مرحلة تخبُّط وأقسى مراحل الضياع والتيه الذي لا تدري حقًا ما تريدهُ وما لا تريدهُ، الخوف مِنْ كونك مِنْ مُضيعيّ الوقت وتُحاسب على كل دقيقة أضاعتها والخوف مِنْ الندم وقول ياليت.. ولكن في الوقت نفسهُ لا تقدر على فعل شيء.
أدرك أنّني صِرتُ لا أُطاق تِلك الفترة لكن حقًا هذا خارجٌ عنْ إرادتي، دونًا عنْ كُل مراحل عمري تِلك أكثر فترة مشوشٌ فيهِا وفي أهم سنة، لا طاقة لديّ على فعل أيّ شيء غير أنّني أقضي أغلب وقتي في الصمت كيّ لا انفجِر في أحدٍ لا ذنب لهُ في إغضابي.
مِنْ أكثر الآشياء سُخرية أنّني دائمًا اسمع عن الذيين يتحدّثوا عنْ أحزانهُم لِلتخلّص مِنهُ، عِندما حاولت فِعل هذا لم أجد مُستمع يستمع ليّ مِثلما استمع لِلآخرين، ففور تحدّثي أجد الذيين مِنْ حولي يختفون كسرابٍ منثورٍ وفور ظهور آخر يتحدث يُستمع لهُ وكأنّني خيالًا.
أحيانًا إن لم يكن دائمًا أشعر أنّني مِنْ كثرة المُقربين لا أجد أحد مُقربٌ مِنْي لِدرجةٍ أنْ يتحملني بِها وإن تحمّلني أحد سيمّل في نهاية المطاف، إن حدث معّي شيئًا وودت أن أحكيهِ أذهب لِأشخاصٍ مُحددة وعِند التجاهُل أدرك كم كُنت غبي في حماسي والتحدّث بِتلك المشاعر التي كانت تنتابُظي حينما تحدّثت، وأيقن وقتها ما أجمل الكلام حينما لا يُقال.
ما يثير غيظي -سيدي- إنّني أرسل فوق العشرون رِسالة وفور إتيان أحد غيري كتب رسالة يُرَدّ عليها هذا بِالطبع يثير تسأُلي أأنا مُختفٍ؟ أم ماذا؟
وعندما أجد مُستمعًا أخيرًا، يسخر مِنْي ظنًّا أنْ هذا سيريحني، بِتُّ أشعر بِخيانةٍ مِنْ الجميع حتّى مِن قلمي.
خانني قلمي بات ليس كما عهدتهُ، بات ثقيلًا مُملًا لا يقدر على الأبداع، وخيانة صحتي لا أدري ما الأمر لكنّني تقريبًا كل يومان أمرض..
أتمنى ألا تخونّني سيدي فأنت الوحيد المُتبقي ليّ بعد كُل هذه الخيانات..
في الآخير أتمنى مِنْك أن تدعوا ليّ أن يزيح الله تِلك الغمّة التي سيطّرت عليّ مُنذ ثلاثة سنوات تقريبًا، فقدت نفسي في حادثٍ مجهولٍ حيث أفقت فجأةً لأجدني كأنّي مسخٌ غريب الملامح والتفكير لا يدري مَنْ يكون، يحاول البحث عنْ ذاتهِ التي فُقِدت مِنهُ دون إدراكٍ، يُجبر نفسه على الاِستمتاع بِكُل ما لديهِ بعدما أتاه كُل ما تمّناه ولكن بعد فوات الأوان.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
-7/12/2022
أنت تقرأ
آراء مُتسلطة
Randomمَنْ أنا؟ لَرُبما تسألت سَيْدي عَنْ مَاذا أكون؟ باختصارٍ سَيْدي، أنا صوتُ صِياح كُل طَالِبٍ أو مُرَاهِقٍ مصري أو مصريةٍ، أنا الصوتُ المُهَمَّش غير المَسْمُوع. أنا الأفكَار والآراء التي يُهمِلها الكُل بِحُجّة صُغر السِنْ. أنا دائمًا المَنسِي وَسَط...