صحيح نسيت أنّك أدبي ومعروف أدبي للفاشلين»
أمّ مِنْ أحاسيسي؟ أشعر أنّ مُستقبلي لن يكون هيّن بل مُظلم وكئيب، أعرف أنْ أول ردّ سيأتي على لِسانك «تفائَل» وتبدأ المُحاضرة الطويلة عنّ أهمية التفاؤل في حياتنا.
حقًّا سيدي أتعرف؟ أحيانًا يحتاج المرء أنْ يتجرد مِنْ كُلّ شعور زائِفٍ، يحتاج المرء إظهار حُزنهِ دون الخوف مِنْ مُدعيّين السعادة.
يحتاج المرء إظهار خوفهِ وتشاؤمهِ دون الخوف مِنْ مُدعيّين التفاؤل، مِنْ حقّك رفض رأي لم يُعجبك دون الخوف مِنْ مِدعيّين الديموقراطية، مِنْ حقّك أنْ ترفض فكرة ضِدّ مبادِئك ومُعتقادتك دون الخوف مِنْ مُدعيّين الأنسانية.
سيدي؟ هل نمت؟ قُلت لك أسترح لا أنْ تنام، نِمت سيدي دون معرفة سبب حُزني حتّى، انتظِر!
اين ذهبت بِالفراولة؟!والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
18/2/2022
أنت تقرأ
آراء مُتسلطة
Alteleمَنْ أنا؟ لَرُبما تسألت سَيْدي عَنْ مَاذا أكون؟ باختصارٍ سَيْدي، أنا صوتُ صِياح كُل طَالِبٍ أو مُرَاهِقٍ مصري أو مصريةٍ، أنا الصوتُ المُهَمَّش غير المَسْمُوع. أنا الأفكَار والآراء التي يُهمِلها الكُل بِحُجّة صُغر السِنْ. أنا دائمًا المَنسِي وَسَط...