الغضب

76 25 27
                                    

إنّ تعامُل المصرِيون مَعْ الغاضِب تعامُل غير آدمِي بِالمرةِ، تكون غاضِبًا ولا تُرِيد أنّ تسمع أيّ صوتٍ بِجانِبك كُل ما تُرِيده أنّ ينتِهي هذا اليَوم أو يزُول غضبك، تستمع إلى عِبارات كثِيرة وكُلها لومٌ عليكِ لِأنكَ -سُبحان الله- تشعُر!

لا أعرِف كَيف أتى لِبعضِ الشباب الفاسِد القُدرة على أنّ يشعُر بِشعورٍ جمِيعًا نشعُر بِهِ!

كيف يشعرُون؟ حتّى ولو شعرُوا فليتحرِقوا بِغضبهُم أهمّ شيء أنّ يمتثلُوا لِآوامِر الأكبر مُنْهُم.

إنّ الكِبار لا يهِمهُم أنّ يُعبّر أبنائهُم عنْ غضبهُم، فليذهَب مَعْ غضبِه لِلجحِيم أهمّ شيء أنّ يُحدّثنِي بِوجههٍ مُبتسِمٍ -حتّى لو قهرًا- وأنّ يستمعُوا لِلآوامِر وأنّ يُنفذوا الآوامِر بِحاذفِيرها.

  أمّا عنّ الجِهة المُقابِلة، ترى الكِبار ينفعلِون ويسبون ويملؤن الدنيا بالصُراخِ وإنّ أتيتُ تهدِئتهُم لا يهدئِون بل يزداد غضبهُم وكأنّك ترُشّ البنزِين على النارِ.

  وإنّ تكرمُوا وفهِموا أنّك مِنْ حقِك أنّ تغضَب؛ لِأنّك  لستَ آلة مُجرّدة مِنْ المشاعِرِ، ستجدُهم يعطُونَك نصائِحَ وكلامًا كثِيرًا العِبرة المأخُوذة مِنْهُ ألّا تغضب عليهُم.

  أشعُر بِأنّهُم يريدِون أنّ يخرِجوا جيلًا كامِلًا مِنْ العبِيدِ -اهدأ ولا تفزع ولا تغضَب سأُفهِمك- يريدِون أنّ يغضِبوا ويصرُخوا ويسبّونك ولا تتكَلم.

  مَطلُوبٌ مِنْكَ أنّ تستَمِع لِأهانتِهُم المُتكَرِرة، لِصُراخِهم المُتكرِر، لِطلباتِهم المُتكرِرة، لِعِتابِهم المُتكرِر ويجب ألّا تغضب.

  يُعاتبُونك على ما يُرونه، يصرخُون عليكَ مِنْ ناحيتهُم فقط لم يرُوا الجانِب الكُلِي مِنْ الحقِيقة، يعمُون أعينهُم عَنْ الجانِب الحقِيقِي يركِّزون فقط فِي كيفِية أنّك انفعلتَ عليهُم!

   يركِّزون فِي كُل أخطائِك إنّ فعلت شيئًا خطأ فأنّك لن تَهنَأ لِأسبوعٍ وإنّ فعلت شيئًا جيّدًا سيقُولون لكَ هذا المطلُوب!

  يقُولون عندما تُخطِأ أنّ هُناك ثوابٌ وعِقابٍ والحقِيقة أنّ قامُوسهم كامِلًا عُبارة عنْ عِقابٍ فقط، فِي نظرِهم إنّ الشيء التافِه الذِي تفعلُه يُمكُنْ فِعلُه فِي وقتٍ أقل وبِنتِيجةٍ أفضل مُتجَاهِلين كَم الجُهد الذِي وضعتُه.

  تجِد بعض الأهالِي يصوّرون Videos ويرفعُونهَا على الإنتِرنت لِتوعِية الأَهل ضِد الغضب وأُرهانُك بِأنهُم مُتشاجِرون مَعْ أبنائِهُم.

   يظُنّ الكِبار بِأنّهُم هُم فقط مَنْ لديهُم مشاكِل فِي حياتِهُم، أمّا أطفالهُم آخر ما يعلمُونَه عنْ مشاكِلهُم أنّهُم يَغضبُون حِين ينفصِل الإنترنِت.

يلغُون شعور أبنائهُم بِالغضبِ بِحُجّةٍ غبيّةٍ «أنتَ لم ترى شيئًا لِتغضب»

كُلٌ مِنّا لديهِ مشاكِلٌ -سيدِي- كِبارٌ كُنا أمّ صِغار ليسَ مِنْ حقّ الكِبار أنّ يسخروا مِنْ مشاكِل الصِغار، ليسَ مِنْ حقّهُم أبدًا.

أعرِف أنكُم كَكِبارِ تعملُون ليلًا ونهارًا لِتوفِير سُبل الراحة لِأولادكُم ولكن وأنتُم تعملُون لِتكبِير أولادكُم لا تهملِوا الجانِب النفسِي لهُم، لا تخرِجوا جِيلًا يكبِت كُل مشاعرِه داخِله وترِيدُون مِنْ هذا الجِيل أنّ يكون سَوِيٍّ نفسِيًّا.

أطفالك ليس لهُم أيّ ذنب أنّ يتربّوا مِثلما تربّيت، إنّ تربّيت بِطريقةٍ خاطِئةٍ، تربّيت أنّ تكبُت الغضب، أنّ تفعل ما تُأمر بِهِ بِدون نِقاش، أحرس أن لا تربي ابنائك مثلما تربيت، تذكر فقط كيف كنت تشعر عندما كنت تعيش مع اهلك وستجد النتيجة المطلوبة

والسلام عليكُم ورحمة الله وبركاتِه.💜
16/3/2021

تمّ التعدِيل:
7/10/2024
9/10/2024

آراء مُتسلطةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن